صدر هذا الأسبوع عن دار تانيت للنشر والدراسات بتونس كتاب "بيان ضد الكهنوت الإسلامي" للباحث والكاتب عبدالمنعم المحجوب، وقد قدّم المؤلف لعمله الجديد بسؤال عمّا إذا كنّا على استعداد لأن ننظر إلى الإسلام من منظور نقدي، دون أن نستثير ردود فعل عصابيّة تلقي "الشبهات" جزافاً؟ وبعبارة أخرى يقول: أنستطيع الاكتفاء بالإسلام ضمن حدوده كموضوعة قابلة للفهم، وهي بالتالي قابلة للنقد، دون أن يسيطر علينا تهويم سحابيّ هو نتاج قرون من تراكمات الامتثال والإتّباع؟
يقول المؤلف: "العقائد متراتبة تاريخياً، وتضخّمها منذ القرن الثالث الهجري، وصولاً إلى العصر الراهن، يعني أن الكيان الإسلامي قد حُشر بإسلامات عديدة كانت تلتحم في كل عصر من العصور الماضية بمادة رئيسية سابقة لتشكّل بذلك متخيَّلاً عاماً يتّصل بالإسلام الأول من خلال الحديث، أو السيرة النبوية، أو من خلال السير المنجزة لاحقاً والتي تحظى بقبول عام يتّسم بدرجة من القداسة المضافة". وهو يعتبر "القداسة المضافة" مكوّناً من مكونات فائض القيمة وأساس تراكم رأس المال الرمزي المتّصل بالدين.
يرفض الكاتب ما يسميه أرثوذوكسية إسلامية، أي التقاليد التي لم يتم تجاوزها في الإسلام كدين شرق أوسطي المنشأ، منذ أن كان العرب حاضنته السوسيو- تاريخية الأولى، ويدعو إلى تحرير قراءة الإسلام وتفكيك نظام "الأكليروس" الإسلامي لكي يتحرّر المسلمون من المتسلّطين ووكلائهم الذين يقومون بتأصيل هذا النظام وتعميم سيطرته على العقول.
الباحث والمفكر والأديب العربي الليبي الدكتور عبدالمنعم المحجوب بدأ النشر مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وتتنوّع إسهاماته بين الفلسفة والتاريخ واللغة والنقد الأدبي والترجمة، وله مجموعات شعرية ونصوص أدبية أخرى. ومما صدر له من كتب: سؤال الكيان، قراءات في السلم والحرب، أصوات بابل، فتنة الورّاق، ما قبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية، رحلة حنّون، الكتاب الأرجواني.