زمن الطاعون العربي
    الأحد 30 أكتوبر / تشرين الأول 2016 - 16:46
    حسن الخفاجي
     ابتدأ زمان الموت الأسود قبل اكثر من قرنين من الزمان ، بعدما هجرت فئران الاعراب صحارى الجوع والعطش وغزت حواضر المدن التاريخية. سال النفط وكثر المال واصبح للجرذان والفئران مساجد ومدارس  وجامعات تخرج قطعانا  كل حين ، منذ ذلك التاريخ والموت الأسود الذي تنقله تلك الجرذان  والفئران وبراغيثها ينتشر بكل مكان.  بعد ان اجتمعوا بحجة "الجهاد" لإخراج الجيش السوفيتي من أفغانستان وبلدان العرب والمسلمين تدفع ثمن انتشار وباء السلفية الجهادية الوهابية.

    اول عدوى نقلوها الى بلد المليون شهيد اصابت بكتيريا الوهابية  جزائر الكرامة، عشر سنوات عجاف مرت على الجزائر سماها الجزائريون العشرية السوداء ذبح وقتل ودماء وحرائق ودخان انه طاعون الموت الأسود طاعون الوهابية. من الجزائر تنقل طاعون البداوة وكان دقيقا باختيار عواصم ضحاياه ، لقد كان اختياره لعواصم شع منها نور المعرفة ليعيد صراع البداوة والحضارة من جديد.

    ضرب طاعونهم  مصر الاهرامات والحضارة, مصر الفراعنة والمعز والحسين والأزهر.

    العراق وادي الرافدين بلد حضارات سومر وأكد وآشور يحترق بنيران اشعلوها.

    دمشق وحلب اقدم المدن والعواصم الحضارية المأهولة نزعوا هيبتها واطفأوا اضواء توهجها وظلت تلعق جراحها ونعاق غربان الوهابية يسمع في اغلب مدنها وجرذانهم تنشر الموت الأسود  بكل حاراتها.

    تونس القيروان وابن خلدون اوقفوا عجلة تقدمها ويحاولون القضاء على وسطيتها وسماحتها بسموم فضلات فئران الوهابية.

    ليبيا الثائر عمر المختار ليبيا حاضنة العرب وبيتهم مزقوها إربا اربا بحقد دفين.

    لبنان الجمال والتاريخ وفيروز والمقاومة تلقت طعنات دامية بخناجر غدرهم لكنها محفوظة بجيشها ومقاومتها.

    يمن سبأ وبلقيس التي كشفت عن ساقيها وأسلمت مع سليمان ، اليمن أصل العرب وعشائره  ، اليمن سد مأرب التي تقول بعض الاساطير ان حفريات الجرذان و الفئران أدت الى هدمه ، بعد ما يقارب الثلاثة آلاف عام على انهيار سد مأرب عادت فئران السعود وغربانهم ليهدموا  كل مدن اليمن ويدمروا إرثه الحضاري هذه المرة.

    امتدت عدوى موتهم الأسود لتضرب مدن الغرب ومواطنيه الذين لا ناقة ولا جمل لهم بصراع "الروافض والنواصب"، ضرب طاعونهم مدن الغرب ليثبت صحة المثل القائل :(طباخ السم لازم يضوگه.)
    انه وباء تغول وعم شره البشرية جمعاء من كل القوميات والأديان والمذاهب والملل.

    بعد كل هذا الموت والخراب الذي تسببت به عواصم التآمر والنفط الخليجي . وبعد ان غرقت عواصم الحضارة في البلدان العربية بسيول دم وحرائق ونار وودخان ان سألك سائل في أي زمن نعيش ؟
    اجبه دون تردد اننا نعيش في زمن الطاعون العربي بامتياز.
    زمان يتحكم فيه بدو الصحاري بمصائر شعوب  تخمرت الحضارة بهم وبوجدانهم انه زمن الطاعون العربي.
    زمان يتحكم فيه عقال المال برأس الحكمة  انه زمن الطاعون العربي .
    زمان اصبح اغلب العرب فيه ارهابيون في نظر شعوب العالم انه زمن الطاعون العربي .
    زمان تعمرت وازدهرت فيه صحارى البترول وتهدمت فيه مدن وعواصم الحضارة انه زمن الطاعون العربي.
    زمان تبحث اغلب الشعوب العربية عن مأوى آمن يحفظ كرامتهم ووجدوه ببلدان الغرب انه زمن الطاعون العربي .
    زمان تجوع فيه شعوب أغنى بلدان الارض والمال محصور بيد عوائل الحكام  ومقربيهم انه زمن الطاعون العربي.
    زمان اعادت فيه مواخير الزعامات العربية الهيبة والصدارة للخازوق العثماني السلتان اوردغان انه زمن الطاعون العربي.
      
    زمان اختلت فيه الموازين وتسيد متصحرو العقول ومنزوعو الحكمة والأخلاق على الكبار اصحاب الأخلاق الفاضلة و العقول الراجحة انه زمن الطاعون العربي . على  هذه الحال يقول العراقيون  "زمان الشيٓخ العگروك عالرگ" العگروگ هي الضفادع والرگ هي السلاحف. .

    هذا الزمن انعكاس وامتداد لهزيمة العقل والدين والحكمة امام تجار ومضاربين ركبوا على ظهر دين محمد ص وأنتجوا لنا دول الخلافة التي امتدت من خلافة يزيد ليورثها الى داعش وأبو بكرالبغدادي .

    واهم من يتصور ان داعش سينتهي بتحرير الموصل ، ستتبدل الأسماء فقط ويأتونا بماعش جديد ما لم تتظافر جهود البشرية جمعاء في القضاء على قرن الشيطان في دول البعران.
    صدق القائل :" ان اظلم الأوقات في تاريخ الامم هي الأوقات التي يُؤْمِن فيها الانسان بان الشر هو الطريق الوحيد للخير".

    "اذا وضعت احداً فوق قدره فتوقع منه ان يضعك دون قدرك" الامام علي ع

     حسن الخفاجي
    30/10/2016
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - قبل تحرير الموصل ظهر ماعش العراق
    ابو خلدون    30/10/2016 - 18:51:0
    الف شكر ياستاذ حسن على مقالك الجميل جدا ووفيت وكفيت بكل ما يمر بنا في الوطن العربي. اني اختصر كلامي فقط عن العراق واترك البلدان العربية لشعوبها .فاقول قبل تحرير الموصل ظهر ماعش العراق الجديد لان داعش انتهى اجلا ام عاجلا اما ماعش بقيادة القاضي محمود الحسن واخذ يهدد ويعربد باسم الشرع والدين كل من يخالف قانون بيع الخمور السئ الصيت واكيد من دفعه هو حزب الدعوة العربي الاشتراكي الوجة الثاني من لحزب البعث الذي عبث بالارض فسادا وناصره حزب الرذيلة الاسلامي صاحب القانون الجعفري ومن يناصرهم هؤلاء جميعا ماعش الجديد في العراق لانهم يسعون الى لون واحد لقيادة هذا الشعب المتنوع الجميل بكل اطيافه. اني ادافع بكل قوة عن كل ابناء العراق بتنوعه لا بلون واحد الوطن للجميع والدين لله عزوجل.واني لا ادافع عن الخمر ولكن عن النوايا السيئة ضد المجتمع من قمع للحريات الشخصية والتنكيل باسم الشرع والدين لباقي الاقليات في عراقنا الحبيب.وهذا ايضا انه زمن الطاعون العربي.
    2 - انهم حقا كما وصفتهم
    داخل السومري    31/10/2016 - 11:31:3
    لا كل قلمك استاذ حسن، لقد اديت وأوفيت بوصفك لهذا الطاعون الذي اسمه العرب. نحن في هذا الوطن"العراق" لانريد ان يفرض علينا اصلا وأرثا غير اصلنا وارثنا السومري الاكدي البابلي الآشوري، ولتخرس الأقلام التي تصف العراق بأنه عربي متخطية ارثنا الحضاري العريق وأضفاء التراث البدوي الذي هو كما وصفته-استاذ حسن- بالطاعون الذي ينتج عنه الموت الاسود. عراقنا هذا ليس عربيا ولا فارسيا ولا عثمانيا ولا مغوليا ولا اي شئ آخر غير انه سومري اكدي بابلي آشوري. ودمت لنا استاذ حسن قلما حرا مداده هذا التراث العريق.
    3 - لا عاب قلمك يا أبن العم
    المغترب    31/10/2016 - 15:57:3
    أسرني جدا قلمك هذا بالشرح الممستدرج وتذكرت و أنا في نشوة سروري بهذا المقال القيم المعلق الأخ داخل السومري . الطائفية مقبرة الأوطان و مقبرة الأنسان و مع شديد الأسف اليوم تقاد بأيادي س و ش. وتغذيها الأموال العربية الاسلامية من دولة الطاعون البدوي الذي عّم وبائه على هذا المخلوق العظيم الذي أسمه الانسان في الكثير من بلدان العالم. فشكرا لك والى الكادر الوطني و المعلقون الأكارم.
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media