[نفط الشعب للشعب مو للحرامية]
    الخميس 27 أغسطس / آب 2015 - 22:35
    الخليل علاء الطائي
    محلل سياسي
    من بين أقرب الشعارات الى مطالب العراقيين الحقيقية في الإصلاح المنشود, هذا الشعار الذي رفعته الجماهير في تظاهرات الجُمع الماضية وفي ساحة التحرير والمحافظات. ولأن إقتصاد العراق يعتمد بالدرجة الأولى على النفط , كمصدرتمويل للميزانية, فلا بد أن يكون هدفاً للقوى المعادية للعراق ويصبح ضمن مخططاتها الدولية بشتى الطرق والوسائل الخبيثة بدءاً من لعبة الأسعار التي تديرها السعودية على نطاق عالمي وإنتهاءً بالتهريب وصفقات البيع غير القانونية لتصل حد التعامل مع داعش وأخيراً إسرائيل وذلك على يد مسعود البرزاني تخطيطاً وتنفيذاً وبشكل منظم منذ عام 2003 ولحد اليوم ويدخل ذلك في إطار الدولة الكردية شبه الرسمية حالياً, إضافةً الى المنافذ العديدة الأخرى للنهب والسرقة والإحتيال وتخريب الإقتصاد العراقي لإضعاف العراق في مقابل تقوية وهمية للإقليم. نعم فقوة الإقليم بهذه السلوكية الإنتهازية مجرد حلم راود أصحابه في ظروف محيطية, داخلية وخارجية, شاذة مرّت على العراق خلال العقود الثلاثة الماضية. يطول الحديث في موضوع النفط والإقليم ودولة الكرد القادمة, وعلاقة الإبتزاز مع المركز الإتحادي للتغطية على مافيات الفساد في الإقليم, ومازالت أزمة (الرئاسة) دليلاً على نمط السلطة الفردية وفسادها. كتب العديد من الكتاب والمتابعين حول الوضع الكردي. ومنهم من كتب بموضوعية وحيادية. ولكن الحقيقة الماثلة أن (دولة) كردستان قائمة بصورةٍ فعلية وهي تجاور العراق وتتعامل مع العراق ومواطنيه بالمكابرة والتجاوز والشوفينية القومية. وثمة من يكتب الآن ويطرح الحلول, من السويد والدنمارك وهولندا وغيرها, حلول ( جذرية) أو طفرة نوعية  .. ( ما كتبه أياد السماوي هذا اليوم يضع النقاط على الحروف للأزمة القائمة  بوقف العمل بالدستور وحل المجالس المنتخبة وإلغاء مناصب فائضة ووظائف وهمية ورواتب لمن لا يستحقها, والأهم من كل ذلك فك الإرتباط  مع دولة كردستان المجاورة (ينظر الرابط رقم – 1-)  فعلاقة كردستان بالعراق أصبحت هجينة وضارّة ولها صلة مباشرة بالفساد ونشر الإرهاب و إستغلال الظروف العصيبة للإستيلاء على المدن والمناطق الجغرافية الواسعة وحقول النفط. ومن الكتّاب من يطرح الحلول المنافقة ويوجه السهام نحو جهةٍ سياسيةٍ أو حزبيةٍ أو شخصية فالوقت الآن يناسب هكذا طروحات لخلط الأوراق وتصفية الحسابات, وخاصةً إذا أخذنا بنظر الإعتبار أن حزب البعث هو أكثر وأقدر الشرائح الخبيرة بالإجرام والشعارات الديماغوجية وخداع الجماهير ولاننسى أن إجتماع عمّان الأخير كان مخصصاً لهذه المهمة الإجرامية لحرف التضاهرات عن وجهتها المطلبية المشروعة وتسخير الإعلام البعثي الطائفي لهذا الدور.
    آخر التقارير مانشرته صحيفة الفاينننشل تايمز البريطانية (يوم الإثنين 2482014) والذي يُفيد بأن إسرائيل تحصل على ثلاثة أرباع إحتياجاتها من النفط عن طريق حكومة كردستان. عمليات التهريب للنفط وتصديره لم تتوقف منذ سقوط النظام البعثي وما المطالبات بالرواتب ونسبة من الميزانية إلاّ لتحقيق جملة أهداف سياسية وإقتصادية أهمها:
    - كسب المزيد من الأموال لحين إنفصال الإقليم وإعلان الدولة الكردية كأمر واقع.
    - عرقلة مشاريع الإستثمار والعقود كما حصل مع شركة أكسون موبيل, وبيع النفط المهرّب بأسعار هابطة في كل الظروف والأحوال.
    - إيهام الشعب الكردي بالحرص الزائف على معاناته التي تسببها حكومة بغداد, وبالتالي خلط الأوراق وإلقاء المسؤلية على بغداد والتغطية على فساد الإدارة الحاكمة في أربيل وطبيعتها العشائرية والتجارية.
    لنعد الى شعارات المتظاهرين وهم ينشدون الحلول من الخدمات الى رفع مستوى المعيشة ومشاكل الفقر والبطالة ومحاربة الفساد الناجم عن نظام المحاصصة وتوزيع المناصب والمسؤليات على أساسها, ومن شروطها غير المعلنة السكوت عن كل مايُحرج الشركاء ويضر بمصالحهم. وهنا يحضرني سؤال من بين العديد من الأسئلة التي تطرّق لها البعض من الكتّاب... لماذا لم نقرأ في لافتات المتضاهرين مايفضح سرقات النفط عبر حكومة مسعود البرزاني؟.. حين يكون شعارنا ( نفط الشعب للشعب مو للحرامية) وهل هناك حرامي بوضح النهار مثل عصابة الكاكا مسعود.
    الرابط رقم 1:
    1. ما العمل لمواجهة الكارثة المحدقة بالبلد ؟؟؟ - أياد السماوي
      25/08/2015 - 11:08 مقالات
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media