اللطم حلال والتطبير حرام ! مالكم كيف تحكمون
    السبت 22 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 03:42
    د. حسين أبو سعود
    ما ان يدخل شهر محرم الحرام من كل عام حتى تبدأ الحرب الكلامية بين الشيعة حول التطبير ،وذلك لان علماء المذهب ينقسمون فيما بينهم حول حلية وتحريم هذه الممارسة، والظريف ان الطرف الذي يحرم التطبير يرى حلية اللطم ويدعو اليه باعتباره لا يسبب ضررا جسديا للإنسان  مع انه  في الواقع مضيعة للوقت والجهد ولن يؤدي بحال من الأحوال الى رضا الله والرسول والأئمة فضلا عن ان الأئمة لم يمارسوه قط.

    ان العزاء الحسيني الذي يصاحبه ايذاء الجسد وضربه ينقسم الى ثلاث أقسام الاول ضرب الصدر ويسمى اللطم والثاني ضرب الظهر بالزناجيل والثالث ضرب الرأس بالسكاكين ويسمى التطبير ولا ادري كيف صار اللطم وحده حلالا دون طرق الضرب الاخرى علما بانه لم يوصلنا الى كارثة التطبير سوى اللطم ، أقول : اذا كان اللطم حلالا فانه يحتاج الى فقه وتفصيل وتخصيص باب لفقه اللطم في الرسائل العملية للفقهاء يتضمن انواع اللطم وحدوده والفرق بين اللطم الخفيف واللطم المتوسط واللطم الحاد القوي وطريقة اللطم النسائي والرجالي و هل يتوجب  ذلك على الأطفال  ؟ وأي اللطم أفضل بالملابس ام بدون الملابس وجواز استعمال الة حادة لادماء الصدر اثناء اللطم كما يحدث احيانا  وغيرها من التفاصيل .

    انا ارى بان الذين يحللون اللطم ويحرمون التطبير إنما يكيلون بمكيالين ويخلطون بين الأمور بلا وعي اذ ان اللطم ممارسة  قد تكون لها علاقة بالحب والعشق ولكن لا علاقة لها بالشريعة ولا تدخل ضمن العبادات البتة فيسقط عنها الأجر والاستحباب ، وان اللطم الذي سكتوا عنه لانه مباح كان بداية الانحراف الذي أوصل الأمة الى الزنجيل والتطبير والتطيين  والنطح والمشي على الجمر وغيرها وأقول للعلماء الذين يجوزون اللطم ويدعون اليه هل من دليل على ان الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطويسي مارسوا اللطم يوما وهل لهم رأي في هذا فإذا كان الجواب هو لا  لان اللطم لم يكن موجودا في زمانهم فان النقاش ينتهي فورا وبسلام ويتضح كل لَبْس في هذا الباب ويُلقم هؤلاء حجرا صلدا اذا تبين ان الأئمة  ايضا لم يفعلوا ذلك طوال حياتهم الشريفة.

    وبناء على ما قد سبق فان اللطم لا يختلف عن التطبير والتطيين باعتباره بدعة سيئة وان حسنت لا سيما اللطم المنظم على إيقاع موحد الذي يختلف حسب المناطق وهو امر وضعي بشري لا علاقة له بالدين ومن أراد القضاء على التطبير  (ولن يستطيع)عليه القضاء على اللطم اولا (ولن يقدر) لانه لَبْس لباس القداسة . وأختم القول بان هذه الممارسات بأجمعها ليست من شعائر  الله ولا من الشعائر الحسينية وإنما هي شعائر بشرية مبتدعة وعليه فان اللطم يبقى الاشد خطرا من التطبير فعليكم به اولا ثم الزنجيل ثانيا والتطبير ثالثا.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media