شكراً أنجيلا ميركل ... لكن
    الجمعة 4 سبتمبر / أيلول 2015 - 22:10
    علي تعبان
    صحوة انسانية متأخرة من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تستحق عليها كلمات الشكر والامتنان التي أمتلأت بها صفحات التواصل الاجتماعي...

    لكن هل يحق لنا ان نسأل ان كانت المانيا وجميع دول الاتحاد الاوربي الاخرى هي جزء من مشكلة اسمها سوريا والعراق ام هم جميعاً كانوا جزءاً من حل لمشاكل هذه الدولتين خصوصاً والمشاكل العربية الاخرى عموماً..

    منة ميركل الانسانية التي هي بمثابة صحوة ضمير انساني متأخر كنا قد لا نحتاجها لو كانت هناك صحوة ضمير سياسي, سياسة الاقتصاد وسياسة المداهنة والتدليس والكذب وسياسة التبوعية لامريكا ودول المال الخليجي هي من قتلت الطفل السوري ايلان وآلاف الاطفال والشباب العراقيين والسوريين والليبيين وبلدان القهر الاخرى..

    هل كانت انجيلا ميركل عندما استقبلت اردوغان التركي لا تعلم انه يسقبل يومياً مئات الارهابيين ويرسلهم الى سوريا والعراق وانه هو من ساعد داعش ( نكايةً بالكرد )على احتلال مدينة كوباني السورية ذات الاغلبية الكردية التي هي مسقط رأس هذا الطفل الغريق الذي اهتز له الضمير الغربي فقط..

    وهل كانت انجيلا ميركل ومخابراتها الاتحادية لا تعلم عندما نظمت وشاركت في جميع مايسمى مؤتمرات اصدقاء سوريا ان كل المؤتمرين السوريين والعرب هم واجهات لمنظمات ارهابية تقاتل على الارض السورية وترتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين من اطفال ونساء..

    وهل انجيلا ميركل التي تقيم بلادها افضل العلاقات مع السعودية وقطر والامارات لا تعلم ان هذه الدول الخليجية هي السبب الرئيس لدمار وافشال أربع بلدان عربية هي سوريا والعراق وليبيا واليمن مما استدعى هجرة آلاف العوائل والشباب منها بسبب تدخلها في هذه الدول واذكائها للطائفية واستخدامها لسياسة الفوضى والقتل والتفجير وشراء الذمم واستخدام المال القذر..

    وهل انجيلا ميركل التي سكتت ومن ثم صوتت بلادها على قرار متأخر يفوض السعودية وبلدان الخليج الاخرى  بشن حرب جنونية على اليمن وشعبهِ لا تعلم ان الطائرات السعودية تلقي بأحمالها من الصواريخ على مناطق سكنية محددة مستهدفة المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ لأنهم فقط من طائفة اخرى وهل المخابرات الالمانية لا تعلم ان السعودية تحاصر الشعب اليمني براً وبحراً وجواً وتمنع عنه الغذاء والدواء ويهاجر مئات اليمنيين يومياً راكبين الامواج على قوارب الموت  بسبب هذه الحرب التي فوضتها المانيا..

    وهل تعلم السيدة ميركل انها عندما تسكت أو تغض الطرف عن ديكتاتوريات عربية وخليجية وتقيم معها أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية انها تكون شريكاً في ظلم هذه الشعوب وتكون سبباً في قهرها وبالتالي هجرتها..

    وهل المانيا التي ارسلت وزير خارجيتها الى العراق وفرشت السجاد الاحمر لرئيس وزرائهِ لا تعلم ان الشاب العراقي  يهاجر تاركاً بلدهُ لانهُ لن يحصل على وظيفة تجعله يتزوج ويستقر لأنه ليس من اقارب وزير الخارجية  ولا اي وزير آخر ولا من حزب رئيس الوزراء ولا ينتمي لاي تيار او حزب يشارك في السلطة..

    عندما نجيب عن هذه الاسئلة وغيرها وقتها نقرر ان كانت تستحق السيدة ميركل كل هذا الكيل من المديح والثناء...

    شكراً  لكِ ميركل .. لكنكِ كُنتِ ولا زلتِ جزءًا من المشكلة وما تقدميه اليوم ليس هو الحل.....   
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media