التَّنَوُّعُ لا يَسْمَحُ بِالإِسْتِئْثارِ السِّياسِيِّ فِي المَوْصِلِ
    الجمعة 21 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 13:53
    نزار حيدر
      لِقَنْاةِ (أَي أَن أَن) عِبْرَ (سْكْايْب) وَراديُو (الشَّمْس) بِالهاتَف؛

     
       أَوَّلاً؛ ليس من المصلحةِ الوطنيَّة العُليا بمكانٍ أَبداً ان يستأثرَ أَحدٌ في الموصلِ بعد تحريرِها من الارهاب، فالتنوّع بكلّ اشكالهِ سمةُ المجتمعِ المَوصلي، ولذلك ينبغي أَن ترتقي جميع الاطراف السّياسية الى مستوى المصلحة الوطنيّة العُليا فتقرّ وتعترف بهذه التعدديّة لتعملَ جميعاً وتتعاون من أَجل تحقيق أَرقى درجات التّعايش السّلمي الأهلي والمُجتمعي، ولا يتحقّق ذلك الّا بالتّنازلات المتبادَلة وعدم إِحتكار الحقيقة والاستئثار بالواقع السّياسي والاداري.

       كما ينبغي على الجميع ان يتعلَّم من الدّرس القاسي الذي خلَّفهُ لنا الارهابيّون ليغيِّروا من طريقةِ تعامل بعضهِم مع البعضِ الآخر.

       إِنَّ أيَّ مسعىً للإِستئثارِ بالمَوصلِ بعد التّحريرِ، ومم ايِّ طرفٍ كانَ، سيكونُ على حسابِ إِستقرارِها وأَمنِها مرَّةً أُخرى!.

       انّ من المفارقات الغريبة التي نُلاحظها الآن عند بعض الاطراف السّياسيّة المَوصليّة انّها تُسوِّق نفسها وكأنّها الأحرص على تحرير الموصل من الارهابيّين من الآخرين! ناسين أَو متناسين كيف أَنّهم سوَّقوهم وقتها عندما سيطروا على المدينةِ قبل عامَين على أَنّهم قادة ثورة شعبيّة وإِنقلابٍ حقيقيٍّ جرّاء التّهميش الذي عاشتهُ الموصل والتعسُّف الذي تعرّض له الأهالي على يدِ الجيش العراقي! والى غيرِ ذَلِكَ من الكلامِ السّخيف!.

       اذا كانت ذاكرتهُم ضعيفةٌ فنسوا شعاراتهم (الثّوريّة) وتأييدهم النّاري للارهابيّين وقتها، فانَّ ذاكرتنا ولله الحمد لا زالت قويّة تستحضر التّفاصيل الدّقيقة بِلا كللٍ أَو مَللٍ، واذا كنّا لا نتحدّث فيها من أَجل المصلحةِ الوطنيَّةِ العليا كوننا نواجهُ الآن تحدٍّ أَخطر هو الحربُ على الارْهابِ فهذا لا يعني أَنّنا نسينا بهذه السُّرعة تفاصيل السَّنتَين الماضيتَين!.

       ينبغي على الجميعِ أَن يضعَ المصلحةَ العُليا فَوْقَ كلِّ المصالح الحزبيّة والفئويّة والقوميّة والأسريّة الأُخرى! فلقد ولّى زمن الاستئثار والعنتريّات والتّهديد بالقِوى الخارجيّة لفرضِ الأَجتداتِ الخاصّة على شركاءِ الوطن! فها هي تُركيا العثمانيّة العدوانيّة الطامِعة تجرُّ أَذيالَ الخيبةِ أَمام الإصرارِ العراقي الوطني الشّديد والحازم الرّافض لاشتراكِها في معركةِ الموصل، وتلكَ الرّياض التي راحت هي الأُخرى تجرُّ أَذيال الخيبَةِ بعد ان فشلت في تجييش المجتمع الدّولي ضدّ قوّاتنا المسلّحة الباسِلة بذرائعَ طائفيَّةٍ وعنصريَّةٍ مكشوفةٍ، وخاصّةً ضدَّ الحشدِ الشّعبي البطل والمُقاوم والذي يقاتل جنباً الى جنبِ قوّاتنا المسلّحة وبقيّة المقاتلين الآخرين من البيشمرگة والعشائر وغيرهم!.

       على جميعِ الاطراف الاستقواء ببعضِها فلا ترمي ببصرِها خلفَ الحدود، فمالم يشدّ بعضها البعضِ الآخر لا يُمْكِنُ ان تستفيدَ من أَيّة قوّة خارجيّة، إقليميّة كانت أَو دوليّة! والتي تحوّلها الى حصانِ طَروادة لتحقيق أَجنداتها!.

       ثانياً؛ انَّ قوّاتنا المسلّحة الباسلة حريصةٌ جداً على حمايةِ حقوقِ الانسانِ في معركةِ المَوصل، ولذلك فهي تبذل كلّ ما بوسعِها لحمايةِ الأهالي من الآثار السَّلبيّة للعمليّات العسكريّة، ولكن، في نَفْسِ الوقتِ يجب ان ننتبهَ الى انَّ قوّاتنا البطلة تُقاتل لتطهيرِ آخرِ شبرٍ من أَرضِ الْعِراقِ الطّاهرة من دَنَسِ أقذرِ عصابةٍ إِرهابيّة وأشدّها عُنفاً وفتكاً عرِفها العالم في العصرِ الحديثِ وهذا ما يعترف به الآن المجتمع الدّولي، فانّ الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابة ضدّ الارض والعِرض والإنسان والحضارة والمدنيّة والتّاريخ، والتي ترقى كلّها الى جرائمَ حربٍ ضدّ الانسانيّة، وجرائمَ تطهيرٍ عِرقيٍّ وهي الآن تتخندق بالدّروعِ البشريّةِ التي نشرتها في المباني الرئيسيّة وتحت الجسور وغير ذلك، الأَمر الذي يعرِّض حقوقَ الانسانِ لمخاطرَ جمّةٍ تسعى قوّاتنا المسلّحة بكلِّ جُهدها للتَّقليل منها ما أمكنها الى ذَلِكَ سبيلاً.

       لقد رأَينا، مثلاً، كيف اضطرَّ الجيش المصري مؤخَّراً الى تدميرِ البيوت وتهجيرِ الأهالي وتجريفِ المزارع وغير ذلك في سيناء وكلُّ ذلك فقط للقضاءِ على خليَّةٍ إِرهابيّة واحدةٍ، فما بالُك والقوّات المسلّحة العراقيّة تُقاتل آلاف الارهابيّين الذين مرَّ على سيطرتهِم واغتصابهِم للموصل أَكثر من سنتَين كاملتَين! فخّخوا خلال هذه المدّة كلَّ المدينةِ وحفروا الإنفاقَ وعبَّأوا حتّى الاطفالِ الصِّغارِ للقتالِ الى جانبهِم فعلَّموهم الذَّبح والقتل والتّدمير!.   

       ٢٠ تشرين الاول ٢٠١٦

                           لِلتّواصُل؛

    ‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

    ‏Face Book: Nazar Haidar

    ‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1

    (804) 837-3920
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media