عمار الحكيم حكيم القول والفعل
    الخميس 20 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 03:45
    ناهض العسكري
    "كنا ننادي لو اتبعوا الحكيم لأصابوا القرار الحكيم"
    لعل سائل يسأل ماذا قدم الحكيم للتحالف؟ وماهي النتائج والمعطيات التي خرج بها الحكيم في زعامته للتحالف؟ وماهو دوره المؤثر بين الاطراف والمكونات السياسية ؟
    كل المتابعين للوضع السياسي العراقي على مدى الفترة الماضية شاهدوا انحدار العملية السياسية وتدهورها ومدى توسع الفجوة بين السياسيين؛ شيعةً، وسنةً؛ عرباً واكراداً؛ احتدم الخلاف بين المكون الواحد، الشيعة، السنة، الاكراد وصل الى حد التناحر، والاستهداف السياسي وكيل التهم للبعضهم البعض وعلى منصات الاعلام.
    ولم يكن هناك من يسعى الى ردم الصدع الموجود بينهم؛ حتى جاءت الخطوة الجريئة والشجاعة وفي التوقيت المناسب من التحالف الوطني والذي كان ينعت (بالتخالف الوطني) على ايكال مهمة زعامة التحالف الى السيد عمار الحكيم والذي عمل منذ اليوم الاول الى جمع شتات السياسيين الشيعة اولاً، وتوحيد كلمتهم؛ فتعالت الاصوات من الغالبية العظمى من سياسيين،ومتابعين، واعلاميين، بالابتشار لما اقدم عليه التحالف من خطوة جيدة بالاتجاه الصحيح لتزعم الحكيم التحالف وذلك لقربه من كل الاطراف السياسية لثقتهم به وبطرح المشاريع الواقعية التي يمكن ان تطبق على ارض الواقع والتي ينادي بها دائماً.
    عمل السيد الحكيم لإيقاض التحالف الوطني من سباته العميق الذي طال مدته الى اكثر من ستة سنوات تقريباً؛ فحاول تقريب وجهات النظر، وتذليل المشاكل المتعمقة بينهم، وسعى بكل جهده الى اعادة التيار الصدري الى صف التحالف والذي ابتعد كثيراً عنه؛ بالاستماع الى مطالبهم التي لم تختلف كثيراً عن مطالب المجلس الاعلى في الاصلاح. والتقى بالسياسيين السنة وقادتهم والاتفاق على خارطة عمل صحيحة يسير عليها البلد نحو الاصلاح.
    وبخطوة جبارة اجتمع مع الاكراد (مسعود برزاني) بعد لقائهم برئيس الوزراء السيد حيدر العبادي؛ واتفق معهم على حل المشاكل والخلافات العالقة بينهم وبين بغداد وكانت النتائج ملموسة على الواقع؛ بحيث تم الاتفاق على الكثير من النقاط العالقة واهم تلك النقاط اشراك البيشمركة في تحرير الموصل وتحت قيادة عمليات مشتركة وتحت اوامر الحكومة الاتحادية ولم تسجل اي خلافات تذكر اطلاقاً.
    والتقى بقادة الحشد الشعبي واجتمعوا تحت خيمة التحالف الوطني، وتقريب وجهات النظر وتم حصد الثمار وهي اجتماعهم مع السيد مقتدى الصدر بعد خلافات طويلة وعميقة بين المجتمعين حيث كانت اول اجتماع يسجل لهم، وكانت الفرحة واضحة على وجوه المجتمعين،
     نعم كان حكيماً بمعنى الكلمة لم يترك طرف من الاطراف منعزلاً ولم يتغاضى عن المشاكل الدائرة بين الفرقاء.

    والقادم هو الافضل حسب المعطيات؛ مع رغم وجود الاحباط واليأس لدى بعض المواطنيين؛ بسبب مشاكل البلاد والفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة وضعف دور البرلمان ودور الحكومة.
    ولكن كلنا امل بالسيد عمار الحكيم لثقتنا به، وسعيه الحثيث المتواصل في انتشال البلاد من الضياع، واصلاح ما يمكن اصلاحة في ظل الفترة القليلة المتبقية من عمر الحكومة الحالية، ولم يتحقق هذا الامل والطموح الا بتكاتف كل الاطراف السياسية شيعةً وسنةً عرباً واكراداً والسعي الحقيقي الى اصلاح وضع البلاد.

    nahud78@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media