اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري .. لذكرى لمن غيبت أجسادهم بلا ذنب!
    الأحد 30 أغسطس / آب 2015 - 20:11
    زاهر الزبيدي
    تمتلىء بأسمائهم الصحف المحلية ، لن تهدأ نفوس محبيهم حتى يعثروا لهم على أثر وينصبوا لهم شاهود قبر .. أولئك المفقودون الذين غُيبت أجسادهم دون ذنب أو جريرة سوى أنهم ينتمون لطائفة دون أخرى ، لا أحد يستطيع أن يحص لهم عددا ، مئآت الالوف من الرجال والنساء والاطفال خطفوا وقتلوا ودست أجسادهم في حفر لايعلم بمكان عظامهم اليوم إلا الله ، في إخفاء قسري لوجودهم بالحياة .
    الثلاثون من آب من كل عام ، هو اليوم الدولي لإستذكار أولئك المغيبون قسرياً في كل العالم ، في ممارسة ترعب الجميع حينما ينقض شيطان الطائفية ليلعب لعبته القذرة بتهديد الشعوب ، والعراق أحد تلك الدول التي قدمت مثالاً سيئاً لظاهرة الاختفاء القسري أبان معارك الطائفية التي أحتدم أتونها قبل سنوات ولازالت ولا نعلم أن كان هناك من غيب في السجون بلا خطيئة ارتكبها أو جرم قام به ، لم يكن إخفائهم سوى بعض مفردات أستراتيجية الرعب التي ينتهجها البعض منذ الحكم الديكاتوري البغيض وحتى الحكم "الديمقراطي" اليوم والذي كان، عدم حسن تطبيقه ، أحد أسباب اندلاع أهم مسببات الاخفاء القسري لأبناء شعبنا ، ضاعوا في صراع القادة على السلطة ومن بين ايدينا نفقد كل يوم اليوم مجموعة من خيرة ابناء شعبنا .
    وفي قرار الجمعية العامة رقم 65/209 21  لعام 2010 أعربت الجمعية العامة عن قلقها بصفة خاصة إزاء ازدياد حالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز والاختطاف، عندما تتم في إطار الاختفاء القسري أو تعد اختفاء قسريا في حد ذاتها، وإزاء تزايد عدد التقارير الواردة عن تعرض الشعود على حالات الاختفاء أو أقارب الأشخاص المختفين للمضايقة وسوء المعاملة أو التخويف .
    وحتى اللحظة أُجبر الآلاف من شبابنا على هجرة وطنهم على أمل الحصول على تأشيرة اللجوء الى أراض أخرى في المعمورة يكابدون أشد المعانات بعدما أضعنا أمامهم الامل حيث وضع الارهاب الموت في طرق عملهم ودق الفساد أسفين من نار وحديد أمام مضيهم في المستقبل الذي ينشدوه وكأنهم الآن يغيبون عن وطنهم قسراً.
    صحفنا المحلية تطلعنا يومياً تقريباً عن أسماء وصور الضحايا ممن فقدوا قبل سنوات في ظروف عدة كأن تكون أجسادهم قد تلاشت بفعل تفجير إرهابي جبان ، أو أن يكونوا قد خطفوا في ظروف غامضة ولأسباب طائفية ، أو أن يكونوا قد خطفوا لغرض الحصول على فدية ثم قتلوا ، أسمائهم بقائمة تزيد ولا تنقص أولئك الذين غيبوا قسرً عن عوائلهم ، كانت الحكومة السابقة قد أمرت بتأسيس لجنة وزارية للبحث والتقصي عن المفقودين العراقيين في داخل البلاد ، أنقطعت أخبارها ، لا نعلم الى أين وصلت في البحث والتقصي عن مصير آلاف العراقيين ممن فقدوا وغيبوا قسراً في ظل الظروف المتلاحقة والازمات المتواترة على ابناء شعبنا ، علينا منحها الفرصة للعمل بحرية وجد ، أكراماً لأجسادهم الشريفة و لذكرى لمن غيبوا بلا ذنب.. رحمهم الله ورحم الله العراق .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media