معارك نينوى..حماس العبادي صحيح وصائب والأميركيون يبالغون كثيرا بالصعوبات.. كيف نرى الصورة؟
    الخميس 20 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 07:43
    وفيق السامرائي
    خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغترب
    [[article_title_text]]
    اضغطوا على الدواعش نفسيا سيهربون أسرع، ولم تعد لديهم أي مفاجآت، وستكون المعارك أسهل من كثير من المعارك الرئيسية.

    نلاحظ حماسا قويا واندفاعا واضحا لدى القائد العام العبادي في اصراره على تحرير مدينة الموصل وكل المحافظة بأسرع ما يمكن، وعدم تأثره بتقدير الموقف الأميركي من أن عمليات تحرير الموصل (صعبة)، وهو موقف يسجل له.

    تجربتنا مع الأميركيين خلال حرب السنوات الثماني ضمن تعاون الاستخبارات، وفي حرب الكويت كطرف مقابل، تشير إلى أنهم يبالغون، وأحيانا يبالغون كثيرا، في تقدير قوة العدو، مثلما بالغوا بتوقع أكثر من مليون نازح، طبعا عدا السابقين. ومع عدم جواز الاستهانة بالعدو فالمبالغة تؤدي الى تعقيدات في إتخاذ القرار وتعطي العدو فرصا ينبغي أن لا تعطى له. وهذا جزء من سياقات أعمالهم. لكن المهم أن يسير العراقيون وفقا للمعطيات التي يرونها.

    واقع الحال: الدواعش كسرت شوكتهم، وفقدوا المبادرة، ومهزومون، وأعدادهم قليلة، وإمداداتهم شحيحة، وأصبحوا بين فكي كماشة، فك في سوريا وآخر في العراق، وتكبدوا خسائر مدمرة، وأهلهم هزموا معنويا وسياسيا واستنزفوا اقتصاديا وقانونيا.

    على الجانب المقابل: قدرات العراقيين أصبحت كبيرة للغاية، ولم يزج من التشكيلات القتالية حتى الآن إلا نسبة قليلة (جدا)، ويحتفظ العراق بقوة ضربة معقبة كبيرة.

    كل ما يقال عن العبوات والأنفاق والخطوط الدفاعية والسواتر والنيران الداعشية مبالغ فيه بصورة غير معقولة، وسترونهم كيف يهربون. وحتى لو قاوموا في بعض المناطق المبنية استغلالا لعدم استخدام القوات لأسلحة ثقيلة لتقليل الضرر عن المدنيين، فالنصر محسوم.

    تابعت كل المعارك خلال الحرب وفق معلومات دقيقة، فلم ألمس ضعفا بين الدواعش كما هم الآن.

    سنرى الموصل حرة قريبا، ويفترض أن نراها بلا الخونة السابقين الذين تسببوا في سقوطها.

    ومن الضروري أن لا يسمح للدواعش بالهرب، لأن هروبهم يلحق الضرر بالعراق وأمن العالم.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media