حملة جديدة لنظام اردوغان تستهدف حرية الصحافة
    الثلاثاء 1 سبتمبر / أيلول 2015 - 15:32
    عناصر من الشرطة امام مقر المجموعة القابضة "كوزا ايبيك" المقربة من الداعية فتح الله غولن في أنقرة
    انقرة (أ ف ب) - يكثف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الضغوط على الاعلام قبل شهرين من الانتخابات التشريعية من خلال عملية دهم استهدفت مجموعة اعلامية مقربة من المعارضة غداة سجن صحافيين بريطانيين بتهمة الارهاب.

    وقد داهمت الشرطة التركية فجر الثلاثاء مقر المجموعة القابضة "كوزا ايبيك" المقربة من الداعية فتح الله غولن الذي يمتلك مجموعة اعلامية ومصالح في قطاعي الطاقة والتعدين.

    وافاد وكالة الانباء شبه الرسمية الاناضول ان الشرطة قامت بعلميات تفتيش في مقرات 23 شركة تابعة لمجموعة كوزا ايبيك وبينها صحف "بوغون" و"ميللت" وقناة "كانالتورك" ضمن اطار الاشتباه بانها "تقدم الدعم المالي لمنظمة فتح الله غولن الارهابية".

    والداعية غولن الحليف السابق للرئيس اردوغان، يعيش في الولايات المتحدة، ولديه شبكة مهمة من المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والشركات، واصبح منذ قرابة عامين "العدو اللدود" الرجل القوي في البلاد الذي يتهمه بالسعي للاطاحة به.

    وفي رسالة بثها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، نفى الرئيس التنفيذي للمجموعة اكين ايبيك، بشكل قاطع اي انشطة غير قانونية.

    وكتب في تغريدة على تويتر "بدات الشرطة عملية تهدف الى اسكات مجموعتنا. داهمت الشرطة مكتبنا. يا للعيب".

    من جهتها، سارعت المعارضة على الفور الى التنديد بمداهمات الشرطة. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليشدار اوغلو "لا يمكن الحديث عن الديمقراطية في بلد يتم اسكات الصحافة فيه".

    وكات محكمة تركية قررت امس الاثنين ابقاء صحافيين بريطانيين يعملان في قناة "فايس نيوز" قيد التوقيف بتهمة ممارسة "انشطة ارهابية" الى حين محاكمتهما.

    واتهمت المحكمة في دياربكر بجنوب شرق البلاد الصحافيين ومترجمهما العراقي الذين كانوا اعتقلوا الاسبوع الفائت ب"المشاركة في انشطة ارهابية" لحساب تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

    لكن الاتحاد الاوروبي عبر عن "القلق" حيال توقيف الصحافيين اللذين يعملان لحساب فايس نيوز واتهامهما ب"الارهاب"، وكذلك ازاء دهم الشرطة للمجموعة الاعلامية التي تنتقد السلطات.

    وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في مؤتمر صحافي "نحن قلقون ليس فقط بسبب عملية هذا الصباح ضد مؤسسات مرتبطة بكوزا ايبيك يشتبه بتمويلها الارهاب، انما ايضا بسبب التوقيفات الاخيرة لصحافيين من فايس نيوز على اساس اتهامات ترتبط بالارهاب".

    واضافت المتحدثة ان "الاتحاد الاوروبي يذكر قبل كل شيء باهمية فرضية البراءة والحق في تحقيق مستقل وشفاف يحترم بشكل تام حقوق الدفاع".

    وقبل ايام، نشر مغرد باسم فؤاد عوني على موقع تويتر ان عملية وشيكة للشرطة ستبدا ضد وسائل الاعلام المعارضة.

    يشار الى ان هذا الحساب على تويتر ينشر معلومات فاضحة حول الاوساط المحيطة باردوغان.

    وكتب فؤاد عوني على تويتر ان "اردوغان امر باسكات وسائل الاعلام المعارضة.

    وبالاضافة الى مجموعة ايبيك، هناك ايضا صحف "جمهوريت" و"شوزكو" و"طرف" ووسائل الاعلام المملوكة لمجموعة دوغان على لائحة وسائل الإعلام المستهدفة، بحسب المصدر.

    وتتزامن المضايقات التي تستهدف الاعلام في تركيا مع فترة من عدم الاستقرار السياسي على وقع استئناف العنف مع المتمردين الاكراد.

    فقد فشل اردوغان في الحصول على الغالبية المطلقة التي يملكها منذ عام 2002 خلال الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران/ يونيو الماضي ما حرم حزب العدالة والتنمية تشكيل الحكومة الجديدة منفردا.

    ويامل الرئيس التركي في ان يستعيد حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي ستجري في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر غالبية مريحة جدا من اجل تعزيز سلطاته.

    واردوغان متهم من قبل خصومه باثارة "التخويف" من اجل حشد الناخبين.

    وصحيفة جمهوريت التي اثارت غضب السلطات في حزيران/يونيو من خلال نشر صور تثبت ان تركيا سلمت اسلحة الى تنظيم الدولة الاسلامية معرضة للملاحقات القانونية، على غرار مجموعة "زمان" المقربة من غولن ايضا.

    وتنديدا منها بمضايقة من جانب الحكومة، ظهرت صحيفة "شوزكو" الثلاثاء دون مقالاتها المعتادة، وحل محلها اعمدة بيضاء. وكتبت على كامل صفحتها الاولى "تركيا تصمت إذا تم اسكات شوزكو".

    ومنذ سنوات عديدة، تبدو تركيا بصورة منهجية في اسفل قائمة البلدان "الاعداء" لحرية الصحافة".

    وقال سيركان دميرتاش مدير مكتب صحيفة حريت ديلي نيوز لفرانس برس ان هذه القرارات "تظهر مدى عدم تسامح النظام التركي حيال حرية الصحافة".

    ويتهم الرئيس التركي حركة "حزمت"، ومعناها الخدمة بالتركية والتابعة لفتح الله غولن، المنفي الى الولايات المتحدة، بالسعي الى قلب نظام الحكم ضده عبر اطلاق عملية مكافحة الفساد شتاء 2013- 2014 ضد شخصه واوساطه.

    ومنذ ذلك الحين، عمد اردوغان الى العديد من عمليات التطهير التي طالت اتباع غولن في الاجهزة الحكومية وخصوصا القضاء والشرطة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media