مؤتمر الدوحة .. شخصيات متورطة بدماء العراقيين وممولة للارهاب
    الخميس 3 سبتمبر / أيلول 2015 - 15:43
    بغداد (المسلة) - ضمّ مؤتمر الدوحة، لممولي الإرهاب وداعميه وممارسيه، شخصيات متورطة بالدم العراقي، لاسيما أولئك الذين كان لهم دور في تمويل ودعم العمليات الإرهابية طيلة السنوات بعد 2003، إضافة الى مشاركة أبرز وجوه ساحات الاعتصام التي رفعت شعارات الطائفية، وقتل أبناء الشعب العراقي.

    ويعد عقد المؤتمر مكملا لسلسلة مؤامرات حيكت في ساحات الاعتصام التي نصبت سرادقها طيلة اكثر من عام في الانبار وكانت نتيجتها دخول تنظيم داعش الارهابي للبلاد.

    وكان وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية زار العراق في حزيران الماضي، ليمهد لاجتماع الشخصيات العراقية المطلوبة في الدوحة.

    وسجل الرافضون لدعوات المؤتمر تحفظهم على مشاركة اشخاص متورطين بالعمل مع الارهابيين ولديهم علاقات بداعش وجرائمه، وقالوا إن 40 شخصا من قيادات تحالف القوى السنية يتقدمهم رئيس البرلمان سليم الجبوري، رفضوا دعوة لحضور مؤتمر الدوحة وأن "من بين المشاركين بالمؤتمر الكثير ممن ينسقون مع الارهابيين، وعددا قليلا من المنتمين الى العملية السياسية".

    ووصف مسؤولون واسطيون مؤتمر الدوحة بـ"المشوه"، لانه يضم شخصيات متورطة بالدم العراقي، ويعد مكملا لما آلت اليه ما وصفوها ساحات "الذل والمهانة" في محافظة الانبار.

    وقال محافظ واسط مالك السعيدي في تصريح ان المؤتمر المزمع انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة يعد سلسلة مكملة للمؤامرات التي احيكت في ساحات ما اسماها "الذل والمهانة" التي نصبت سرادقها طيلة اكثر من عام في الانبار وكانت نتيجتها دخول عصابات داعش للبلاد.

    واشار الى ان "المؤتمر عبارة عن سلسلة مؤامرات تحاك في غرفة مظلمة تضم شخصيات لا تمثل الشعب العراقي ومطلوبة للقضاء"، موضحا ان "زيارة وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية للعراق في حزيران الماضي كانت ممهدة لاجتماع الشخصيات العراقية المطلوبة في الدوحة"، مؤكدا ان "حكومة العراق وشعبه ترفضان هذا المؤتمر".

    من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس واسط تركي الغنيماوي ان مؤتمر العاصمة القطرية الدوحة ولد مشوها قبل انعقاده، كونه يعقد في ظروف غامضة ويشوبها الشك، مشيرا الى ان المؤتمر يضم شخصيات متورطة بالدم العراقي ومطلوبة للقضاء وتدعي تمثيلها للشعب العراقي.

    واوضح الغنيماوي ان حكومة واسط بشقيها التشريعي والتنفيذي تعلن رفضها المطلق لاجتماع من وصفهم "الانتهازيين" في الدوحة، مشيرا الى ان المجلس سيصدر بياناً يعلن من خلاله استنكاره لمقررات المؤتمر وما سينتج عنه.من جهته، دعا رئيس اللجنة الامنية في مجلس واسط صاحب الجليباوي، رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد جميع الشخصيات العراقية المشاركة في مؤتمر الدوحة، لافتا الى ان هذا المؤتمر المشبوه يخطط لمرحلة زرع الفتنة وتقسيم البلاد بعد تحريره من عصابات داعش.

    وبين الجليباوي ان الاجتماع يحتوي على نقيضين، الاول احتضانه لمجموعة متورطة بدماء الشعب العراقي والثاني يدعو الى المطالبة بحقوق الشعب العراقي، لافتا الى ان هؤلاء المطلوبين يريدون تمزيق وحدة العراق واذكاء الفتنة الطائفية.

    وتوحدت اراء مكونات كركوك برفضها لعقد مؤتمر الدوحة، مطالبين الاطراف السياسية باتخاذ مواقف صارمة ضد محاولات الدول التي تتدخل في الشأن العراقي وتنظم مؤتمرات يشترك فيها مطلوبون للقضاء بتهم الارهاب والفساد.

    وتساءلت عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون التركماني نجاة حسين حسن، عن جدوى عقد مؤتمر بمسمى المصالحة باشراك فئة واحدة من المجتمع، فضلا عن اشراكه مطلوبين للقضاء العراقي بتهم ارهابية.

    واضافت ان الدولة المنظمة للمؤتمر (قطر) طالما تميزت بمواقفها المتشنجة تجاه الشعب العراقي، الى جانب تلطخ ايديها بدماء العراقيين، مؤكدة ان هذه الدولة يجب ان تعي ان جميع مكونات المجتمع متوحدين بوجه قوى الارهاب، ولا تؤثر فيهم مؤتمرات مصالحة فئوية تدعم اجندات داعش والارهابيين.

    وشددت نجاة على ان جميع القوى المشتركة في العملية السياسية التي تبغي المصالحة الوطنية الحقيقية، مطالبة باتخاذ مواقف صارمة ضد تلك المؤتمرات وقطع الطريق على الدول التي تتآمر على العراق، واصفة المؤتمر بالفاشل.

    بدوره، قال رئيس مجموعة اللقاء العربي الذي يمثل تيارات سياسية وعشائرية عربية في كركوك احمد حميد العبيدي ان اي عملية للمصالحة لا تنبع من الداخل، لا تعد مصالحة وطنية بالمعنى الحقيقي، لان اقامة مؤتمرات مصالحة في دول اخرى وتبنيها من قبلها يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي للعراق، وتعطي تصورا خاطئا مفاده بأن البلد اصبح عاجزا عن ادارة شؤونه او تابعا لتلك الدول.

    وبين ان الخلافات في العملية السياسية هي شأن داخلي يعاد تقييمها من خلال مناقشة جميع الاطراف وموافقتها على ان يكون الحل عراقيا دون تدخل اي دولة، مؤكدا ان المصالحة الوطنية الحقيقية تتطلب عقد مؤتمر موسع داخل البلد وليس خارجه.

    ودعا العبيدي الدول التي تقيم مؤتمرات المصالحة الى ان تساند العراق اولا في حربه ضد عصابات داعش لانهم هم من يمثلون التهديد الاكبر للعراق، فضلا عن دعم النازحين الذين وصلت اعدادهم الى ثلاثة ملايين، مستغربا من تصريحات بعض النواب التي تربك الشارع وتجعله يشك في قادته بتبنيها موقفا معينا ترفضه جهات رسمية حكومية اخرى.

    واضاف ان هذا المؤتمر يعد مناوئا للاصلاحات الكبرى التي يشهدها العراق من اجل محاربة المفسدين والارهابيين والمخططين لزعزعة امنه.

    من جهته، اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة كركوك عدنان زنكنة ان منطقة الخليج والشرق الاوسط تحتاج الى علاقات واتفاقات لمحاربة عدو واحد هو داعش، متوقعا بان لا يكتب لمؤتمر الدوحة النجاح لانه متبنى على اساس خاطئ، ولا يمتلك من يديره اي حق في توجيه الدعوة لاشخاص مطلوبين قضائيا بتهم الارهاب.

    ورأى زنكنة ان عقد المصالحة الوطنية مع الارهابيين والقتلة الابرياء لاتمثل مصالحة، وانما يعد اتفاقا مبنيا على مصلحة له مدلولات اخرى، مضيفا ان هذا المؤتمر من شأنه خلق اشكاليات اخرى تضاف الى الموجودة حاليا.

    واعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون أحمد الكناني، الخميس، أن مؤتمر الدوحة المزمع عقده اليوم يأتي لدق اسفين الفرقة بين العراقيين وانزعاج من اصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي.

    وكذلك اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد السلام المالكي، الخميس، مؤتمر الدوحة هو جزء من المخطط الهادف لـ"تقسيم العراق"، فيما شدد على ضرورة تشكيل مجلس تحقيقي بحق اي نائب يشارك فيه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media