ج 10 / المجموعة الشمسيّة ! قراءة في كتاب سحر الواقع The Magic of Reality عالم البايولوجي البريطاني / د. ريتشارد داوكنز
    الأربعاء 2 سبتمبر / أيلول 2015 - 23:43
    رعد الحافظ
    كاتب عراقي مغترب مقيم في السويد
    مقدمة :
    ما حاجتنا لفَهم الشمس والمجموعة الشمسيّة وعموم هذا الكون الواسع ؟
    ببساطة لأنّ ذلك مهم وينفعنا في تفاصيل حياتنا ,بدءً من الطعام الذي نتاوله ,مروراً برفاهية الموبايل والساتالايت والطائرة ,وإنتهاءً بالأسلحة النووية وتهديدات المناخ التي تُمثل الخطر الأكبر على كوكبنا الأزرق !
    فالنظام  مترابط (دون إشتراط وجود عقل مدبّر له ,إنّما هو التوازن) !
    والمواد التي تتكوّن منها مفردات هذا النظام ,من أصغر مخلوق على كوكبنا,وهي (نوع من بكتريا تقاس بالنانومتر),الى أضخم نجم معروف هو(في واي كانيس ماجوريس) VY Canis Majoris ,الذي يبلغ قطره 2000 ضعف قطر الشمس,والذي تحدّثنا عنه في الجزء التاسع .
    جميع تلك الأشياء تشترك في أصل تكوينها ! وعناصرها نتجت عن الإنفجار العظيم Big Bang الذي هو أصل هذا الكون الشاسع !
    نعم نحنُ بحاجة لمعرفة مصير كوكبنا وكيفيّة الحفاظ عليه من أجل تحسين معيشتنا اليوم ,ومستقبل أجيالنا لاحقاً !
    حتى أبسط إنسان في عالم اليوم (لو أحرق غابة مثلاً) ,ستكون له علاقة وتأثير على مستقبل الكوكب .على الأقل من خلال مانسمعهُ يوميّاً عن الإحتباس الحراري الذي تتبعه مشاكل تتعلّق بوجودنا !
    على سبيل المثال فإنّ العمليّة التي أقدم عليها الطاغية الغبي صدام حسين بـإحراق آبار النفط (وهو وقود إحفوري عدو للبيئة وليس صديقاً لها) !
    عندما إضطّر الى الإنسحاب من الكويت مهزوماً مدحورا عام 1991 وصفت يومها كواحدة من أخطر الكوارث البيئية خلال تأريخ الكوكب من صنع البشر نفسه .(أرفقتُ لكم رابطاً بهذا الخصوص ,يضع كارثة تشرنوبيل السوفيتية النووية عام 1986 في المقدمة) !
    قصدي من ذلك هو لفت الإنتباه ,الى أنّ سلوك البشر وطبائعهِ ونزواته وجرائمه وثقافته وديانته (التي قد تأمره بأشياء مؤذية) ,وحتى غفلته أو غبائه ,قد تؤثر على مصير الكوكب نفسه !
    ربّما كلّ ذلك هو  نوع من توازن النظام الكوني ! لكن (كبشر متحضرين) ينبغي لنا الحفاظ قدر الإمكان على ذلك التوازن من خلال العِلم والتفكير والعمل بالطريقة العِلميّة !
    وكون القراءة العِلميّة تؤثّر في أخلاق الناس عموماً وتصرفاتهم حسب ظنّي ,لذا سوف أستمر معكم بقراءة هذا الكتاب العلمي المفيد !
    وسوف يُفصّل هذا الجزء (العاشر) بمنتهى الوضوح المجموعة الشمسيّة وعلاقتنا كبشر بتلك التفاصيل !
    ***
    صورة المجموعة الشمسيّة !
    إنظر الرابط الثاني !

     

    إسماء كواكب المجموعة الشمسيّة (ثمانية) بدءً من أقربها الى الشمسSun
    عطارد Mercury   قربه للشمس يجعله ساخن جداً ,ليس لديه أيّ قمر!
    الزهرة  Venus   مُغطى بسُحب بيضاء سامة وسميكة وساخن جداً !
    الأرضEarth     الكوكب الأزرق (الوحيد فيه حياة) ولديه قمر واحد !
    المريخ Mars     الكوكب الاحمر لإحتواء صخوره على الحديد الصدأ !
    المشتريJupiter   أكبر الكواكب مغطى بسحب سامة,لديه 16 قمر !
    زُحَل Saturn    لديه 7 حلقات تدور حوله و 62  قمر تابع!
    أورانوس Uranus   ذو ملامح خضراء ,لديه 13 حلقة حوله و15 قمر!
    نبتون Neptune  مُغطى بسُحُب زرقاء لديه 8 أقمار أحدها هو أكبر أقمار المجموعة الشمسيّة ,وحوله حلقات من الغاز!
    بلوتو Pluto      هذا تمّ إستبعادهِ من المجموعة مؤخراً لصغر حجمهِ !
    ملاحظة عن القمر :
    بالطبع القمر ليس من بين كواكب المجموعة الشمسيّة الرئيسة ,إنّما هو من أقمارها .هو كوكب تابع لكوكب الأرض .يبلغ قطرهُ ربع قُطرها .
    وكتلته (1 / 81) من كتلتها .وحركته تكون متزامنه مع حركتها .ويعكس دوماً الوجه نفسه .والقمر هو أكثر جسم لمعاناً في السماء بعد الشمس رغم كونه جسماً مُعتماً بالأصل.وما نراه إنعكاس لضوء الشمس على سطحه !
    ***
    ص 140 / ندور و ندور !
    إنّهُ لأمر حقيقي لا نستطيع تجاهله أنّ الأرضَ وجميع كواكب المجموعة الشمسيّة الأخرى ,تدور حول نجمها (الشمس) في نفس "المستوى" !
    ماذا يعني ذلك ؟
    الأمر يشبه وجود قرص مستوي غير مرئي في السماء ,تتخذُ الشمس موضعها في مركزهِ .وجميع الكواكب تتحرّك على ذلك القرص ,لكن على مسافات مختلفة من المركز .إضافةً الى أنّ جميع الكواكب تدور حول الشمس في نفس الإتجاه !
    كيف يحدث ذلك ؟
    لقد بدأت المجموعة الشمسيّة بكاملها (يعني الشمس والكواكب التابعة لها) بوصفها سحابة من الغاز والغُبار في حركة دورانيّة بطيئة .فهي بقايا إنفجار (سوبرـ نوفا) .وغالباً مثل كلّ الاجسام التي تطفو حُرّة الحركة في الكون ,كانت السحابة تتخّذ حركة دورانيّة حول محورها !
    وبالطبع (حسب تخمينك) كان إتجاه حركتها الدورانيّة ,هو نفس إتجاه دوران الكواكب الحاصل حالياً حول الشمس !
    الآن : لماذا توجد جميع الكواكب (ذات المستوى الواحد) على ذلك القرص المستوي ؟
    نتيجة أسباب تجاذبيّة مُعقّدة (لا أرغب الخوض فيها) لكن يفهمها العُلماء جيّداً ,تميلُ سحابة ضخمة من الغُبار والغاز في الفضاء الخارجي (تنتقل في حركة دورانيّة) لتشكّل نفسها على هيئة قرصٍ دوّار .وقد تراكمت في صورة كتلة كبيرة في المُنتَصَف .ذلك ما يبدو أنّه قد حدثَ بالنسبة لمجموعتنا الشمسيّة !
    فالغبار والغاز والقطَع الماديّة الصغيرة ,لاتبقى على شكل غازات وغبار .
    إذ تُمارِس قوى التجاذب تأثيرها عليها لتدفعها بإتجاه جاراتها بالطريقة التي شرحتها سابقاً !
    وتنضّم قواها مع تلك الجارات لتُشكّل كُتلاً ماديّة أكبر حجماً !
    وكلّما زادَ حجم تلك الكُتَل ,زاد تأثيرها التجاذبي !
    بالتالي ماحدثَ في قرصنا الدوّار أنّ القطع الكبيرة إستمرّت في التزايد ,
    بينما هي تبتلع جاراتها الأصغر !
    وفي نهاية المطاف أصبحت الكتلة الأكبر هي الشمس في المركز !
    بينما الكُتَل الأخرى البالغة درجة من الكبَر تستطيع معها جذب كُتَل أخرى إليها ,والبعيدة بما يكفي عن الشمس (الى حدّ يعوق إبتلاعها من الشمس) صارت هي الكواكب (ومنها الأرض بالطبع ) !
    ولو قرأنا أسمائها بدءً من أقربها للشمس فهي :
    عطارد ,الزهرة ,الأرض ,المريخ , المُشتري ,زُحَل ,أورانوس ,نبتون !
    وكانت القوئم القديمة تضع (بلوتو) بعد نبتون ,لكن في هذه الايّام تمّ إستبعاده من بين الكواكب كونه بالغ الصِغَر !
    ***
    ص 142 / الكويكبات والنيازك !
    بين مداري المَريخ والمُشتري توجد حلقة دوّارة من فضلات الغبار والصخور ,تُسمى (حزام الكويكبات) ممكن مستقبلاً أن تشكل كوكب إضافي إذا نجحت في الإلتحام معاً ,والتغلّب على الوجود التجاذبي المطوّق لكوكب المشتري !
    ولسببٍ مُماثل توجد الحلقات الشهيرة من الصخور والغُبار حول كوكب زُحَل (الذي يملك حاليّاً  62 قمر تابع) ,هذه يمكنها أن تلتحم مستقبلاً لتشكل القمر رقم 63 حول زحل !
    وفي حزام الكويكبات ( المُكافيء الشمسي لحلقات المُشتري) ,بعض هذه القطع كبيرة الحجم بما يكفي لتسميتها "كويكب",وهو نوع لا ينطبق عليه تماماً تسمية الكوكب ,يُطلق على أكبرها إسم سيريز ويبلغ إتساعه ألف كم!
    ولحجمه الكبير نسبيّاً يتخذ شكلاً كرويّاً تقريباً مثل الكواكب ,لكن معظمه صخور غير منتظمة الشكل وقطع ترابيّة ,تتصادم مع بعضها من حينٍ لآخر مثل كرات البلياردو !
    في بعض الأحيان يتعرّض بعض تلك الكرات للطرد من حِزام الكويكبات وبالتالي قد تصل الى مسافة قريبة من كوكب آخر كالأرض !
    ونحن نشاهدها مرّات كثيرة وهي تحترق في طبقات الجو العُليا في صورة نيازك أو شُهُب !
    الأقلّ شيوعاً أن يكون الشَهاب كبير الحجم بدرجة تتيح له أن يبقى على حالته خلال محنة النفاذ من الغلاف الجوي .وبالتأكيد سيكون هبوطه على سطح الأرض عمليّة تصادميّة !
    ففي 9 إكتوبر 1992 تحطّم شهاب في الجو ,وإصطدمت قطعة منه بحجم قالب كبير من الطوب بسيارة في (بيكسيل بولاية نيويورك) !
    وقد إنفجرَ شَهاب أكبر من هذا كثيراً (في حجمِ منزل) فوق سيبيريا في 30 يونيو 1908 وتسبّبَ في إشتعال النيران في الغابات على مساحات كبيرة !
    ***
    ص 143 / يوكاتان !
    لدى العلماء اليوم أدّلة على أنّ شهاباً كبير الحجم قد سقطَ على (يوكاتان) التي هي حاليّاً الوسط الامريكي ,وذلك قبل 65 مليون سنة ,مُتسبباً في كارثة على مستوى الكوكب ,التي ربّما أدّت الى قتل الديناصورات !
    وتشير التقديرات الى أنّ حجم طاقة التفجير الناجم عن هذا التصادم الكارثي على يوكاتان يزيد بمئات المرّات عن طاقة تفجير الأسلحة النووية في أنحاء العالَم مُجتمعةً حال إطلاقها في نفس اللحظة !
    ولربّما أسفر (شهاب يوكاتان) عن زلازلَ أرضيّة مُدمرة ,وسلاسلَ من الرياح العاصفة ,وحرائق غابات ممتدة في أرجاء العالَم ,وسحابة كثيفة من الغبار والدُخان ,أدّت لشيوع الظلام على سطح الأرض لسنوات !
    وقد يكون ذلك سبباً في موت النباتات التي هي بحاجة لضوء الشمس ,ثمّ موت الحيوانات التي تقتات على النباتات !
    وليس من العجيب موت الديناصورات ,بل بقاء أسلافنا من الثدييات على قيد الحياة .فلربّما أنّ جماعة صغيرة العدد ظلّت حيّة من خلال عمليّة (سبات شتوي) تحت الأرض !
    ***
    ص 144 / نور حياتنا !
    أوّد إنهاء هذا الفصل بالحديث عن أهميّة الشمسِ للحياة !
    نحنُ لانعرف إن كانت هناك ثمّة حياة أخرى في موضع آخر من الكون
    (سأناقش ذلك في فصلٍ لاحق)!
    إنّما لو وجدت مثل تلك الحياة بعيداً عنّا ,فهي غالباً ستكون قريبة من أحد النجوم .وستكون على كوكب يبعد (بمسافة ظاهرية) عن نجمه ,كما نبعد نحن عن شمسنا !
    ولماذا ينبغي على الحياة أن تكون قريبة من أحد النجوم ؟
    لأنّ كلّ أشكال الحياة بحاجة الى الطاقة ,والمصدر الواضح للطاقة هو ضوء النجوم !
    على الأرض تجمع النباتات ضوء الشمس وتجعل طاقته متاحة لكلّ الكائنات الحيّة الأخرى !
    يمكننا التفكير بورقة النبات الخضراء بإعتبارها مصنعاً ذا سقف منخفض منبسط بكاملهِ كلوح شمسي هائل ,يقتنص ضوء الشمس ليستخدمه في قيادة عجلات خطوط التجميع الموجودة تحت السقف !
    ذلك هو سبب كون الاوراق منبسطة ورقيقة السُمك لتتيح مساحة سطحيّة كبيرة يسقط عليها ضوء الشمس !
    النواتج النهائية للمصنع هي السُكر من كافة الأنواع ,التي تمّر حينئذٍ خلال عروق الورقة الى باقي أجزاء النبات حيث تستخدم في صناعة أشياء أخرى مثل النشأ ,الذي هو أكثر ملائمة من السكر في تخزين الطاقة !
    وفي آخر المطاف تنطلق الطاقة من النشأ أو السكر لتكوين جميع أجزاء النبات الاخرى !
    عندما تؤكل النباتات بواسطة آكلات العُشب (كالأرانب والظباء والخراف)
    تنتقل الطاقة إليهم مع فقدان بعضها بالطبع خلال عملية الإحتراق .
    وهكذا تستمر العملية فتنتقل الطاقة لاحقاً الى الحيوانات آكلات اللحوم فقط والى الإنسان أيضاً !
    هكذا فالشمس هي الأساس الأوّل في الحصول على الطاقة ,التي لاتُستخدم كلّها ,لأنّ بعضها يتبدّد بصورة حرارة !
    في الختام عندما يموت الكائن الحيّ فقد تقتات عليه حيوانات تتغذى على البقايا مثل الخنافس ,أو يتحلل في التربة ليكون غذاء للبكتريا والفطريات التي ستحصل على الطاقة بهذه الطريقة والمصدر الأصلي يبقى الشمس !
    (إنتهى الجزء العاشر من تلخيص هذا الكتاب العلمي الرائع) !
    ***
    الخلاصة :
    هل لاحظتم علاقتنا كبشر (ومعنا بالطبع باقي المخلوقات) ,بالنيازك والشُهُب التي تنتج عن الغبار والغازات الكونية ,الناتجة بدورها عن إنفجار سوبر نوفا ؟
    وكيف في حالة وصولها الى كوكبنا ,قد تُحدِث حرائق أو دمار شامل أو حتى فناء شبه كلي للحياة (كما حدث قبل 65 مليون عام من خلال شهاب يوكاتان) ؟
    هل لاحظتم (لابدّ أنكم تعرفون ذلك مسبقاً) حاجة حياتنا وجميع المخلوقات الى الطاقة التي مصدرها الأساس ضوء الشمس ؟
    إذاً فالدراسات العِلميّة ستنفعنا في فهم ماهو مُتاح لنا في الكون ,وما حدثَ في الماضي ,الذي بدوره سيرشدنا الى السلوك الصحيح في مستقبلاً !
     صحيح أنّ البشر وعلومهِم لم يتوصلا بعد الى إيقاف (تسونامي) من الحدوث ,أو منع نيزك أو شهاب كبير من الإصطدام بكوكبنا !
    إنّما على الأقل هم يوفرون لنا الفرصة (من خلال الحسابات العلمية) بإتقاء بعض الأضرار !
    مثال ذلك تنبؤاتهم بالرياح والعواصف والأعاصير والبراكين وما شابه !
    هنا يكمن الفارق المهم بين طريقي العِلم والأديان !
    في الأول / نبقى نُراقب ونسجّل وندرس ونحسب ونبحث ونقارن ,الى أن نتوّصل الى طريقة صالحة للحياة ,مع ذلك فالعِلماء لا يعدوننا بالمستحيل !
    بينما في الطريق الثاني / ننتظر مصيرنا الأسود من غضب الطبيعة الذي يعزوه تُجّار الدين الى غضب الإله نفسه من سلوكنا (أو بعضنا) ,رغم كوننا من صنعه وتصميمه !
    وفي الآخرة (المُفترضة) سنواجه الجنّة أو الجحيم .وبالطبع غالباً الجحيم لإستحالة تحقيق متطلبات المشايخ وشروطهم المُبالَغ فيها !
    لكن لاحظوا المُفارقة الأخيرة التالية :
    في معظم الأحوال عندما تحدث كارثة طبيعية مثلاً أو وباء ينتشر لأسباب غير معروفة ,تجد تُجّار الدين أوّل المهرولين للتشبث والإستفادة من مخترعات العِلم (خصوصاً الى الغرب الكافر) ,فهل يعني ذلك لكم شيئاً ؟
    ***
    الروابط :
    1 / موضوع المقدمة : أخطر عشر كوارث من صنع الإنسان !
    http://altagreer.com

    2 / كواكب المجموعة الشمسيّة !
    http://www.khayma.com/mtwan/guology4.htm


    تحياتي لكم
    رعد الحافظ
    2 سبتمبر 2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media