ستبقى كركوك مقبرة لكل من تسول له نفسه ان يعبث بسلامة وامن اهلها
    الأثنين 24 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 03:42
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    تتوجه انظار العالم الى العراق والموصل بالذات بعد ان تحولت الى ساحة حرب ضارية ضد اعداء البشرية وبالنيابة عن البشرية. وبينما تتساقط معاقل داعش كاحجار الدومينو امام نيران القوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة البطلة الزاحفين بمعنويات عالية صوب مركز مدينة الموصل لسحق رأس الافعى، يسعى تنظيم داعش الارهابي لاشعال معارك جانبية خلف جبهات القتال لرفع معنويات مقاتليه من جهة و اطالة ايامه المعدودة للبقاء من جهة اخرى..

    وكانت كركوك ضمن مخطط  داعش. فزج بمئة من عناصره الهمج ليعبثوا بامن كركوك وسلامة اهلها. ففاجأهم اهل كركوك بمقاومة لم يشهدها اهالي المدن االاخرى في العراق حين غزت قوات داعش شوارعهم. فقد هب الكركوكيون وهم يحملون ما توفر لهم من السلاح ليشهروها في وجه غزاة غرباء خرجوا من حاوية نفايات العالم المتمدن. وكانت قنوات العالم منبهرة تبث لمشاهديها مباشرة ملحمة اهل كركوك وهم يتصدون لفلول داعش بكل ما اوتوا من نخوة و جسارة.. يا لروعة الكركوكييين.

    ومن الملاحظ ان قوات الامن ابدت شجاعة قل مثيلها و قدمت ضحايا عديدة ولربما كان بالامكان تحاشيها فيما لو استخدمت قنابل مسيلة للدموع لخنق القناصين او اجبارهم على الخروج والاستسلام. ومن جهة اخرى ظهرت حالة من عدم التنسيق بين قوات الامن اذ تضاربت الارقام حول عدد الارهابيين و عدد قتلاهم، فبدا بعض من المسؤولين كمنجمين يطلقون ارقاما على الهواء وفق اهوائهم.

    لقد وجه اهل كركوك رسالة للطامعين بنيل خيراتها مفادها ان كركوك ليست لقمة سائغة فهي محمية بسواعد ابنائها وان من يريد ان يفوزبكعكة كركوك عليه ان يمر من فوق اجساد ابنائها.

    لقد اصبح اهل كركوك قدوة نتمنى ان يقتدي بهم اهل الموصل الحدباء التي حولها داعش لعاصمة دولة الخرافة الداعشية. المطلوب من اخواننا المصلاويين ان يهبوا للتعاون مع القوات الحكومية و البيشمركة لدى دخولهم مدينة الموصل والقيام بانتفاضة جماهيرية للقضاء على براثن داعش الارهابي.

    والمطلوب ايضا من اهل الحويجة صولة الاسود  لتطهير سمعة مدينتهم التي مرغها ارهابيو داعش و ارهابيو النقشبندية بالوحل فاصبحت الحويجة مرتعا امنا للارهابيين يجولون و يصولون في شوارعها دون مهابة ويفرضون الاتوات على اصحاب المحال.

    فلقد طفح الكيل بابناء كركوك بسبب الارهاب القادم من الحويجة الى مدينتهم والشارع الكركوكي يسوده الاستياء والغضب من جراء تكرار حالات تسلل الارهابيين الى داخل كركوك قادمين من الحويجة. فعلى اهالي الحويجة ان يسعوا لوضع حد لهذه الحالات لتجنب وقوع عواقب وخيمة.


    جمال فاروق الجاف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media