فشل مشروع الاصلاح السلمي … والمقامرة بالوطن !!!
    الأثنين 31 أغسطس / آب 2015 - 02:39
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    الشهر الاول للاحتجاجات السلمية يمر دون تسجيل اي فعل خارج أطار التصريحات الاعلامية …والقرارات الموقعة بلا رصيد تنفيذي واضح ….  لأول مرة في التأريخ العراقي الجمهور اكثر عقلانية واكثر حكمة من الاحزاب؟؟؟؟  ،، تظاهرات منضبطة وشعارات وطنية مسؤولة… ليس فيها تحريض على قتل أو سحل …!!  لم يُهاجَمْ مقرا حزبيا ولم يُحْرَق بيتا لأحد رموز الفساد المعروفة… ولم يتخللها نهب أو تطاول على الدولة والقانون لحد الان ….لم يضعوا اي مفسد في مكبات القمامة كما فعلت شعوبا اخرى..!! او يسحلون من تسبب في افقارهم وتدمير وطنهم؟؟ ممارسة وطنية مُنضبطة لم يقابلها اداء سياسي مسؤول من قبل الحكومة والطبقة السياسية… معادلة قد تكون نتائجها وخيمة ودامية ؟؟؟  لم تحصل مراجعة للنظام السياسي؟؟… لم يُعقد مؤتمر حزبي واحد لتغيير الوجوه ومحاسبة المخطئين …. بل تحرك جيش من الاعوان ليملؤا الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي تلميعاً ودفاعاً عن رموز الفساد  وكل يحمّل خصمه تبعات هذا الخراب؟ أحزاب محنطة تتحرك بآليات بليدة  مكررة اصبح الاصرار عليها فتيل انفجار محتمل …. لم يتحرك القضاء ليواكب صوت المظلومين ….مع انه المعني الاول بتنفيذ مطالب الجماهير….

    الذي حدث ويحدث يوميا مؤشراً  لأنفجارٍ قادم لامحال،،، لان الاحزاب رفعت  شعار الاصلاحات  ودعم المتظاهرين في محاولة فساد مكشوفة لاستغفال الناس  والالتفاف على  استحقاقات التغيير… بل ان بعضهُم يشارك يوميا في التظاهرات لتحريكها باتجاه تصفية للحسابات….؟؟؟ الذي يتحمل مسؤولية تنفيذ بنود الاصلاحات والتغيير  هو  العبادي  بحكم منصبه التنفيذي وعليه أن يحافظ على صوت الحكمة والاعتدال الذي مازال يسود ساحات التظاهرات قبل ان تتحول الى كتلة من نار يصعب احتواءها او خداعها؟؟  وأن يأخذ خطوات جريئة تلبي الحد الادنى من طموح المتظاهرين!!! اجراءات تُعيد هيبة الدولة وتكسر شوكة الاحزاب الفاسدة  .

    هنالك ستة الاف مشروع فاسد في العراق بقيمة ٢٠٠ مليار دولار  على العبادي ان يزج باكثر من الف مقاول حزبي لهذه  المشاريع في السجن  فوراً ويطالب بمصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة لاستعادة أموال الشعب… وكذلك عليه أن يصدر قراراً واضحاً باسم الشعب يطالب فيه الاحزاب بافراغ مباني الدولة خلال فترة اسبوع واحد لاغير.

    قيام الحكومة بسجن مقاولي الاحزاب وشراكائها في جريمة الفساد كذلك تفريغ  مباني الدولة بالقوة ورمي مكاتب الاحزاب في الشارع ..  هذه الخطوات الجريئة والواضحة والشجاعة هي التي يحتاجها العبادي لبداية حملة اصلاحات حقيقية  تلبي الحد الادنى لطموح الشباب المنتفض ولاحداث تفريغ حقيقي في هذا الاحتقان الذي بدأ يتفاقم لان مثل هذه الخطوة ان حصلت تكبح جماح الاحزاب السلبي وتقلل من نفوذها  وتضرب مافيات الفساد الحزبية وتسترجع هيبة الدولة المفقودة...

    الشعب يحتاج قائداً شجاعاً ومقداماً يُدخل المُفسدين  الى السجون ويسترجع  حقوق وكرامته التي ضاعت بين مافيات الفساد… أما استمرار العبادي في  الاليات القديمة عبر تشكيل لجان وعقد مشاورات واجتماعات دون أن يتخذ قرارات ثورية سريعة ، ذلك يعني  فشل مشروع الاصلاح السلمي وانفتاح الساحة  العراقية على جميع الاحتمالات... فتجنبوا نكبة براقش…!!!! لأنها انتكاسة ستنهي وجودكم للابد...

    أبو فراس الحمداني
    كاتب وأعلامي
    firas65firas@yahoo.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media