من أياد السماوي إلى وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري
    الخميس 3 سبتمبر / أيلول 2015 - 08:47
    أياد السماوي
    لا سلام ولا رحمة من الله عليكم .. وبعد
    من المؤكد أنّ جنابكم اللا موّقر قد علم بتفاصيل مؤتمر الدوحة والجهات والشخصيات التي تقف وراء عقده في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها بلدنا وشعبنا , ومن المؤكد أيضا أنّكم تعلمون أنّ هذا المؤتمر التآمري هو امتداد لمؤتمر عمّان الذي هيّأ للفتنة ولدخول داعش إلى العراق عبر بوابة ساحات الاعتصام ومنصات الإرهاب الطائفية , وتعلمون علم اليقين أنّ داعش والبعث المجرم هما المحرّك والطرف الفاعل في هذا المؤتمر , والأطراف التي سعت لعقد هذا المؤتمر لن تريد له أن يكون منبرا لإلقاء الكلمات والخطابات , وإنّما جاء عقد هذا المؤتمر التآمري لهدف أكبر وأخطر مما قد نتصوّر , وكان من الواجب أن يكون لكم موقف يتناسب مع المخطط الخطير المرسوم لبلدنا وشعبنا في هذا المؤتمر , باعتباركم قائد ومهندس الدبلوماسية العراقية والجهة التي تمّثل السياسة الخارجية العراقية , لكنّكم تقاعستم عن أداء واجبكم ولم يصدر منكم أي موقف يعبر عن رفض العراق شعبا وحكومة لهذه المؤامرة الجديدة التي تقودها قطر ضد العراق , بل حتى لم نسمع منكم ردّا خجولا على تصريحات رئيس كتلة تحالف القوى الوطنية السنّي في مجلس النوّاب العراقي أحمد المساري , بأنّ المؤتمر قد تمّ عقده بعلم وبموافقة الحكومة العراقية , وأنّ حكومة العبادي تعلم حتى بأسماء النوّاب الذين وجّهت لهم الدعوات لحضور المؤتمر , وقد تمّ الاتفاق مع الحكومة العراقية حول عقد هذا المؤتمر خلال زيارة وزير الخارجية القطري إلى العراق مؤخرا .

    إنّ تقاعسكم عن أداء واجبكم الوطني في إصدار بيان رسمي ترفضون به باسم العراق شعبا وحكومة عقد هذا المؤتمر وما ينجم عنه من قرارات وتوصيات تستهدف إشعال نار الفتنة الطائفية والحرب الأهلية , يؤكد صحة ما صرّح به أحمد المساري بأنّ الحكومة العراقية على علم بهذا المؤتمر وقد تمّ عقده بالاتفاق معها , وسكوتكم المخزي هذا قد أعاد للأذهان تصريحكم الأخرق بأنّ دولة قطر هي الأخرى متضررة من الإرهاب , وأنا كمواطن عراقي أولا وكشيعي ثانيا أشعر بالخزي والعار كونك تنتمي معي لذات الطائفة التي أنتمي إليها , وإذا كان هنالك ثمة احترام بسيط لماضيك , فهذا الاحترام قد انتهى يوم أمس حين اتهمت المستشارة الألمانية أنجلا ميركل بسرقة الطاقات الشبابية العراقية , في الختام أقول لك لا بارك الله بك وبحكومة المقبولية التي جاءت بك على راس السياسة الخارجية العراقية .

    أياد السماوي / الدنمارك
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media