شعيرة التطبير ما بين الجواز الفقهي والرفض السياسي
    الثلاثاء 11 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 16:21
    خضير العواد
    شعيرة التطبير لم تكن وليدة الساعة ولا نتاج الظرف الحالي ولم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن البحث العلمي والرأي الفقهي ، بل هي شعيرة ولدتها المواقف الشرعية ومحصها البحث العلمي لسنوات طويلة فنتج كم هائل من أراء فقهائنا العظام وفتاويهم المقدسة في هذه الشعيرة ، فقد أكد زعماء الحوزة العلمية كالسيد المجدد الشيرازي والمحقق النائيني والشيخ الشيرازي والسيد أبو الحسن الإصفهاني والسيد عبد الهادي الشيرازي والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي على جواز القيام بهذه الشعيرة بالإضافة الى أغلب مراجعنا العظام السابقين ومن نعاصرهم اليوم كالسيد الروحاني والسيد صادق الشيرازي والشيخ وحيد الخرساني والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ فياض والشيخ بشير النجفي ، وفي مقابل الجواز الفقهي الذي يمثله أغلب فقهاء ومراجع المذهب نلاحظ موقف سياسي وحكومي رافض لهذا الموقف بل يشن حربا شعواء ويستعمل كافة الاسلحة (كالتهم والتلفيق والتسقيط والكذب والتهديد بالإضافة الى العقوبة) التي يريد منها تدميروإلغاء الموقف الفقهي الرصين الذي يعتمد على علوم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وهذا جميعه يخالف مبادئ مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي يعتمد على الإجتهاد والذي ينتج منه تعدد الأراء الفقهية في بعض المسائل ، وجميع هذه الأراء محترمة ويحق لعوام الناس العمل بها طبعاً حسب شروط التقليد التي أمر بها الشارع المقدس ، ولكن المواقف السياسية تختلف كلياً عن الأراء الفقهية ،لأن هذه المواقف تعتمد على فكر وثقافة المنظر أو الحزب أو القيادات السياسية المتصدية وما تحمله من ثقافة مختلطة علمانية وغير علمانية هدفها الأول السيطرة على الساحة من خلال قولبة أفكار وأراء حتى يتقبلها أكبر عدد من الناس ، أي قبول الناس تكون غاية الإتجاه السياسي بجناحيه الحزبي والحكومي وليس الشارع المقدس كما هو الحال في الأراء الفقهية لمراجعنا العظام ، وهذا ما يؤكد عليه من خلال طرح موقف الأخر الرافض لشعيرة التطبير ، ونتيجة حمى الأنانية الحزبية والسلطوية تغيب بعض الحقائق عن قيادات هذا الخط الذي عاش أو لمس بنفسه كيف حاربت أغلب الحكومات الظالمة هذه الشعيرة ولكنها بقت صامدة بل يزداد عدد العاملين بها في كل عام نتيجة الأدلة الشرعية التي تسند عليها وتدعم بقاءها ووجودها ويظهر ذلك جلياً من خلال فتاوي مراجعنا العظام في جوازها ، وهكذا فإن الرفض السياسي لا يمكن له أن يصمد أمام الجواز الفقهي لانه يعتمد على مقبولية الناس لا الشارع المقدس.

    خضير العواد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media