المسنون في يومهم الدولي .. آمال وطموحات مؤجلة
    الثلاثاء 29 سبتمبر / أيلول 2015 - 16:22
    زاهر الزبيدي
    الأول من تشرين الاول من كل عام تحتفل الامم المتحدة باليوم الدولي للمسنين ، عدهم في العالم يستحق أن يكون لهم يومهم الخاص ، فهم من صنعوا المستقبل الذي نعيشه اليوم قد يكون بنائهم قد أستغرق جيلين أو أكثر لنصل لما نحن عليه اليوم ، وبغض النظر عن ما يمر العالم به من أحداث سيئة إلا أن هناك أوطان تعيش بسلام وأمن وإزدهار مضطرد بفعل ما بنته سواعد أولئك الرجال والنساء مِن من ساهموا في وضع أهم اللبنات ليومنا هذا .
    في العراق ، يشير التقرير الإحصائي الذي أعدته وزارة الصحة لعام 2013 أن عدد المسنيين ، فوق 60 عاماً ، يبلغ أكثر من 1.75  مليون نسمة بمانسبته 5% من مجموع إسقاطات السكان للعام ذاته ، أولئك المسنون لم تدخر عوائلهم والمؤسسات المعنية في البلد وسعاً أمام تنفيذ متطلبات عيشهم الكبيرة بدءا بقانون التقاعد العام الذي صدر أخيراً والذي يوفر بنظامه الجديد جزءاً محدداً من تلك المتطلبات ، إلا إن ما يستحقة أولئك الرجال والنساء الكثير لازلنا نحاول عبثاً أن نقدمه لهم بكل إعتزاز إلا إن مايمر به العراق اليوم من تحديات جسيمة حين دارت عليه دوائر الإرهاب العالمي وأقتطعت أجزاء كثيرة من أرضه حتمت أن يكون الأهتمام الأكبر في الحرب على الإرهاب مما يقلل من فرص العناية بهم .
    يشير برنامج الأمم المتحدة للشيخوخة الى " أن العالم يتقدم في السن. ففي الخمسين سنة القادمة، سوف يزداد عدد كبار السن نحو أربعة أضعاف إذ يزدادون من نحو 600 مليون نسمة إلى ملياري نسمة تقريبا. واليوم، بلغ في سن الستين وأكثر واحد من كل عشرة. وبحلول عام 2050 سيكون هناك واحد من كبار السن بين كل خمسة أشخاص وبحلول عام 2150، من المتوقع أن يبلغ ثلث سكان العالم ستين سنة من العمر أو أكثر"
    كذلك فإن في بعض البلدان المتقدمة ممن تمتلك إقتصاديات قوية إجتازت المراحل الإنتقالية ؛ تنخفض معدلات المواليد دون المستويات وبذلك يصبح عدد الأشخاص المسنيين يفوق حتى عدد الأطفال مما يؤثر تأثير كبير على شيخوخة تلك البلدان ، ومن جانب آخر فإن إرتفاع نسبة المواليد مع توفر رعاية صحية مناسبة تتسبب بزيادة في أعداد المسنيين أيضاً مما يحد من القدرة على تقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم وهذا ما تعانيه بعض البلدان ذات الإقتصادات التي لم تمر مرحلة الإنتقال أو الإقتصادات الضعيفة نسبياً الغير قادرة على القيام بمهام التوسع الأفقي والعمودي في البنية التحتية الصحية .
    تشير الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة / مدريد  .. في بعض توصياتها (المادة 6) الى "  تمكين الرجل والمرأة من بلوغ سن متقدمة في صحة جيدة وتحقيق أكمل درجات الرفاه؛ والسعي إلى تحقيق الإدماج والإشراك الكاملين لكبار السن في المجتمعات؛ وتمكين كبار السن من المساهمة بفعالية أكبر في مجتمعاتهم المحلية وتنمية مجتمعاتهم؛ وتحسين خدمات الرعاية والدعم باستمرار لكبار السن كلما كانوا محتاجين إليها" كذلك المادة " (المادة 9) تؤكد على إلتزام الحكومات والدول بالدفاع عن كبار السن ومؤازرتهم في حالات النزاع المسلح والاحتلال الأجنبي " ، فما نمر به اليوم في العراق من موجات نزوح هائلة تسبب بها المجاميع الإرهابية ، الكثير من كبار السن اليوم يعانون أشد المعانات من موجات النزوح تلك وهم كما الأطفال غير قادرين على تحمل الظروف القاسية والشتاء على الأبواب والكثير منهم يعانون الأمراض المزمنة مما يحتم ذلك على كافة الدوائر الصحية والخدمية في تقديم العون الكبير لهم بالخصوص أولئك الذين تجاوزت أعمارهم الـ 70 عاماً وهنا نتسأل عن حاجتنا الكبيرة لدعم مجتمعي عن طريق العمل التطوعي واسع المدى لإبداء العون الكبير لهم .
    نحن بحاجة الى أن نجد في إستحداث نظام التأمين الصحي لهم .. نظام صحي متكامل .. يتضمن إجراء الفحوصات الدورية والعمليات الجرحية وتوفير العلاجات المناسبة ذلك كون الصحة من الأولويات لديهم بعدما قاربت أعمارهم على الأفول حزناً وقهراً على أبناءهم وعلى مصير وطنهم .
    علينا أيضاً أن نساهم في دعم منظمات المجتمع المدني التي تختص بالمسنيين ونحاول رفدها ودفعها بإتجاه أن تكون عاملاً مهماً في تقديم الخدمات لهم الى جانب المؤسسات الحكومية وأن نساعد تلك المنظمات بالإنضمام الى الهيئآت الدولية لمحاولة الإستفادة من الخبرات العالمية في مجال رعاية المسنيين وأملاً في الحصول على الدعم الدولي المناسب لشيوخنا .
    الحكومة ملزمة اليوم بأن لاتستثني المسنيين من كل قراراتها وتحاول بأي شكل من الإشكال الإستفادة من خبراتهم وقدراتهم في البناء والتدريب ودمجهم بالمجتمع فإن هرم الجسد فلازالت العقول تعمل ولازالت قابلياتهم الفكرية قادرة على إستنباط أشكال جديدة لمستقبلنا فقد نعجز نحن عنها ولكن عقولهم من صنعتنا وهي قادرة على تدخل طرفاً مهماً في معادلة مستقبل الوطن  ، فآمال وطموحات كبيرة أجل تطبيقها بسبب الازمات الاقتصادية والامنية ؟.
    عيننا اليوم على شيوخنا من الرجال والنساء ممن تدافعت بهم موجات النزوح ومع من تعثر منهم ليلقى حتفه.. نسأل الله لهم السلامة في يومهم العالمي .. ! .. عليهم منا السلام .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media