حَشْدُ الفَتْوى أَفاضَ بِمَعْنَوِيّاتِهِ عَلى القُوّاتِ المُسَلَّحَةِ.. أَلْجُزْءُ آلْثّانِي وَآلْأَخِيرِ
    الخميس 20 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 03:49
    نزار حيدر
               لِمَوْقِع (بَوّابَةُ آلٍعَيْنِ) آلْإخْبارِيَّةِ آلإِلِيكِتْرُونِي*؛

       السُّؤال الثّالث؛ ما الذي يُميّز الجيش العراقي الآن عمّا كان عليهِ قبل سنتيَن عندما سقطت الموصل بيد الارهابيّين لنتفاءل هذه المرّة بالانتصارِ الاخير؟!.

       الجواب؛ اذا أردنا ان نعرف الفرق الذي حصل في العامَين المنصرمَين، فعلينا ان نتذكّر حال القوّات المسلّحة العراقيّة وقتها وما هو عليها اليوم.

       ١/ قبل عامَين أُصيب الجيش العراقي بنكسةٍ نفسيَّةٍ وإِنهيارٍ معنويٍّ واسع، لأسبابٍ عديدةٍ، ولذلك لم يصمُد أَمام هجمات عدّة مِئات من الارهابيّين المسلّحين في عدّة مُحافظات منها الموصل الحدباء، لدرجةٍ انّ الارهابيّين اقتربوا من أسوار العاصمة بغداد وراحوا يهدّدون باقتحامِها وإسقاطِها وبالتّالي تهديد بقيّة المحافظات الجنوبيّة فضلاً عن الشماليّة (إِقليم كُردستان).

       في هذه الّلحظة التّاريخيّة تحديداً كان العراقيّون على موعدٍ من فتوى الجهادِ الكِفائي التي أَصدرها المرجع الاعلى في النّجف الأشرف والتي أوقفت الانهيار النّفسي والرّوحي والمعنوي أَوَّلاً وقبل كلِّ شَيْءٍ، ومن ثم حوّلت حالة الدّفاع الى هجومٍ واسعٍ وشاملٍ من خلال حالة التّعبئة الشَّعبيّة العامّة والشّاملة ليقف العراقيّونَ جميعهُم الى جانب قوّاتهِ المسلّحة التي بدأت تتعافى من الانهيار المعنوي عندما رأت انَّ الشّارع كلّهُ هبَّ هبَّة رجُلٍ واحدٍ ليس ليحمل السّلاح فقط ويعبئ نَفْسَهُ عسكريّاً دفاعاً عن البلد، وانّما ليحقق النَّفِير العام وعلى مُختلفِ المستويات.

       ولقد كانت للتّعبئة الشعبيّة العسكريّة التي لبّت نداء فتوى الجهاد الكفائي دوراً محوريّاً ومِفصليّاً في ضخِّ شُحنةٍ كبيرةٍ جداً من المعنويّات للقوّات المسلّحة العراقيّة، وهذه هي الميزة الأولى التي يتميّز بها الجيش العراقي اليوم عمّا كان عليه الحال قبل سنتَين، فالقوّات المسلّحة العراقيّة الباسلة تُقاتل الآن في معركةِ الموصل بمعنويّاتها العالية أَولاً وقبل كلِّ شَيْءٍ، وكما نعرف فانَّ المُنتصر في ساحات المعارك هو الذي يتمتّع بمعنويّاتٍ عاليةٍ وليس الذي يمتلك السِّلاح والعِتاد.

       انّ فتوى الجهاد الكِفائي كانت ولا تزال السّبب الرّئيسي والمباشر لكلِّ هذه المعنويّات العالية التي نلمسها اليوم في قوّاتنا المسلّحة الباسلة، ولذلك فالحال الآن لا يمكن أَبداً مقارنتهُ بالحالِ قبل سنتَين.

       طبعاً يُقابلُ هذه المعنويّات العالية إِنهياراً كاملاً في معنويّات الارهابيّين ومن يقف خلفهُم من أنظمة وجماعات وعلى رأسهم نظام (آل سَعود) الارهابي!.

       ٢/ قبلَ عامَين شلَّ الفساد المالي والاداري المؤسّسة العسكريّة والأمنيّة برُمَّتها، فالمواقعُ القياديّة الرئيسيّة فيها كانت معروضةً للبيع لمن يدفع أَكثر لمكتبِ القائدِ العام السّابق الذي أَطلق يد نجلهُ الأَكبر ليعيثَ فِيهِ فساداً مع ثُلَّةٍ فاسدةٍ من القيادات الأَمنيّة والعسكريّة!.

       كما ابتُليَت المؤسّسة بصفقاتِ التّسليح الفاسدة التي كان يُشرفُ عليها القائد العام السّابق مباشرةً ومعهُ زمرةً من القياداتِ العسكريّةِ الفاسدةِ، خاصَّةً في دورتهِ الدُّستورية الثّانية عندما كانَ بالاضافةِ الى كونهِ القائد العام للقوّات المسلّحة فهوَ وزير الدفاع والدّاخليّة والأمن الوطني و...الخ.

       فضلاً عن [جيشِ الفضائيّين] الذي كان يحومُ حولَ المؤسّسة العسكريّة من دونِ أَن يكونَ لهُ ايَّ واقعٍ على الأَرْضِ، وهو [الجيشُ] الذي كان يُحَمِّل المؤسّسة العسكريّة ميزانيّةً باهضةً تبيّن فيما بعد أَنَّها كانت تصبُّ في جيوبِ القائدِ العام والزُّمرة الفاسدة حولهُ وهي ضمنَ الفسادِ المالي الذي كان يتستّر عليهِ الموما اليهِ والزُّمرة الحزبيّة التي كانت تلتفّ حولهُ مستفيدةً مِنْهُ ومستفيداً هُوَ مِنها.

       خلال العامَين المنصرمَين شنَّ القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس مجلس الوزراء الدّكتور العبادي حملةَ تطهيرٍ واسعةٍ في صفوفِ القيادات الامنيّة والعسكريّة فصفّى القياداتِ الفاسدةِ وضخَّ دماءً جديدةً في المؤسّسة العسكريّة والأمنيّة من القيادات الشابّة الكفوءة والنّزيهة هي التي قادت المعارك الاخيرة وحقَّقت الانتصارات الباهرةِ الأخيرةِ في الحربِ على الارْهابِ.

       ٣/ كما انَّ لاعادةِ النّظر في الخُطط العسكريّة وهيكلة القوّات المسلّحة وكذلك تحديث برامج التّدريب والتّسليح، الذي شهدتهُ المؤسّسة العسكريّة خلال العامَين المنصرمَين، انَّ كلّ ذلك لهُ دورٌ فعّالٌ في تحديثِ الجيش العراقي على مُختلفِ المستويات.

       وبذلكَ يُمْكِنُ القولُ انَّ جيشاً جديداً يُقاتلُ الآن في معركةِ الموصل الحاليّة، جيشاً يتمتّعُ بمعنويّاتٍ عاليةٍ جداً وبقيادةٍ وإِنضباطٍ وتدريبٍ وتسليحٍ جديدٍ بكلِّ معنى الكلمةِ، ولهذا السّبب لا معنى ابداً للمقارنةِ بين جيش القائد العام السّابق للقوّات المسلّحة وجيش القائد العام الحالي.

       ولكلِّ ذلك يرى العراقيّون أَنَّ النّصرَ قاب قوسَين أَو هو أدنى منهم باْذن الله تعالى.

       *مُلَخَّص الحِوار الذي أَجراهُ عِبْرَ الهاتَف الزّميل مُحمَّد علي حسَن مُحَرِّر شُؤون الشَّرق الأوسط في الموقعِ.

       ١٩ تشرين الاول ٢٠١٦

                           لِلتّواصُل؛

    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media