الشعب العراقي و مركَّب غباء بعض القادة السياسيين
    الأربعاء 26 أغسطس / آب 2015 - 08:35
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    ما لا يفهمه قادة الصدفة من أمثال مقتدى و عمار و المطلك و مسعود  و كثيرون  غيرهم ، ممن لم  يبلغوا سن الرشد السياسي بعد ، على الرغم من ضخامة اجسادهم،  وكبر  اسماء عوائلهم. ان الشعب الذي خرج في  التظاهرات يطالب بحقوقه  من الخدمات الاساسية، و العدالة الاجتماعية بعد ان سئم تلك القيادات، و اتهمها بالعجز و الرياء و السرقة. لذا فقد خرج هذا الشعب يحتج على حكومة المحاصصة  و فشلها في ادارة البلد. و لم تخرج الجماهير الغاضبة بإشارة من هذا القائد السياسي او ذاك. ولكن بعد أن اثبتت الجماهير دورها في التأثير على الحكومة والمرجعية، نسمع اليوم محاولات انتهازية يقوم بها مقتدى لسرقة هذه التظاهرات، فيأمر اتباعه بالخروج مع المتظاهرين يوم الجمعة القادمة، وكأن تياره لم يكن له حصة الأسد في الحكومة والتقصير في الخدمات، ولم يكن بهاء الأعرجي نائباً لرئيس الوزراء، وهو من تياره إضافة إلى نحو خمس وزراء، معظمهم يتولون وزارات خدمية. يجب عليك يا مقتدى ان تفهم ان الناس ليسوا رعاع او حيوانات تقودهم متى تشاء . حتى انت يا مقتدى ( صاحب الكركري) و قادة تيارك ، انتم  لا شيء بدون هذا الشعب الذي صوت لكم، والآن تحاولون تبرئة أنفسكم من التقصير. وهذا تحايل يجب أن تفهمه الجماهير التي شبعت بالوعود الانتخابية الكاذبة.

    أفادت الأنباء الخبر المضحك التالي: "دعا زعيم التيار الصدري مقتدى انصاره إلى المشاركة في التظاهرات  يوم الجمعة القادمة في بغداد".
    دعونا نحلل هذا الخبر، فهل هذا تحايل أم غباء؟
    ١ـ  هذا الخبر بحد ذاتية إدانه لك و لـ(تيارك !) ياسيد مقتدى لو تفهم السياسية، اي انك  انت و اتباعك لم تشاركوا في التظاهرات منذ بدايتها  لأنكم أنتم ضمن المتهمين بالتقصير.
    ٢ ـ و انك تغتال ارادة الشعب العراقي والمتظاهرين حين تجعلها مظاهرات تيارات سياسية، بينما خرج الشعب ينتقد تلك التيارات و تلك السياسات التي وجهتها لاتباعك، و تبعوك كالخرفان في حينها بلا وعي، كما يتبع القطيع الخرفان الراعي  .
    ٣ ـ في الحقيقة ان الشعب تظاهر ضدكم و ضد سياسة المحاصصة و الشراكة الزائفة و حكومة "المقبولية" البغيضة، و ضد ايرادات الاحزاب والتيارات التي خلفت كل هذا الوضع المزري  في العراق،
    ٤ ـ  وبعد  رؤيتكم لتظاهرات هذا الشعب  و حجمها و شعاراتها و مطالبها، وتهديدها بهدم عروشكم، تحاولون اليوم مصادرتها و احتلالها و كأنها قامت معك و لأجلك ، و ليس ضدكم ،  إنها محاولة سرقة انتفاضة الجماهير، كما يحاول البعثيون اختراقها ورفع شعارات ساحات الاعتصامات سيئة الصيت.

    استمع با سيد مقتدى الى هذا الرأي  الواقعي . انت و عمار من خذل الشعب العراقي بكل اطيافه و تنوعاته. كيف؟ عندما تكونون ضمن مكون الاكثرية النيابية  في مجتمع  في بداية مسيرته الديمقراطية ، من حق الاقليات ان تتوقع تضامن و وحدة في  قيادة الاكثرية النيابية.  لكن حينما ترى هذا التشرذم  و العناد و التصرف الطفولي،  و عندما ترى هذا الزعل كل يوم و سحب نوابك و وزرائك كل  شهر، من حقها ان تتصرف حسب مصالحها في تلك الظروف، و تتسارع في الكسب السريع و تعتصم هي كذلك بالمحاصصة و الانفراد بالرأي. لقد خذلتم المكون السني و الكردي بهذه الاخلاق المتقلبة كما خذلتم كل الشعب العراقي بهذا التصرف الأرعن، فالاقليات تحتاج الاكثرية لقيادتها ضمن مشروع وطني ديمقراطي. و انت و تيارك ابعد عن هذا الطريق، و يسايرك صاحبك عمار الحكيم، ومعكم مسعود و مصلحة عائلته وعشيرته .
    اما ان  تأتي اليوم و تأمر اتباعك و كأنهم خراف بالتظاهر يوم الجمعة القادمة ، انت انما تؤكد عدم فهمك، و قلة وعيك لأية مسيرة  بناء و طريق و سلوك ديمقراطية و ليس لك  اي حس لإرادة الشعب . انت نموذج عصري جديد من معاوية و صدام و القذافي . يشاركك اليوم  في هذه الزعامة حليفكم مسعود البرزاني في تمسكه بالسلطة  بدون سبب او استناد من قانون او دستور، و لا حتى تضامن مع مطالب الشعب العراقي، يتمسك بالسلطة لعائلته و عشيرته و لتتوالي ولايات ابنائه، كما خطط صدام والقذافي ومبارك، وبات مصيرهم معروفاً .
    سيخرج الشعب الكردي بهذه الهتافات بعد خمسة و عشرين عاما من الآن.
    هله بيك,  يا بطل , يا  سور
    يا  حفيد الملا  حفيد  سرور

    عبد الصاحب الناصر
    لندن في 26/08/2015

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media