الموصل والسؤال المر...
    الأربعاء 19 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 19:55
    حسن حاتم المذكور
    العراق على ابواب الموصل يتحسس ذاته من هو واين كان ثم يتقيأ انتكاساته لينتصر عسكرياً على الدواعش وسياسياً في بغداد واربيل وباقي المحافظات المسبية, وثقافياً في الوعي العراقي, العراقيون يبحثون في التاريخ عن ذاكرتهم وتراثهم وانجازاتهم المعرفية ويعيشون مواجهات اخرى على حواضن النكبة وتمدد ظلمتها على كامل جغرافية العقل العراقي.

    حراك وطني يتصالح فيه العراق مع نفسه, مكونات متآخية حول مشتركاتها من داخل جبهة الأصلاح والأتحاد الوطني وحركة التغيير واخرون اعادت الأنكسارات المريرة صياغتهم من داخل كتلة التحالف الوطني, تيار وطني من داخل السلطة التشريعية يعيد تنظيف العملية السياسية من فساد وارهاب مكوناتها وعبر عملية استئصال استجوابية ترمي غير النافعين في مستنقعات فضائحهم.

    فجر جديد يشرق من دماء محرري الموصل يضمد جراحات التمزق والفرقة في الجسد العراقي, حشد شعبي توحدت فيه جميع مكونات المجتمع العراقي, بعد الأنتصار وفي اول فرصة للمراجعة سيغتسل من قيادات طائفية تطفلت على انجازات دمائه كأذرع اختراقات تمتد عابثة من خارج حدود السلامة الوطنية, قوات بيشمرگة تعمل على أكتمال عراقيتها من داخل ساحات التحرير وفي دماء شهدائها ستغتسل من ماض ما كان يوماً من صنعها, جميع المكونات الأخرى كبيرها وصغيرها التحقت افواجها وحشد عشائرها في ساحات المواجهة تدافع عن وطن مشترك, هذا هو العراق الذي ما كان جديداً فأصبح.

    كائنات وكيانات العملية السياسية تفكر آمنة بفرص تحاصص نصراً ستحققه دماء الشهداء, انهم وبضمائر معطوبة يتوافقون على حصص تتناسب وحجم الحق الأنتخابي بوزارات سيادية ونفعية يحتلها حبربشية العائلة والحزب والعشيرة, كمن يعيدون سبي المسبي في هدنة مع الفساد, هكذا يفكرون لا كما يفكر المواطن بوطنه, هم في الواقع لا يمثلون اكثر من فضلات خدعة الأستيلاء على اصوات الأبرياء في عملية استغفال لن تتكرر.

    حول الموصل وغداً من داخلها ستمتد اذرع الأختراقات ومشاريع الأطماع الخارجية ونزاعات طائفية مؤجلة تعلن عن نفسها توافقات ودسائس سرية, لكن ورغم كل الأحتمالات غير السارة هناك حول وفوق دسائس الخذلان ارادة شعب يتوحد حول وطن ينهض من الموصل وسينتصر في جميع المحافظات العراقية وستلتقي جميع المكونات والطوائف والمذاهب والأعراق حول وداخل خيمة المشتركات الوطنية, انها مرحلة تطوي ستائر ظلام نكبتها وترحل يطاردها عراق يشرق من جديد.

    ستتحرر الموصل بدماء العراقيين وعلى جسدها جراح نكبتها بأهلها وعرضها وبيئتها وبنيتها وتاريخها وتراثها ومعالمها والمتبقي من اضلاعها وعلى طرف لسانها السؤال المر: من فتح الأبواب ومن ادخلهم وسلّمني اذن ـــ من ـــ ؟؟؟؟؟.

    19 / 10 / 2016
    Mathcor_h@yahoo.de
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media