مسعود برزاني ..ودوران الزمان ..!!!
    الأثنين 10 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 19:46
    أ. د. حسين حامد حسين
    لم يعمد أي خائن عراقي للاساءة الى الوطن العراقي مثلما أساء مسعود برزاني وفي استماتة من اجل زعزعة اركان النظام الجديد. فبعد تجارب طويلة ومريرة ، اصبح العراقيون ينظرون اليه كأحد اكثر الساسيين المعبئين بأورام الاحقاد والضغائن ، وكمثال مستهجن وقبيح تأبى مروءة العراقيين الاحرار ان يكون أمثاله ينتمون للعراق وهم بهذا القدر من السخط على العراق والمجاهرة في الخيانة . واتحدى أي سياسي من الكثيرين من الاشرار ممن هم على شاكلته ، ان يأتينا بموقف واحد يمثل وقفة لمسعود لنصرالعراق !
    فتجارب مسعود برزاني المضنية مع الحكومة الاتحادية برئاسة السيد نوري المالكي على سبيل المثال ، لا تزال تداعياتها الى يومنا هذا تدين مسعود كاحد المتهمين البارزين عن اسباب نكسة احتلال داعش للارض العراقية الطاهرة. وباعتقادنا ، انه بعد القضاء على ضباع داعش باذن الله تعلى وتحرير الموصل الحدباء الغالية ، فيجب ان تعمد كتلة الاصلاح الوطنية الى اثارة موضوع اتهام مسعود وتعريته امام الجميع لكي يدرك العراقيون من عرب وكرد واقليات اخرى ، مقدار عمق ما يعانيه مسعود من شعور عارم بعدم الولاء للوطن وبالشعور بالضعف والهزيمة امام حكومات بغداد السالفة منها والحالية نتيجة الحروب مع الاكراد ، ألامر الذي جعل المهادنة بينه وبين هذا النظام الجديد قضية شبه مستحيلة لاصلاح الاحوال مع الاقليم مادام مسعود برزاني متواجدا فيه .
    فمسعود برزاني يرفض الاقتناع بأن هناك بونا شاسعا بين حكام بغداد الذين توالوا بالامس على الحكومات، واضطر البعض منهم اضطرارا للرد على القلاقل التي كان الاكراد يثيرونها ضد تلك الحكومات ومنذ عهد الملا مصطفى البرزاني ، وبين عهد المقبور الذي سعى للقضاء على الشعب الكردي برمته . ولكن مسعود الذي لم يبدي مبالات بشعبه بعد ان تحالف مع الدكتاتور ضد شعبه الكردي من اجل مصالح مسعود الشخصية والهيمنة على السلطة وحده ، وغير معترف بعهد جديد (على الرغم من خيانة وسفالة الكثير من سياسييه) ، لكنه على الاقل نظاما لا يفكر بالحروب والعدوان على الانظمة من جيرانه ، وان اهداف مجيئه كانت من اجل نصرة شعبنا وتطوير أوضاعهم الحياتية وتبنيه لدور سلمي في المنطقة وبناء عراقا حرا وترسيخ الديمقراطية الجديدة فيه . فهو نظام الغد المرجوا باذن الله تعالى والذي تم فرضه على الرغم من الطريقة المستميتة في مجيئه بعد عقود طويلة من الحروب والمأسي والحكم الدكتاتوري الذي قام على انقاض ملايين الجماجم العراقية التي بنى عليها نظام الطاغية الساقط  كيانه ذاك، ومع ذلك ، فمسعود برزاني من جانبه ، ألى على نفسه إلا أن يبقى ذلك العنصر المخرب والمتبني لاهداف الفوضى والفساد والتخريب والتحالف مع كتل سياسية شعية وسنية مخربة هي الاخرى وبدعم من انظمة خارجية معروفة الاطماع من اجل استمرار العراق ضعيفا مجزءا ، كالسعودية وتركيا وقطر والاردن ، عند ذلك، وجد مسعود ضالته في الابتزاز وتهديد الحكومة الاتحادية لكي لا يستطيع العراق الجديد من النهوض على قدميه . فمسعود لا يطيق رؤية العراق بخير بينما لا يزال يعاني هو نفسه من التبعية له.
    كما وعانى اخوتنا من الشعب الكردي من زعامة الملا مصطفى البرزاني وابنه مسعود تباعا، حيث سعى كلا الزعيمين المهوسان بالزعامة المطلقة والتي لا تسمح لسواهما من الاكراد الوطنيين الاذكياء لاخذ ادوارهم الوطنية ، فظلت الزعامة الكردية حكرا على الملا وولده من بعده، نتيجة اصرارهما من ان الشعب الكردي يتسم بالطاعة المطلقة لهما . نعم ، لقد كان الشعب الكردي في فترات بعيده يتسم بطاعة كبرى لملا مصطفى، ويعتبره القائد الروحي لهم ، ولكن ومع مرورالزمن ، اكتشفت القيادات الكردية ان الزعامة السياسية لشعبهم ستبقى حكرا على البرزاني وحده. فضلا عدم ايمان الملا ولا مسعود بالديمقراطية ، فضلا عن استمرار هيمنة لدول خارجية كاسرائيل وغيرها على القرار الكردي الوطني ضد الحكومات العراقية المتعاقبة وفرض استمرار الطاعة العمياء لرجل كالملا ، ألامر الذي خلق انقسامات في تلك القيادة الكردية ، كان من بينها انشقاق السيد جلال طالباني نتيجة الوعي أن الشعب الكردي لا يمكن ان يستمر في حياة التعاسة ان لم تبادر تلك القيادات لخلق قوى سياسية مؤثرة بديلة تنصف حياة الاكراد. وهكذا ، فقد بدأ عقد تلاحم القيادة الكردية انذاك بالانفراط . وكان مجيئ مسعود يرزاني خليفة لوالده ليبرهن هو الاخر ، انه اكثر شوفينية من ابيه وانه ليس سوى نسخة كردية من الحكام العرب . فهو اليوم لا يخجل حتى من وجوده غير الشرعي كرئيس لاقليم كردستان ، حتى بعد ان قرر الشعب الكردي معاقبته على سلوكه "كحرامي" أثرى على حساب فقرهم . 
    ولكن موضوع اساءات مسعود برزاني الى شعبه والشعب العراقي والتي برهنت بحكم عمق عدوانيتها ودوافع انتقامها وشراسة احقادها والرغبة بتدميرالاوضاع الجديدة ، فان كل ذلك لم يكن ليتيح لمسعود تلك القدرات العدوانية لولا علاقاته الوطيدة مع اعداء العراق في الداخل والخارج. فمواقف وافعال مسعود وجرائمه الكبرى ضد النظام الجديد ما هي إلا امتدادا لكراهيته للعراقيين . وتصدي مسعود للعراق وشعبه خلال الثلاثة عشرة سنة الماضية ، ليحيل حياتهم الى جحيم ، لم تكن بالنسبة اليه تمثل أي خيانة للوطن ولاخوته العراقيين العرب ، ولم يكتنفها أي وخز للضمير . فمسعود أساسا لا يعتبر ان العراق وطنه ، وان انتماءه للشعب الكردي فقط ، فكيف نرتجي من شخص كمسعود ان يتخلى عن (الكعكة) بهذه السهولة ، وهو الذي يعتقد نفسه خليفة للشعب الكردي بسبب ان قدمت عائلته خدمات كبرى لاسرائيل ولتركيا وحلفائها وفرضته زعيما للاكراد خلفا لابيه. فهذه المواقف "الطيبة" يجب ان تبقى ثمنا لزعامته ، تماما كما يفعل الحكام العرب ، والذين لا تنتهي زعامتهم الا بالموت، ليأتي ابناءهم من بعدهم .
    فمن اجل العودة الى الماضي القريب نستطيع ان نتذكر النظرة الاحادية الانانية المتسلطة على فكر ووجود مسعود من خلال ما كان يشعر به من غطرسة وعمى البصيرة ، حيث ان مسعود مستعدا لكل شيئ يمكن ان يفني به العراق من اجل اقامة الدولة الكردية وجعلها (كعكعة للتقسيم بين الاحزاب الكردية!!!) ، ومعنى ذلك حسب هذه النظرية ، ان الانسان الكردي الفقير الكادح ، سوف لن يكون له نصيبا منها!!
    فبعد عودة مسعود برزاني من احدى زياراته للولايات المتحدة في نهاية 2015، صرح القيادي الكردي رئيس الجماعة الاسلامية الكردستانية، السيد علي بابير ، قائلا:
    أن مسعود "يعتبر الدولة الكردية (كعكة للتقسيم) بين الاحزاب الكردستانية...!!!
    وأشار القيادي الكردي علي بابير، في مقابلة صحفية : (" في آخر مرة التقيت بها بارزاني لدى عودته من سفرته الاخيرة الى امريكا، وتحدث لنا بعدها انه، كان سعيدا ومتفائلا جدا بأن نستطيع شيئا فشيئا أن نعلن دولة كردستان، فجلب لنا مثالا وقال: إن الدولة الكردية لم تعد كما الكعكة المحاطة باسلاك ونحن غير قادرين على أن نمد ايدينا اليها، بل زالت تلك الاسلاك الآن ولم يبق سوى أن نجلب صحنا وسكينا وشوكة لنقطع بها الكعكة")...
    ولكن ولسوء حظ مسعود برزاني فانه لم يستطع ولن يستطع من تحقيق حلمه وجلب صحنه وسكينه وشوكته ليقطع بها كعكته الموعودة . ولكنه ، استطاع بدلا عن ذلك ، ان يمنح القيادات الكردية الحرة في الاتحاد الوطني وكتلة التغيير والكتل الاسلامية ، مبررات اساسية للتخلي عن زعامته بعد ان استمر هو وعائلته في "التهام" اموال بيعه النفط المهرب تعويضا عن "كعكة التقسيم بين الاحزاب" ، والتي يغص بها الان...! 
    يا سيد مسعود ، لقد أنهكتم شعبكم الجائع وأسأتم بشكل جائر على العراقيين جميعا بمواقفكم وسلوككم الذي لم تبقون شيئا منه ليشفع لكم في التعاطف معكم حيث امسيتم بلا رئاسة . لقد أتعبتم العراقيين وحرمتموهم من حياة كان يمكن ان تصبح كريمة لولا احقادكم ، فكانت النتيجة ، انكم خسرتم تعاطف شعبكم والعراقيين معا. وما تنازلكم بالمجيئ على رأس وفد حزبي الى بغداد ، سوى النتيجة المتوقعة لرجل لم يعد يمتلك سوى حزبا نتوقع له الانهيار في المستقبل. لقد تماديتم كثيرا بغطرستكم وغروركم واستخفافكم بالحكومة الاتحادية وبشعبنا والشعب الكردي ومحاولاتكم لتزوير حقائق التأريخ والجغرافية في استيلائكم على الاراضي العراقية ، واعتقادكم أن الزمن لا يستطيع الانتقام من الظالمين أمثالكم ، أو الذين لا يعبؤون بالتفكير بمصائرهم ، والامثلة لا تعد ولا تحصى عن هؤلاء المقبورين.
    فلله الحمد وحده ، بعد الغطرسة والغرور وتلك الصرامة والاعتداد بالنفس لديكم يا مسعود برزاني والتي كانت على حساب الحق وألألام شعبنا ، نجدكم اليوم قد أل بكم المأل انكم زرتم بغداد على رأس وفد حزبي ، وقد تعاملت معكم الحكومة الاتحادية كأي رئيس حزبي سياسي اخر . بينما كنتم تمنون النفس عند زيارتكم لبغداد ان يفرش من اجلكم البساط الاحمر ، فهل أدركتم أن ذلك كان عهدا ساد وباد ، وانتهت معه الاماني الباطلة التي سادت سلوككم نتيجة لعدم مخافة الخالق تعالى ، والغرور وفساد النوايا؟
    حماك الله يا عراقنا السامق...    

    hussein726@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media