الامام الحسين يخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة ..!!!(6)
    الجمعة 21 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 13:51
    هلال آل فخر الدين
    قال تعالى :( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)ال عمران :139

    جاء في تفسير الطبري : وهذا من الله تعالى ذكره تعزيةٌ لأصحاب رسول الله (ص)على ما أصابهم من الجراح والقتل بأحد.
    قال: (ولا تهنواولا تحزنوا)، يا أصحاب محمد، يعني: ولا تضعفوا بالذي نالكم من عدوكم بأحد، من القتل والقروح - عن جهاد عدوكم وحربهم.
    عن الزهري قال: كثرفي أصحاب محمد (ص) القتلُ والجراح، حتى خلص إلى كل امرئ منهم البأسُ، فأنـزل الله عز وجل القرآن، فآسَى فيه المؤمنين بأحسن ما آسى به قومًا من المسلمين كانوا قبلهم من الأمم الماضية، فقال: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنم مؤمنين ) إلى قوله:( لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) .
    عن قتادة، قوله: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )، يعزّي أصحاب محمد (ص) كما تسمعون، ويحثهم على قتال عدوهم، وينهاهم عن العجز والوَهن في طلب عدوهم في سبيل الله.
    عن ابن عباس قال: أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل، فقال النبي (ص): اللهم لا يعلُون علينا ". فأنـزل الله عز وجل: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "

    فبعد خسارة معركة احد وشهادة 70 من الصحابة الصادقين وانهزام جموع الصحابة ولم يبقى مع النبي (ص)الا انفار منهم سيد الفتيان الامام علي وابو دجانة ..قال النبي (ص): اللهم لا قوة لنا إلا بك، وليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر "!. فذلك قوله: " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ".
     النظرية القرانية والمفهوم الالهي يؤكد ان خسارة معركة يجب ان لايفل في عضد المؤمنين الصادقين وبل تكون حافزا للصمود ومواصلة الجهاد فهم الاعلون وما النصر الا من عند الله  ..

    زينب شريكة للحسين في نهضته

    وهذا النهج الرسالي صمم عليه الحسين وكانت شريكته باخطر المواقف اخته زينب حتى استشهاده (ع).. ومن بعده حملت لوائه فريدة النساء ووحيدة الثبات واسوة المقاومة التي جعلت من خسارة معركة الطفوف انتصارا ساحقا للاحرار وفتحا مبينا للاسلام حتى اصبحت رمز التحدي واسطورة انثى
    زينب رمزا لنساء الطف اسوة الوعي وقمة التضحية

    كان للنساء دورمهم وواضح  في صياغة مواقف وقفها رجال وأولاد وأبناء غيروا وجه التاريخ، وامتازت نساء الطف اللاتي شاركن الحسين بثورته، بالتفرد وبكل مافي معانى الاسوة من رفيع المنزلة وبلوغ القمة تاريخيا في كربلاء في تلك الادوارالمتميزة ، وتألقن في آفاق الإنسانية لتخلد بخلود المواقف الملحمية ، فأصبحت نساء الطف المثل النسوي الذي جسد المبادئ الإسلامية. فانتصرت المرأة في كربلاء أكثر من مرة.. مرة للحق باعتبار أن موقف الإمام الحسين (ع) كان موقفاً عادلا، ومرة للإنسانية، لأن رسالة الحسين (ع) كانت من أجل الإنسانية، ومع أن المرأة الرسالية مارست دوراً رائداً في واقعة كربلاء، إلا أن التاريخ لم يعكس على صفحاته ماجسده ذلك الدوربحجمه الحقيقي على الأرض، فسجلت المرأة في معركة الطف أدواراً متميزة في مشهد النصرة والفداء كانت من أنصع الصفحات وأكثرها إشراقاً في التاريخ الرسالي، وقد جاوزت المرأة في ذلك طبيعتها المعتادة في الحرص على وسلامة أبنائها وأزواجها وتمني دفع الغوائل عنهم إلى الحالة الأسمى من الوعي والقناعة بالتضحية بدفع الأبناء والأزواج معاً إلى سوح الوغى وحثهم على الصمود والبسالة فيها، وتقبل استشهادهم فيها بالرضا والاطمئنان!.

    ولم تلق من قبل الباحثين والكتاب والخطباء وكأنها عنصر هامشي في هذا الموقف الخطير.

    زينب المضطهدة اعجاز بشري واسطورة انثى

    قامت النهضة الحسينية على صرحين : الاول زينب بفضح الظالمين في عقردارهم الثاني:علي بن الحسين ببيان المظلومية

    اولا :زينب الصرح الاول لبقاء واستمرارالنهضة الحسينية ..تقريع المنافقين وفضح الطغاة وافحام الظالمين في عقردارهم .!!!

    فالاسيرة زينب شتت شمل الجمع وهزمت القوم وولوا الدبر

    للعقيلة زينب خطب ومواقف كثيرة زلزلت النظام والهبت روح المقاومة وايقظة الامة من سبتها ..ما لم تقم بها انثى لامن قبل ولا من بعد اطلاقا بل هي مستعصية على اشد الرجال قوة واكثرهم بأسا واكفائهم حنكة واقدرهم حكمة سياسية:

    زينب رضيعة العصمة ووريثة الحسين والمطالبة بدمه

    1-لم تخرج زينب الا ليلا

    ان معادن الاشخاص تفرزها جلائل الخطوب وتكشفها عظائم الاحداث فتميط الثام عن عظيم كفاءاتهم ورفيع ملكاتهم القيادية، كما أوضحت السيدة الخالدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها..

    لم ترتعد ولم ينتابها الروع اوالوجل لهول توحش جحافل جيش اوباش (الشجرة الملعونة) وضخامة الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين (ع) واخوتها واهل بيتها وأنصارهم ..واحراق خيامهم ونهبهم ..حيث تنفي مصادر خروجها نهارا ..فخرجت والهيبة والوقار يجللها نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غيرعابئة بالأعداء المدججين بالسلاح، فلما وقفت على جثمان أخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين وهي تراه جثة بلا رأس مقطع إرباً إرباً، فالكل كان يتصورأنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هزأعماق الناظرين، فأمام تلك الجموع الشاخصة بأبصارها إليها جعلت تطيل النظر إليه فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة :(اللهم تقبل منا هذا القربان).

    2- لاؤل مرة انثى وريثة لثورة وصاحبة الدم المطالبة به  ..

    ويقال ان فخرالمخدرات زينب خرجت عند مصرع اخيها الحسين وخاطبت قائد الجيش الاموي عمر بن سعد ،حتى بكى ..!فلا ادري ممن بكائه الهول هزة استفاقة الضميرلفادحة جنايته وعظيم ما اجترحه من جرم لايغتفر ؟! ام لهول المأسات وبالغ الكارثة ؟!

    فموقف زينب هذا وتقريعها لعمرابن سعد وهو في نشوة انتصاره وعنفزان غطرسته وامام جحافل عساكره وفي تلك الحظات وأهلها مجزرين كالاضاحي وحماتها مقطعي والعدى محيطين بهم متهيئين الافتراسهم وحرق مخيمهم وولاتسمع الا عويل الارامل وصهيل الخيل وصكصكت الاسنة ..فتجمع كل تلك الكوارث التي تهد الجبال الراسيات على زينب فواجهتها بثبات وشجاعة فزع منه الاعادي فهي غير مكترثة بحشود هم وغير وجلة لتوحشهم ولا منكسرة لكثرتهم ..بل صعقتهم بموقفها وخاطبتهم بكل شمم واباء وعزة وكبرياء تحملهم وزرتلك الجريمة النكراء التي تلطخت يديهم  بها واذا زينب (امة في امرأة )...فاصبحت رضيعة العصمة الوريثة لثورته وصاحبة الدم المطالبة به  ..

    فقد ذكر الطبري عمن حظر المعركة قوله : فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه –أي الحسين- ولا أجرأ مقدما والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله إن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب قال فوالله إنه لكذلك إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أخته ...وهي تقول ليت السماء تطابقت على الارض وقد دنا عمر بن سعد من حسين فقالت يا عمر بن سعد أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه قال فكأني أنظر إلى دموع عمر وهى تسيل على خديه ولحيته قال وصرف بوجهه عنها ..انظرالطبري 4 - 345 !! . ثم نادى شمر ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل ..الخ .

                      ولوْ  كانَ  النّساءُ كمَنْ  فَقَدْنا             لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجال

                    وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ            ولا  التّذكيرُ  فَخْرٌ  للهِلالِ

    3-من المعلوم ان الاسيراو المسبي يكون واهن القوى خائرالعزيمة مضطرب الجنان خائف من مصيره .. لعظيم الصدمة وشدة اهوال الخطوب وتكالب زمرالعدوان ووحشية ال ابي سفيان الاوغاد ..لكن الملفت للنظرلحد الاعجاز ان تنطق زينب ابنت علي وكانها في عز امان سرادقها ومحاطة بحماتها وفتيان اهلها  ..وليست بين ايادي الجلاد ين وجلاوزتهم وفي جموع اجلافهم  

    الاسيرة زينب شتت شمل الجمع وهزمت القوم وولوا الدبر وجعلتهم ايدي سبأ في خطبة الكوفة :فأوْمَأَتْ لى الناس أن اسكتوا، فسكتوا

    فقالت الحمد لله، والصلاة على مُحمَّد، وآله الطاهرين.
    أما بعد! يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدروالمكر! أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة أو الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم. ا
    ألا وَهَل فيكم إِلاّ الصلف النَطِف؟ والصدر الشنف؟ وملق الإماء، وغمز الأعداء، أو كمرعىً على دمنة، أو كفضة على ملحودة.
    ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
    أتبكون؟ وتنتحبون؟ إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة؟ وملاذ حيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنتكم؟؟
    ألا ساء ما تزرون، وبُعداً لكم وسحقاً! فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بِغَضَبٍ مِنَ الله، وَضُرِبَتْ عليكم الذلة والمسكنة.
    ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أيَّ كبدٍ لرسول الله فريتم؟
    وَأَيَّ دَم لهُ سَفكتم؟
    وَأَيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انْتَهكْتُم؟
    وَأَيَّ كريمة لهُ أَبْرَزْتُم؟
    لَقد جئتم بها صلعاء، عنقاء، فقماء، خرقاء، شوهاء كطلاع الأرض ومِلئ السماء.
    أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ مَطَرَت السماء دما؟ وَلَعَذاب الله أَخزى وأنتم لا تنصرون، فلا يستخفنكم المهل، فإنَّه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوتَ الثار، وَإِنَّ ربكم لبالمرصاد.

    زينب فرضت هيمنتها فقلبت الموازين فقدحت اوارالانتفاضات واججت نيران الثورات
    و يقول الراوي: فرأيت الناس حيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخاً إلى جنبي يبكي قد بل لحيته بدموع عينيه، وهو يقول: بأبي أنتم وأُمِّي! شبابكم خير الشباب، وكُهولكم خيرالكهول، ونساؤكم خيرالنساء، ونسلكم خير نسل،لا يُخزى ولا يُبْزَى.

    4-تخيل ابن زياد بان سفكه لدم الحسين واهل بيته واصحابه والتمثيل بهم  سيجبراهل البيت على التراجع والاستسلام لانكسارشوكتهم بابادتهم وترويعهم ولكن خابت تلك الاحلام الشيطانية.. وفاجئته مخدرة بني هاشم فافحمته بل والقمته حجرا بعد حجر ..

       وأدخل عيال الحسين(ع) على ابن زياد ، فدخلت زينب أخت الحسين في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحيةً من القصر، وحفت بها إماؤها.
        فقال ابن زياد ، من هذه التي انحازت ناحيةً ومعها نساؤها ؟!
        فلم تجبه زينب.
        فأعاد القول ثانيةً وثالثةً يسأل عنها ؟
        فقالت له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله.
        فأقبل عليها ابن زياد وقال لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
        فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد ( ص)وطهرنا من الرجس تطهيرا ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.
        فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟!
        فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة !!
        فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير، إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.

      شتان بين الطهروالرجس والرحمة والعدوان والسماحة والحقد

     في هذا الحوار القصير بين الخيروالشر، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين القداسة والرجس ، وبين ربيبة الوحي وعقيلة النبوة وبين الدعي ابن الدعي ! إنكشفت نفسيات كل من الفريقين.
     وقد فرضت الضرورة على حفيدة النبوة ، ووليدة الإمامة ، ورضيعة العصمة أن تتنازل وتجيب على تلك الكلمات الساقطة السافلة.

    5- الفارعة زينب ابن علي تخرس يزيد وترد كيده الى نحره وتفضح الطلقاء في قلب عاصمة البغاة دمشق وفي قلعة يزيد الكفروبمحضرعتاة الفجرة واعوان الظلمة من حزب الشيطان  ...

    فبعد عربدات يزيد واحقاده وغطرسته بكفره مزهوا بين ارجاسه ..

    ففتتحت زينب خطبتها قائلة : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه كذلك يقول (ثم كان عاقبة الذين أساءواالسوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) أظننت يا يزيد حيث أخذت عليناأقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناًوبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيثرأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!! فمهلاً مهلاً،أنسيت قول الله عز وجل (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نمليلهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب أليم؟!، أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداءمن بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيدوالدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي، وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيتمن نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولامستعظم
    لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل
    منحنيا على ثنايا أبيعبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحةواستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد صلّى الله عليه وآله ونجوم الأرض من آل عبدالمطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن أنك شللتوبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
    اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمناواحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا.
    فوالله ما فريت إلا جلدك، وما حززت إلالحمك ولتردن على رسول الله صلّى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريتهوانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك بالله حاكماً وبمحمد صلّى الله عليه وآله خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، (بئس للظالمين بدلا)، وأيكم (شر مكاناً وأضعف جندا)

    ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى والصدورحرّى.
    ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماًلتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلاّم للعبيد، فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل.
    فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عددوجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين).
    فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
     

    هلال  ال فخرالدين
    hilal.fakhreddin@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media