يقول الوزير ..
    الجمعة 4 سبتمبر / أيلول 2015 - 22:16
    علي فهد ياسين
    والعالم باسره يتابع بذهول مشاهدالموجات البشرية غيرالمسبوقة(منذ الحرب العالمية الثانية)للمهاجرين باتجاه اورباعلى شاشات التلفازوباقي ومسائل الاعلام، يلخص وزيرالهجرة والمهجرين العراقي رؤيته حول الظاهرة،بعد لقائه مجموعة من الشباب سمتهم الوزارة ناشطين في منظمات المجتمع المدني،(ان موقف الوزارة ليس مع هجرة الشباب والعوائل،خاصة وان البلاد تنعم بالثروات والخيرات وباستطاعة العراق ان يؤمن العيش الكريم والحياة المناسبة لأبناءه عن طريق تغييرمابأنفسنا والعمل على حل المشاكل المستعصية واحدة تلو الأخرى ورسم خطط جادة وموضوعية تمكننا من تحقيق مانصبوا إليه،)!.
    مااشارله الوزيرعن قدرة العراق لتأمين العيش الكريم لأبناءه حقيقة يعرفها العراقيون،لكن ضيوف الوزيرلم يبادروا الى سؤاله عن الاسباب الحقيقيية لتبديد الثروات طوال السنوات الماضية نتيجة فساد الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الدكتاتورية،ولم يوضح الوزير مايعنيه بعبارة(تغييرمابانفسنا)،هل كانت موجهه للمهاجرين ام للمسؤولين الذين عاثوا فساداً في مواقعهم وتسببوا بالخراب العام الذي دفع العراقيين للهجرة ؟!.
    امادعوته للعمل على(حل المشاكل المستعصية الواحدة تلو الاخرى)،فأن مفردة الاستعصاء التي اختارها لتعريف المشاكل كافية لتوضيح اسباب هجرة العراقيين،نتيجة غياب الخطط (الجادة والموضوعية)في برامج الاداء لحكومته والحكومات التي سبقتها، واكتفاء طواقم السلطات بتحقيق مكاسبها الشخصية والحزبية والطائفية،على حساب مصالح عموم الشعب .
    ويختتم الوزيررؤيته بـالدعوة الى(تفعيل ورش العمل الخاصة بتوعية الشباب عن طريق التنسيق السريع والمباشر مع الجهات ذات العلاقة لحل المشاكل التي تواجه المهاجرين)،وكأن المهاجرين العراقيين بحاجة الى توعية بواقعهم المزري الذي دفعهم للهجرة،ولم نفهم مايقصده الوزير بـ(التنسيق السريع والمباشر مع الجهات ذات العلاقة لحل مشاكل المهاجرين؟!)، وهناك مايربوا على الثلاثة ملايين مهجر داخل العراق يعانون من ضعف الخدمات التي تقدم لهم،وحجم الفساد والسرقات الذي يحيط بلمفاتهم، ناهيك عن معاناة عموم العراقيين ومنهم الذين قرروا الهجرة.
    هذه التصريحات، التي تتزامن مع أكبر طوفان عالمي للهجرةتحاول حكومات اورباوالعالم ايجاد اساليب وخطط نوعية لاستيعابه ومحاولةوقف تصاعده،تشير بوضوح الى حجم وعمق المأزق الذي يعيشه العراقيون نتيجة سوء اداء حكوماتهم لمواجهة الازمات التي تعصف بالبلاد,والذي ترتبت عليه سلسلة الاخفاقات وتداعياتها وصولاً الى احتلال عصابات داعش ثلث مساحة البلاد،لأن الحكومات تحولت الى اقطاعيات حزبيةلاعلاقة لها بابجديات الواجبات،لكنها كانت ولازالت حريصةعلى الاستحواذعلى كل الحقوق، بعد تضخيمها الى ابعد الحدود.
    الاجدى بالوزير ان يقدم استقالته احتجاجاًعلى حجم ونوعية الفساد في ملفات المهجرين داخل البلادوتصاعد اعداد المهاجرين العراقيين،بدلاً من تقديم رؤيته الغير منسجمة مع واقع الحال الذي تجاوز كل التوقعات،ليسجل موقفاًوطنياًوشخصياًيصطف به مع شعبه المكتوي بنيران الفساد والارهاب منذ سنوات،لكن هذه المواقف تحتاج الى شجاعة ونزاهه لم يشهدها العراقيون من مسؤوليهم منذ عقود،ولن تتحقق دون فرض من الشعب يتبعه حساب عسير، بعد استنفاذ صبره وتفاقم معاناته وتجاوزها مستوى تحمل وطاقة البشر الاسوياء.

    علي فهد ياسين    
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media