الحيالي.. رصده العراقيون وقتله الاميركان
    معلومات الداخلية.. صراع بين العرب والأجانب في صفوف «داعش»
    الثلاثاء 1 سبتمبر / أيلول 2015 - 05:42
     بغداد: سعد السماك (الصباح) - بمقتل الرجل الثاني في "داعش" الإرهابي المدعو فاضل أحمد الحيالي الذي وصفه البيت الأبيض بأنه "كبير مساعدي البغدادي" خسر التنظيم الأكثر توحشاً وإجراماً واحداً من أبرز قيادييه. البيان الصحافي الذي أصدره المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في "البيت الأبيض" نيد برايس يوم 21 من شهر آب الماضي لم يحدد بصورة واضحة الظروف التي أحاطت بمقتله كما لم يشر إلى أهمية القادة الأربعة الذين قتلوا معه.
    وفي هذا الصدد يؤكد مصدر في وزارة الداخلية أن قيادة الخلية الاستخبارية كانت على علم بمكان موعد اجتماع الحيالي بمجموعة من قيادات الخط الأول، وأن القيادة كانت تعمل على خطتين إحدهما تخص إمكانية تطويق مكان الاجتماع بعملية سريعة ومباغتة وإلقاء القبض على المجتمعين، فإذا ثبت تضاؤل فرص نجاحها فإن الخطة البديلة هي توجيه ضربة جوية لتدمير المكان على المجتمعين فيه وتصفيتهم، وأضاف المصدر في حديث لـ"الصباح"، " لقد توصلنا إلى معلومات دقيقة جداً عن مكان وموعد الاجتماع بعد نجاحنا في تجنيد أحد أعضاء التنظيم الأجانب"، مؤكداً أن "الخلية استطاعت اختراق هذا التنظيم المتوحش واستطاعت من خلال هذا الاختراق الحصول على معلومات دقيقة حول أسماء وتحركات أعضائه" .
    الرجل الأول لذراع الداخلية الاستخباري بيّن أن "اجتماعاً ثانياً كان من المفترض أن يعقده الحيالي مع قيادات من جنسيات اجنبيةأن ضربة جوية أميركية أصابت العجلة التي كان يستقلها مع أفراد آخرين بعد خروجه من الاجتماع الأول باربعة من القيادات العربية"، موضحاً أن "جواً من الشكوك وانعدام الثقة أصبح سائداً بين عناصر التنظيم المنتمين لجنسيات مختلفة لاسيما بين المنتمين منهم لجنسيات عراقية وعربية وأصحاب الجنسيات الأجنبية بعد هذه العملية التي أدت إلى تصفية قيادات مهمة وبارزة في الجناح العربي من الدواعش".
    التقارير التي حصلت عليها وزارة الداخلية تصف بدقة اللحظات التي سبقت عملية تصفية الرجل الثاني في التنظيم، وبهذا الصدد يقول قائد خلية الصقور: إن "أحد المكلفين بحراسة مكان الاجتماع سارع إلى "أبو مسلم التركماني" - الاسم الحركي الآخر الذي كان يستخدمه الحيالي ـ طالباً منه تأخير موعد خروجه بعد أن ساورته شكوك حول تسرب معلومات عن الاجتماع الثاني وموعده والطريق التي سيسلكها للوصول إليه"، مضيفاً أن "خلية الصقور كانت موقنة أن الرجل المطلوب لن يتأخر عن موعد الاجتماع الثاني كثيراً لأنه، ومعه جميع عناصر عصابات التكفير، لا يثقون بالأهالي بعد تعرضهم لعمليات عسكرية نوعية على الارض نفذتها خلية الصقور وفرقها التكتيكية بالتعاون مع مجاميع من الشباب الناقم على داعش والمتعاونين معهم". 
    وأشار المصدر إلى أن "الحيالي تأخر نصف ساعة تقريباً عن موعد خروجه واستقل مع أربعة من القياديين عجلة للتوجه إلى الاجتماع المزمع مع قيادات أجنبية ليعاجله صاروخ طائرة أميركية"،  لافتاً إلى أن "القادة الذين قتلوا مع الحيالي لا يقلون أهمية وخطورة عنه".
    قائد الخلية أضاف أن من بين القتلى في الضربة الجوية الأميركية "الإرهابي المجرم المدعو الحاج فواز وهو  بعمر  45 سنة وكان واحداً من عناصر القاعدة، اعتقل في سجن بوكا وله دور كبير في تجنيد زعيم التنظيم ابراهيم عواد السامرائي الذي يلقب نفسه بـ"ابو بكر البغدادي" للانضمام إلى تنظيم القاعدة الإرهابي خلال وجودهما في السجن عام ".
    وتصف تقارير خلية الصقور "الحاج فواز" بأنه مسؤول التنظير والتخطيط في التنظيم، مشيرة الى ان مقتله سيؤثر حتما على طبيعة العمليات التي تخطط لشنها على القوات الأمنية.
    القيادي الثاني الذي قتل في الضربة الجوية "أبو رحمن الجزراوي وهو سعودي الجنسية عاد للعراق ثانية بعد ان سلمه العراق لسلطات بلاده في عملية تبادل لسجناء بين البلدين. وتقول مصادر خلية الصقور: إن السعودية أودعته بعد أن تسلمته من العراق في ما يعرف بـ"مشروع المناصحة" الذي يهدف إلى تأهيل المتورطين بالعنف والإرهاب وإعادة دمجهم بالمجتمع.
    القتيل الثالث هو ابو محمد العدناني سعودي الجنسية أيضاً ومطلوب دوليا وفي بلاده، وبحسب تقارير خلية الصقور فانه من المخططين لرفع الساتر الترابي الحدودي بين العراق وسوريا بعد استيلاء داعش على نينوى العام الماضي، في حين أن القتيل الرابع هو المتحدث الرسمي باسم التنظيم ابو محمد العدناني ويعد من كبار إعلاميي المنظومة الارهابية ومسؤول عن التصورات والافكار الاعلامية لداعش الارهابي. 
    وتمتلك خلية الصقور الاستخبارية ملفات موثقة عن قيادات داعش الارهابية تضع في حساباتها اهمية للقيادات الرأسية ومنها الحيالي الذي تصفه تقاريرها بأنه من اصحاب القرار من قيادات الصف الاول، ولديه قدرة على الادارة والقيادة، ومن بين الذين تتجاوز مسؤوليته القيادية حدود العراق الى سوريا، فثمة قيادات تتعدى الحدود لأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود.ويصف الرجل الأول في قيادة الذراع الاستخباري لوزارة الداخلية الأجواء التي تحيط بزعيم قطعان "مغول العصر" المدعو ابراهيم عواد السامرائي بعد نجاته من ضربة جوية نفذتها الخلية بالتنسيق مع القوة الجوية العام الماضي في منطقة القائم، بأن التشاؤم والقلق يحيطان به بشأن بعض الملاحظات الحساسة ليس فقط حول الصراع بين ما بات يعرف بـ"داعش العربية" و"داعش الاجنبية" وإنما حول الاختلافات الفكرية وتنامي ظاهرة الطعن بأفكار الطرفين بشأن ادارة المجتمعات التي يسيطرون عليها فضلاً عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها في مناطق مختلفة كان تنظيمه يسيطر عليها، لافتاً إلى أن انخفاض أسعار النفط تسبب بفقدان "الدواعش" موارد مالية كانوا يجنونها من سيطرتهم على اكثر من 300 بئر نفطية في سوريا.
    ونبه على ان تمرد السامرائي وخروجه عن قاعدة الظواهري يبين أزمة كبيرة تعيشها هذه التنظيمات الارهابية التي تعاني كثيراً حين تفقد قياداتها إذ غالباً ما يتحول القائد الجديد إلى وجهة أخرى وربما يصبح معادياً للأصل الذي خرج منه، منوها بأن الرفض الجماهيري لأفكار وممارسات التنظيم الوحشية البعيدة عن قيم الإسلام تزيد من عزلته وتجعل من تصرفاته أكثر هستيرية وعشوائية وتفتقر إلى التخطيط الذي كان يتباهى بدقته.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media