الأهوار تواجه تهديداً بيئياً مستمراً
    الجمعة 28 أغسطس / آب 2015 - 05:55
    (رويترز) جنوب العراق (الصباح) - تواجه أهوار العراق جفافا وارتفاعا في مستويات ملوحة المياه، الامر الذي  يهدد الحياة المائية والماشية وسبل عيش سكان المنطقة. فقد انخفضت مناسيب المياه في الينابيع التي تغذي الأحراج فزادت ملوحتها ما نتج عنه نفوق كميات كبيرة من الأسماك.
    وقال علاء هاشم البدران نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة « انخفضت المياه بدرجات عالية جدا، وبالمقابل ازدادت الملوحة ، جفاف المياه يعني ارتفاع نسب الملوحة،  وزيادة تركيزها يعني هلاك الأسماك.» وتابع أن «الوضع الراهن يتسبب في تهجير سكان المنطقة».
    وأضاف البدران « حتى لو توفرت الاعشاب او ما يسمي القصب والبردي، يواجه مربو  الأبقار والجاموس في مناطق الأهوار مشكلة جديدة، هي حاجة هذه الحيوانات لمستوى معين من الماء للانغمار، اضافة الى احتياجها الى مياه الشرب، وهو ما يتطلب توفر كميات كبيرة جدا من المياه. نقص المياه دفع الكثير العوائل والمربين الى الهجرة من الاهوار الى مناطق اخرى، وافخاذ من عشائر تحولت بالكامل الى مناطق اخرى، بسبب المشاكل والاحتكاك بين عشيرة واخرى بسبب شحة المياه.
    وتابع البدران ان تقدم تنظيم «داعش» عقد الوضع في المنطقة بدرجة أكبر. وقال «الحرب تجري الآن في العراق هي حرب المجموعات الارهابية في غرب وشمال العراق نسميها مناطق السدود الكبرى فمثلا منطقة سد الموصل تعد هي الآن منطقة عسكرية ومنطقة سد حديثة في الرمادي هي منطقة عمليات عسكرية اضافة الى سدود موجودة في الرمادي والفلوجة»
    وسيطر «داعش» على أكبر سد في العراق في آب 4102. والسيطرة على سد الموصل الذي ينتج الكهرباء بعد هجوم استمر 42 ساعة تتيح للتنظيم القدرة على إغراق مدن عراقية كبرى أو حجب المياه عنها.
    ويقول صيادون محليون: إن العديد من الأسر تركت المنطقة وتواجه الأسر الباقية مشكلات كبيرة. وقال سيد صفاء أحد سكان الأهوار «الماء مالح والحلال كله موت والماء كله مشترى...الهور كله خرب هسه طاح الماء كله طاح ما بقى شي. هاي العوائل بالضيم هسه ظاله محتارة بأرواحها وين تروح؟ .. ظالين هيج لا منا ولا منا هاي ناس كلها تعبانة و كلها بالها على عيشتها انقطع عنها الماي.»
    وكانت منطقة الأهوار في جنوب العراق - التي كانت تجفف عمدا في عهد نظام صدام - تغطي مساحة تسعة آلاف كيلومتر مربع في سبعينيات القرن الماضي لكنهاتقلصت إلى 067 كيلومتر مربع فقط في العام 2002.
    وكانت الأحراج التي تغذيها مياه نهري دجلة والفرات تنتج العديد من أنواع الأسماك بكميات وفيرة وتأوي طيورا نادرة. كما كانت تمثل مناطق استراحة لأسراب الطيور المهاجرة. وبدأ العراق يواجه الجفاف قبل نحو 02 عاما وكان أسوأ عام هو 8002 ويتوقع أن يواجه ثلاث سنوات أخرى من الجفاف بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media