هل لدينا سياسي شيعي ناجح ؟
    الخميس 3 سبتمبر / أيلول 2015 - 19:01
    عباس العزاوي
    السياسي الشيعي كالتاجر الجديد او لنقل التاجر الغشيم الذي نزل السوق بسرعة فائقة وولج في دهاليزه المخيفة والمعقدة في غفلة من الزمن ورغم انفه ـ اي مجبر اخاك لابطل ـ فقد اعتاد ان يكون متسوق ماهر وزبون ممتاز للظلم والقهر والسياسات القذرة خلال قرون طويلة من الحكم السني , دخل بثقله وثقافته وفقهه الشيعي المشبع بالمحرمات والمحاذير والخطوط الحمراء التي تحدد مسارات التحرك في هذه الدنيا حتى لقاء ربه , فهو يجيد البكاء واللطم والتحدث عن الظلم والحقوق المهظومة وهذه كانت ادواته المتيسرة ايام نضاله المحبب لقلبه ودوره السابق المتمثل بالضحية والحمل الوديع الذي ينحني امام سكاكين الذبح وآلات التنكيل والقهر بقلب خاشع وصابر على بلاء الدنيا واختبارتها القاسية, فهدفه الحقيقي الالتحاق بركب الشهداء والقديسين والصالحين, وهذا ربما جل مايصبو اليه, فهو يعتقد بانه صاحب مسار الحق والعدالة ولصيق مبادئ الائمة الاطهار" ع" وهذه اساس مشكلته الحالية , اي اشكالية التوافق بين خط اهل البيت عليهم السلام وبين معترك السياسة المترع بالخداع والتزييف والقيم الباطلة. 

    وقد تبين للجميع الان ان السياسيين الشيعة بدون استثناء لايمتلك اي منهم العقلية الدينية الراجحة ولا حتى المهارة السياسية المناسبة لقيادة العراق اي ليسوا" اولاد سوق "متمرسين وسط هذه الكميات الهائلة والمتراكمة من المصائب والفوضى وجيوش التجار والمحتالين التي تضرب كافة مرافق الدولة ومؤسساتها ,علاوه على التنافس غير الشريف بين التجارالمستجدين انفسهم ولانعرف حقيقة الى اين يريدون بالبلد؟ فهم يكررون اخطاء من سبقوهم بكل حرفية وسذاجة, بل نجد احيانا تكرار لنفس المواقف والتصريحات ولكن بشكل مغاير, اي ماكان عيباً بالامس اصبح ضرورة وطنية وماكان من مقتضيات المصلحة العامة ومظهر من مظاهر الديمقراطية صار عمالة وتخريب لابد من الوقف ضده!!!.

    وهذا يعني بانهم تجار فاشلون بجدارة وساسة سُذج بامتيازلايفقهون من الحق شيئا, لهذا تجد التخبط الواضح في كل المواقف الرسمية وغير الرسمية, ففي كل الاحوال اصبحت السياسة العراقية في داخل العراق او الخارج او حتى على مستوى البعثات الدبلماسية, فاشلة وبكل المقاييس, فهم لايميزون بين الموقف السياسي القوي وبين العداء مع الدول الاخرى ,فكل الدول التي تتدخل بالشان العراقي وتحرض ضد العراق وعمليته السياسية لاتجد من يقف بوجهها بشكل جدي وحاسم  حتى تلك التي في امس الحاجة لنفظ العراق واموال تجارتها معه, بل العكس تماما , نلحظ تصريحات ناعمة ورقيقة من وزير خارجيتنا الحصيف, ومجاملات تنظيرية مقرفة على حساب العراق وامنه ودماء ابناءه, فساستنا الاشاوس يعتقدون بممارساتهم هذه, انهم يحافظون على علاقات جيدة ومتزنة مع هذه الدول القذرة لاجل الانفتاح على الخارج ولكنهم غير مدركين بان الخطاب السياسي لاي دولة تحترم سيادتها ومواطنيها لابد له ان يكون على قدرعالي من الصلابة والوقاحة احيانا كي يحاكي اللغة السياسية المتبعة بين دول العالم.

    عباس العزاوي
    المنتدى الاعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media