فرقة أميركية خاصة لاصطياد الدواعش
    الخميس 27 أغسطس / آب 2015 - 05:38
    بغداد (الصباح) - كشفت مصادر عسكرية وحكومية متطابقة، عن وجود فرقة عمليات أميركية خاصة في ملاحقة قيادات الصف الأول في تنظيم «داعش» المتطرف، لتصفيتهم وإحداث خلل في قيادتهم كما فعلت واشنطن خلال السنوات الماضية مع قيادات تنظيم «القاعدة».
    وافاد عسكريون عراقيون رفيعو المستوى، لاحدى الوكالات الاجنبية، بان «الفرقة الاميركية تنهمك في الوقت الراهن في تصفية هذه القيادات في كل من سوريا والعراق، في وقت لا يبدو فيه أن التنظيم قادر على توليد أو إنتاج قادة مثل الحاليين، الذين يمسكون زمام القـرار العـسكـري والـشرعي والمالي».
    ويرجع مراقبون هذا التوجه إلى دراسة أميركية تؤكد وجود قاعدة مشتركة بين التنظيمات المتطرفة في العالم، وهي قدسية الزعيم الأول وجـدليـة مـن يـأتـي بـعـده عـلى غـرار تنـظـيم «القـاعـدة» وحركة «طالبان» وجماعات أخرى، أصابتها خلافات داخـلية تسـببت في تناحر وضعف واضح عليها عقب القضاء على مؤسسيها.
    وفي هـذا الإطار، يــؤكــد مـسـؤول حكومي رفيع المستوى، فـضـل عدم نشـر اسمه، وجود فـرقـة عـسـكريـة أمـيـركـيـة خـاصـة تـتـنقل بيـن بغداد ودول عدة بالمـنطــقــة وتعمل على تتبع أثر القادة البارزين بتــنـظــيم "داعـش” مـن خلال شبكة تجسس بشرية وتقنية واسعة تتمثل في عملاء لها على الأرض، وأقمار صناعية وعمليات تجسس على المكالمات الهاتفية الصادرة عن المناطق، التي يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسوريا.
    ويشير المسؤول نفسه، إلى أن "عمل تلك الفرقة حقق نتائج كبيرة في رصد قيادات مهمة بالتنظيم الإرهابي والتخلص منها، لاسيما على مستوى العراق الذي تتوفر فيه قاعدة بيانات كبيرة عنهم بسبب تعاون الشارع السني مع جهود الخلاص من عصابات داعش سواء المحلية منها أو الدولية”.وأوضح، أنّ عملية مقتل الرجل الثاني في التنظيم المدعو فاضل الحيالي، التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميـركية "البنتـاغون”، ليلة الجمعة الماضية، كانت نتاج لتلك العمليات الخاصة لهذه الفرقة.
    كما لفت أيضا إلى أن عدد القيادات "الداعشية” التي سقطت خلال الأشهر التسعة الماضية، بلغ 24 قيادياً بارزاً من الصف الأول بالتنظيم، أو ما يعرفون بالجيل الأول، وهم أكثر القيادات تكفيراً وتطرفاً، ولديهم طموحات واسعة في كل دول المنـطــقـة، ولـهم سطوة على أتباعهم، ويمـكن الـقول إنـهــم يـحـركـون المـرتـزقـة المحليـين والاجانب كجنــود آليين، مـتى ما شاؤوا، ولهم مصـادر تمـويـل واسـعـة مـن دول مختلـفة بالـعالـم، عـلـى حــدّ تـعـبـيـر المـصدر نــفـسـه.
    ورأى الخبير بشؤون الجماعات المتطرفة، جمال الحديثي، أن تكرار استهداف قيادات "داعش” من قبل التحالف الدولي دليل على وجود خطة ثابتة لدى القـوى الكـبرى، وليـس كمـا يقال عنها بـأنها جهـود قتـال عشـوائـية ضـد التنـظيم التكفيري.
    وأضاف الحديثي، أن "هذه الخطة قد تكون طويلة الأمد، لكنها ستكون نافعة في قطع جذور التنظيم الروحية والعسكرية، إلا أنها تنطوي على مساوئ، إذ إن وضع القوات العراقية على الأرض قد لا يحتمل ستراتيجيات كهذه؛ فالحكومة تريد ضربا شاملا للمسلحين بدون انتـقـاء للأهداف”.
    كما عد الحديثي، "قتل قيادات مهمة في تنظيم داعش يؤثر في معنويات العناصر الاخرين، وبالتالي يجعل القرار متعدد المصادر”.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media