لا تحرجونا مع السعودية رجاء
    الأحد 27 سبتمبر / أيلول 2015 - 20:08
    حسن الخفاجي
    الدول التي تجاورنا لو جاورت المانيا او اليابان لما نفع معهم مشروع مارشال ولما قامت صناعة ، وربما لم تتعبد طرقهم للآن . وربما ما زالوا يستعملون المهفات في التبريد والدراجات الهوائية لتقضية مشاوريهم  . هذا لا يعني اننا ملائكة ومن يجاوروننا مجموعة من الشياطين. كثيرة جدا تصريحات مسؤولينا وبرلمانينا التي يدافعون ويجدون فيها الأعذار لهذه الدولة او تلك من دول الجوار والاقليم عن جرائم وخطايا ارتكبتها تلك الدول بحق شعبنا. بعضهم  لا يكتفي بتصريحات يشم منها عفن العمالة وجيف الطائفية ، بل يقومون بزيارات ذل لتنسيق جرائمهم وتآمرهم بحق العراقيين .
    لو ان الخال جوليان أسانج صاحب موقع وكليلكس نشر وثائق عمالة تخص ساسة تشاد لرمى الشعب التشادي  ساسته بمكب النفايات ، في العالم الغربي المتحضر تكون عقوبة العملاء السجن مدى الحياة ، الاستثناء الوحيد في العالم العراق، العملاء  في العراق ساسة يشغلون مواقع عليا بالدولة ، وزعماء احزاب السنتهم السنة الكحـ... ، ربما الكحـ.. تخجل وتنكسر عيونها , وهم لا يخجلون .
    المتغيرات الدولية بعد الموقف الروسي الحازم من الارهاب والارهابيين والدول الداعمة للارهاب مثل السعودية  وقطر وتركيا ، اصبحت هذه الدول بموقف الضعيف المدافع ، مما جعل اوردغان يبدل موقفه ١٨٠ درجة ، بعدما شاهد تبدل موقف امريكا واوربا من  ازمة سوريا والمنطقة . هذه الدول تأتيها الصفعات من كل جانب  ، وسياستنا الخارجية ما زالت تغط بنوم عميق   لانها لا زالت تسعى وتتملق هذه الدول  .
    متى تملأ العزة العراقية انوف ساستنا ؟.
    زميلكم ورفيقكم في  احزاب الاسلام السياسي التونسي  راشد الغنوشي للأمس القريب يطالب بتنحي الاسد ويساند الارهابيين ، اليوم تبدل موقفه ١٨٠ درجة ، حينما وجه دعوة لعقد مؤتمر مصالحة سورية في تونس ،  يكون فيها الرئيس الاسد ممثلا . الغنوشي شعر ان المناخ السياسي العام تبدل وادار ظهره لقطر والسعودية .
    أقمتم تعاونا عسكريا  وغرفة مشتركة لتبادل المعلومات العسكرية مع ايران وروسيا وسوريا .
    هذه الخطوة الجريئة محل مباركة ،  ويجب ان تستغل كعامل قوة  اضافية تغطي بعض ثغرات الضعف في مواقفكم تجاه من يدعمون الارهاب .

    سمعت من والدي يرحمه الله قصة  راعي اغنام  اسمه مالح . كان مالح غريب الأطوار يذهب بمواشيه الى المراعي مساء بعد عودة كل الرعاة لبيوتهم ، لذلك اطلقوا عليه مثل يتناقلونه من جيل الى جيل قالوا عنه : "مالح عاجب العريان سارح" ، عاجب تعني يعقبهم .
    واحدة من مشاكل العراق المزمنة منذ تسلط البعث وصدام على الحكم الى الآن هي النظرة القاصرة والمتخلفة والتقييم الخاطئ والقراءة المغلوطة لما يمر بالمنطقة  والعالم من متغيرات ، لذلك كانت حماقات صدام في حروبه ومواقفه وما آل اليه وضع العراق .
    لعدم معرفة صدام ما يجري حوله سَهِل خداعه ودخوله مصيدة الكويت طوعا .سياستنا الخارجية الان لا تختلف ابدا عما كان يجري وقت صدام ، اذا كان صدام هو مالح  الاول ، فانه انجب موالح  من كل المستويات . المتغيرات من حولنا لا يعرفها موالحنا وهذه مصيبة تضاف الى مصائبنا.
    آخر مواقف الموالح المخزية هو موقف  السيد خالد العطية بعد حادث التدافع ومقتل المئات من الحجاج . التقت به قناة الحرة عراق وسئل عن موقف هيئة الحج من الحادث. قبل السؤال وضحت له مقدمة النشرة ان ايران  بشخص السيد علي خامنئي وتركيا بشخص  رئيس الوزراء  احمد داوود اوغلو انتقدتا  الاجراءات  السعودية غير الملائمة التي تتسبب بحوادث متكررة للحجاج . لقد كانت اجابة خالد العطية مجاملة للسعودية وباهتة حين قال : "أن هذه الحوادث حصل لها أمثلة في سنوات سابقة ولكن بخسائر بشرية أقل" وعاد خالد العطية ليبرئ ساحة السعودية ويلقي باللوم على الحجاج حين قال : "إن سبب ذلك يعود الى سوء تخطيط الادارة والتنظيم بين الحجاج".
     لماذا يخاف اغلب ساستنا من الاقتراب او نقد سياسة السعودية تجاه العراق والعالم ؟.
    لماذا تحرصون على عدم جرح مشاعر السعودية ؟.
    كأن ساستنا احدهم يوصي الاخر قائلا : لا تحرجونا مع السعودية رجاء .
    شيء حسن ان السيد  العطية انهى لقاءه مع الحرة دون ان يتهم الشيطان بالتسبب بالحادث.
    عليكم ياسادة يا كرام قراءة  مسار الاحداث وخريطة التحولات ولا تظلوا مثل الراعي مالح الذي  قتلته الذئاب وأُكلت بعض خرافه.  
    قرن الشيطان يطول كلما تركته مبارد الحق

    حسن الخفاجي
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون
    هيثم الغريباوي    28/09/2015 - 05:01:3
    أستاذ حسن، لقد تيقنت منذ زمن اننا في نقدنا لساسة العراق بمثابة النفخ في قربة مثقوبة، بل مخروقة. ولكن لا بد من كثرة الطرق الذي سيفك اللحام يوماً ما عسى ان قريباً جداً. ساستنا ميؤوس منهم لأنهم غير مؤهلين، ثم اثبتوا انهم خوارون. ولكن لا يأس من رحمة الله تعالى ومكره بالماكرين. لك احترامي
    2 - مصالح ضيقه
    فراس العراقي    28/09/2015 - 06:51:4
    نعم هكذا سياسيونا السنه منهم راقتهم الفكره ان لا حاجه لشركاء في الحكم توسوس بها دول الجوار السني منذ السقوط والاغبياء ورطوا ناخبيهم بويلات لا تنتهي لكنهم في معزل ، فالجنسيات المزدوجه والاموال المسروقه كفيله بتامين المستقبل لهم اذا غرقت سفينه العراق والسياسيون الشيعه ايضا كذلك الفرق انهم اذلاء وما زالوا يشعرون بانهم مطاردون منذ ايام المعارضه يستجدون عطفا اثبتت الايام انه لن ياتي وايضا لا مشكله لديهم فاذا غرقت السفينه سترات النجاه موجوده المال والجنسيات كحالنا في سفينه خشبيه تمثل العراق وسياسيونا يتبارزون بالمسدسات وهم يلبسون سترات نجاه وسفن الجوار قريبه
    3 - لا حياة
    سعيد زكي    28/09/2015 - 10:18:2
    السلام عليكم! أسمعت لو ناديت حيّا ولاكن لاحياة لمن تنادي هؤلاء منا نحن الشعب ونحن من أنتخبهم ولانفعل مايكفي لاقتلاعهم والله لايغير مابقومن حتى يغيروا مابأنفسهم! شكرًا للكاتب !
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media