نظرتنا الى مايجري في العراق
    السبت 5 سبتمبر / أيلول 2015 - 05:06
    رفعت الزبيدي
    مركز عراق المستقبل للدراسات والبحوث التنموية
    أعتقد لم يعد أمامنا أي اختيار آخر سوى الحديث المباشر مع الرأي العام من الباحثين عن مخرج حقيقي للازمة في العراق. ماهي هذه الأزمة وكيف السبيل الى الخروج منها بأقل الخسائر؟. أهم الأزمات في العراق ناشئة من غياب القيادة الوطنية وقد أثببت الأحداث أن كل المراهنات باءت بالفشل. القيادة تأتي اختيارية ومن رحم المعاناة والظروف الصعبة بالاضافة الى بلورة في الشخصية ذات الرؤية العامة والمدركة لحجم التحديات والآخطار. نعم الظروف تصنع قادة وهميين لايملكون سوى الضجيج والنفاق السياسي في تصريحاتهم لأنهم لايملكون عقل القيادة والتنظيم . اي أن تركيبتهم محدودة مهما فعلوا وأنفقوا من اموال. لذلك كل المراهنين على من يحكمون العراق وبكل مكوناته أقول لهم رهانكم خاسر فلاتكونوا كالمثال القرآني  {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ.}
    الأزمة الثانية هي غياب النخب الوطنية القادرة على ترشيح من يمثل مكوناتهم وتطلعاتهم . تظاهرات العراق السلمية وخلال الأسابيع المنصرمة أثبتت ما أشرت اليه الان ومن قبل في مقالي الأول
    (جمعة البوخة العراقية ) لماذا التأكيد على هذا الأمر ؟ لأننا وصلنا الى مرحلة مخاض لنسخة متكررة من الأنتهازيين او أصحاب العقد والأمزجة ممن يتحدثون باسم حركات الاحتجاج السلمية . هل أفرزت الأسابيع المنصرمة رؤية واقعية لمشروع وطني؟ أشك في ذلك لانه وبكل وضوح أقدمها مثالا للقاريء الكريم عما حدث في تظاهرات الجمعة التي شارك فيها التيار الصدري في العاصمة بغداد وفق أوامر صدرت من زعيمهم السيد مقتدى الصدر. ترى مالفرق بينهم وبين حزب الدعوة او المجلس والآخرين ؟ ومع ذلك رأيت كثيرا ممن ينتقدون ويتحدثون عن الاصلاح السياسي والاداري يتفاخرون أن تلك المظاهرات سجلت رقما قياسيا في الحضور، ترى لماذا هذه الازدواجية ؟ نفهم من ذلك أن المرحلة من الاحتجاجات أحاطت نفسها بأسئلة تشكيكية فيمن يقودونها والاجندة التي يسعون الى تحقيقها.وهذا يعني أن الشارع العراقي مازال بعيدا عن واقع مايجري من تحديات خطيرة تواجه الوطن والشعب وهذه مأساتهم لأنهم وحدهم من يتحملون تبعات ذلك. الأزمة الثالثة هي الانجرار والاستسلام وانتظار ماتقوله المرجعية الدينية في النجف الأشرف وهذا خطير جدا. هناك حدود يجب علينا أن لانذهب وراءها أبعد من المعقول. المرجعية الدينية لها موقعها الروحي نعم هذا صحيح ولكن في العراق من هم خارج حدود المرجعية يجب أن تكون لنا رؤية وطنية تستوعب طموح الشعب والتحديات. ان أهم مقدمات الخروج تتمثل بوحدة الصف الوطني بين المتضررين من المحاصصة الحزبية المشؤومة بعد العام 2003 . تلك المقدمة مهمة جدا لانبثاق قيادة وفي نفس الوقت تكون لديها رؤية ناضجة في التشخيص والمعالجة والحلول الواقعية بلا مساومة او ابتزاز او تهديد. أعتقد ان المرحلة القادمة ستشهد ظهور قيادات مستنسخة من شخصيات موبوءة بالفشل والفسادين المالي والاداري أي ان الاحزاب الحاكمة اليوم ستخرج من عباءتها قيادات وهمية تقتنص الفرصة السانحة للانقضاض على مشروعية حركة الاحتجاجات السلمية
    هناك اناس يبيعون أنفسهم في اول فرصة سانحة للمساومة، واناس ينتهزون الفرص بينما القلة الواعية عليها أن تنكمش وتراقب المشهد بعد أن اتضحت معالم المهزلة التي تقودها الكيانات السياسية والدكتور حيدر العبادي في تصوري هو واحد منها. علينا ان نراقب الامور عن كثب ، نحلل ، نتحاور ونتشاور بصورة مباشرة او غير مباشرة وانا أعرف جيدا ان هناك أشخاصا يقراون مانكتب ويكتبون تقاريرهم والبعض الآخر يقرأ بتمعن مابين السطور. لهولاء جميعا أقول لاتكونوا ساذجين او جنودا مجهولين ، من كان يحمل هم الوطن العراق فليعمل بهدوء قبل ضياع الفرصة . هذه هي النظرة الاولى بعد مقدماتها في المقالات السابقة.
    حفظ الله العراق وأهله من المستضعفين.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media