مركز للقرار ام خنجر في خاصرة الاتحاد الوطني الكردستاني
    الجمعة 21 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 06:04
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    يتعرض الاتحاد الوطني الكردستاني مرة اخرى لمخاطر الانقسام. فظهور تيار (مركز القرار) بقيادة نائبي السكرتير العام كوسرت رسول و برهم صالح يعتبر تحديا للوضع القائم في الاتحاد ويسوق الاتحاد نحو المجهول. رغم ان هذه الحالة ليست الاولى في تاريخ الاتحاد الا انها اخطر من سابقاتها ذلك لأن وجود مام جلال انذاك كان عاملا حاسما لتمكين الاتحاد من التغلب على تداعيات الانشقاقات التي حدثت داخل صفوف الاتحاد وابرزها انشقاق حركة (راية الثورة) عام 1985 وحركة التغيير عام 2009.

    بين تيار مركز القرار في بيانهم الاول اهم نقاط  اعتراضاتهم ويمكن تلخيصها في نقطة واحدة وهي معارضة هيمنة السيدة هيرو ابراهيم احمد على زمام اغلب امور الاتحاد وتمتعها بصلاحيات تفوق درجتها الحزبية. فهي ليست سوى عضو في المكتب السياسي بيد ان سلطتها داخل الاتحاد تفوق صلاحيات نائبي السكرتير العام (مام جلال). والحق يقال ان السيدة هيرو اكتسبت مكانتها كاستحقاق لنضالها جنبا الى جنب البيشمركة في خندق المقاومة ووقوفها الى جانب زوجها (مام جلال) معرضة حياتها للخطر عندما كانت فرق اغتيالات النظام تلاحقهما اينما حلوا. هذا بالاضافة الى انها من ناحية االاسبقية في عضوية الحزب فهي اقدم من كوسرت و برهم. ولعل اعتراضات انصار مركز القرار لا تركز على دور السيدة هيرو فحسب بل تشمل اخرين من العائلة من الذين تعاظمت ادوارهم دون ان اية مستحقات تذكر في سيرتهم الذاتية عدا وثيقة الانتماء للعائلة!!

    ومن جانب اخر فان مستحقات الخندق لا تقتصر على السيدة هيرو لوحدها فان قادة عسكريين بارزين من تيار مركز القرار من امثال كوسرت رسول ومحمود سنكاوي و شيخ جعفر و حاكم قادر..واخرين، فقد كان لهؤلاء دورا كبيرا في قيادة الكفاح المسلح لبيشمركة كردستان. واذا حاول احد الطرفين الحصول على امتياز استخدام اسم و شعار الاتحاد الوطني الكردستاني حصرا لهم، عن طريق اللجوء الى المحاكم فان من الصعب على القاضي ان يصدر قراره لصالح احدهم. مع ان الحظ الاوفر قد يكون لصالح العائلة لوجود مام جلال حيا.

    لقد وصلت الخلافات بين التيارين حدتها، فانصار مركز القرار متعنتون في موقفهم لا يبدون اية مرونة تجاه دور هيرو وهي تمثل العصب الحساس في قيادة الاتحاد. و في المقابل يرى انصار تيار هيرو بان (مركز القرار) بمثابة خنجر في خاصرة الاتحاد وهو موجه من قبل اطراف خارج الاتحاد.

    الامال معقودة على عودة كوسرت رسول الى صفوف الاتحاد اذا ما اقدم المكتب السياسي على عرض امتيازات اكبر له. وقد ابدى المجلس القيادي للاتحاد في اجتماعه الذي انعقد في 15-10-2016 عرضا مغريا لكوسرت اذ جاء في البيان (ضرورة تفعيل دور مناصب واجهزة الحزب ابتداء من منصب نائب السكرتير العام..) وتلك اشارة الى منح مزيد من الصلاحيات لكوسرت على حساب تقليص جزء من صلاحيات العائلة. بالاضافة الى منح كوسرت دور الاشراف على الاجتماع القادم للمجلس القيادي.

     اما عن برهم صالح فمن الصعب ان يعود الى داخل اسوار الاتحاد. فيبدو انه يسوق الجهود نحو القطيعة. لكونه لا يثق بالقوى من داخل حزبه التي منعته من استلام مقعد رئاسة جمهورية العراق. وعليه فانه لا يرى اية منفعة شخصية في عودته الى قلعة محاطة بالاسوار الحمراء تتربصه ابصار تسعى للاطاحة به اينما توفرت الظروف الملائمة لها.. وعليه فانه يفضل المجازفة بمستقبله السياسي على العودة الى السرب مهمشا, فأما ان يفوز او يهاجر الى الغربة. ويبقى سؤال محير يدور في الاذهان وهو، بمن يستقوى برهم؟ ما الذي يدفع كوسرت رسول بالتضحية بمكانته و منصبه في انضمامه لتيار مركز القرار؟ وهل تلقى برهم ضمانات من جهة لها الباع الاطول في ادارة امور العراق و اقليم كردستان، ليغري به كوسرت ؟ واللبيب بالاشارة يفهم!!
     
    جمال فاروق الجاف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media