مسيحيون وسافرات على قوائم النور .. أحمدك يارب!!
    الخميس 3 سبتمبر / أيلول 2015 - 20:53
    عادل نعمان
    كاتب وإعلامي مصري
    أيتها الأخت السافرة المتبرجة الكاشفة المتنمصة المستوشمة المستوصلة، هنيئاً لك ولأخواتك. فقد عفا عنكن أصحاب الرضا والسماح. وألَّف الله بين قلوبكن وقلوب السلفيين وأصبحتم بنعمته إخواناً.

     أبشروا، ستتجمل قوائم النور وتتزين بحواجب المتنمصات منكن، وبشفاه الساحرات الممتلئات الدافئات، وبالشعر الحريرى الغجرى للفاتنات المستوصلات، وبعيون الكواحل منكن والمستوشمات. سيجوب جمالكن القرى والمدن على قوائم النور، يحمل الخير والفلاح، والتقى والورع إلى أهالى المعمورة، ويبعث البهجة فى نفوس الفقراء والمساكين. أيها المواطن المسيحى القبطى النصرانى الذمى الكتابى المعاهد، لقد عفا عنك أصحاب الدين والدنيا، وحمَلة مفاتيح الخزائن الربانية، ولم تعد مشركاً كافراً غافلاً مكذباً جاحداً وثنياً معرضاً. أبشر، ستتزين قوائم السلفيين بصليبكم الموقر، يجوب البلاد شرقاً وغرباً، يتعانق مع الهلال، يتعانقان فى الكنائس ويفترقان فى المساجد، ويستعيد السلفيون مع شعبهم المسكين المخدوع ذكريات ثورة الهلال مع الصليب ليومين فقط.

    حزب النور الإسلامى الليبرالى الاشتراكى المسيحى اليمينى الجديد يسمح للمرأة المحجبة وغير المحجبة ولإخواننا من الأقباط بالانضمام إلى قوائم حزب النور. هذا المرسوم بفتوى قد جاءنا على لسان قائد السرب السيد برهامى، وأفتانا فضيلته أنها مراعاة للمصالح والمفاسد. ويرى جنابه أن المسألة فيها اجتهاد فقهى، وليس هناك نص قاطع من القرآن والسنة يحرم ذلك، وسمّاها الليونة الفقهية.

    يستند السادة الأفاضل من المتحولين دائماً إلى فتوى الألبانى وبن باز وبن عثيمين فى أن المشاركة فى الانتخابات مباحة إذا كان فيها ثمرة مرجوة من ذلك (الفتوى خاصة بدخول الانتخابات فقط ولا صلة للمتبرجات أو النصارى!!).

    السيدات المتبرجات. أذكّركنّ ونفسى بما قاله السلفيون عنكن. أولها: تُمنع المرأة من تولى المناصب العليا، رئيسة أو وزيرة أو قاضية، لأن هذا ظلم لها وذلك لنقص عقلها ودينها. ولما كان عضو البرلمان لا يقل أهمية عما سبق فمن باب أولى أن يُمنع عليها هذا. يستندون صراحة لقول الله «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ». وسند قرآنى آخر «وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ». ثانيها: أنت، سواء محجبة أو سافرة، حددت شريعة السلفيين مكانك تحديداً قاطعاً: «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى». السلفيون مقتنعون أن عقد النكاح يوجب حبسك فى البيت (المرأة راعية فى بيت زوجها وولده)، وهم على يقين وإيمان أن الزوج هو سيدك كما جاء فى كتاب الله، وأنت عانية عند الرجل بسنة رسوله، وعلى العانية (المرأة) والعبد خدمة سيدهما، وأنت أسيرة لدى زوجك عند إمامهم بن تيمية، وتعامَلين معاملة المملوك (العبد). الأدهى أن الرجل ينفق عليك كما ينفق على رقيقه (عبيده) وبهائمه مقابل قضاء شهوته. اسمعى ما يقوله الشيخ حسن مخلوف عن المرأة: «لا يجوز للمرأة خوض الانتخابات حماية لأنوثتها الطاهرة من العبث والبعد عن مظاهر الريب وبواعث الافتنان». هذا موقف السلفيين من المرأة ثابت لن يتغير ولن يتبدل، فلا تنتظرى الخير منهم فمكرهم تنوء منه الجبال.

    السادة الأفاضل من إخواننا المسيحيين أذكركم ونفسى بما قاله السلفيون حول انضمامكم إلى البرلمان فى انتخابات مجلس الشعب الماضى، اسمعوا ما قالوه عنكم: يقرر بعدم جواز ترشح المسيحى للانتخابات البرلمانية لأنها سلطة تشريعية ورقابية ويحق له عزل الوزير والرئيس ويحق له محاسبة الحكومة ولا يحل للكافر أن يتولاها (الكافر من هو على غير ملة الإسلام). ما فات أسهل، هذا ما قالوه عن الكافرين: الكافر لا يؤتمن على نفسه «يُعتبر المسيحى غير أمين على نفسه لمجرد رفضه أن يدخل فى دين الإسلام»، فلا يؤتمن على مصالح الأمة. ويستندون إلى الآية «ولا تركنوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُون»، وأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه: «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً»، فلا ولاية لغير المسلم على المسلم.

    أيها الإخوة المسيحيون، لا تنخدعوا فى ابتساماتهم المزيفة ستكونون داخل البرلمان رقماً يحركونه كيفما شاءوا. لا تتنازلوا عن المواطنة التى قالوا عنها إنها زواج غير شرعى، كزواج المسلمة من المسيحى. أنتم أصحاب وطن ولستم ذميين ولستم تابعين. أحذركم، فلن يتنازلوا، كما قالوا، عن تطبيق شريعتهم وأولى مراحلها إما أن تدفعوا الجزية وأنتم أذلة صاغرون، أو تجاهروا بإسلامكم، أو أن يكون قتلكم هو الخيار الأخير وليس لكم من مفر. «قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ».

    الأفاضل من السيدات السافرات والإخوة الأفاضل من المسيحيين، لا تأمنوا لهم. المعاريض مندوحة للكذب، والتقية هروب من الصدق، يلبسون لكل حاكم قناعاً. ولكل فترة فتواها. فى جيب فتوى الاستضعاف، وفى آخر فتوى الاستقواء، وعلى الأرفف فتوى الضرورة وفتوى الزمان والمكان. هم الآن فى فترة الاستضعاف. وأحذركم من فترة الاستقواء التى اقترب أوانها، سيصنعون بنا ما يصنعه الدواعش.

    وأخيراً. اسألى أيتها السافرة أحدهم كيف ستمارسين عملك فى البرلمان، وابن تيمية شيخهم يرى المرأة عورة وهن أكثر الناس إخباراً بالفواحش. واسألهم أيها المسيحى هل السلام عليك وأنت جالس بجواره فى المجلس أو تهنئتك بسلامة الوصول أو السلامة من المرض أو تهنئتك فى عيد أو مواساتك فى حزن جائز من الناحية الشرعية. اللهم قد نصحت، اللهم فاشهد.

    "الوطن"  المصرية
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media