شخصيَّةُ الرسول محمّد
    الثلاثاء 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2016 - 18:18
    جابر الشلال الجبوري
    ربّما أحسَنَ بعضُ إخوانِنا المصريين عندما أطلقوا إسمَ ( محمدين ) على أبنائهم فهم إمّا تقّصَّدوا ذلك وإلاّ لكانت التسمية (محمَّديّ) أو من فرطِ حبِّهم للرسول الكريم قبل دخولِ دينِ الدولارِ عليهم ، وبتقصّي الحقيقة بالرجوع إلى المصادرالتأريخيّة المرويّة عن الطرفين مِنْ أتباعِ المذاهبِ الإسلاميّة  ننتهي إلى أنَّ هناك محمدٌ سني وآخر شيعي  وهو رسولُ اللهِ حقّاً لايختلِفُ في ذلك إثنان الا الذين في نفوسهم مرض، ولكن بعض الإختلاف يشكِّلُ فجوةً لابدَّ مِنْ تجاوزِها مِنْ أجلِ إبعادِ المسلمين عن مخاطرِ التفرِقة لا سيّما في فهمِ وحدةِ شخصيَّةِ الرسول محمّدٍ (ص)  فهو لدى أتباعِ المذهبِ الأوّل وُلِدَ في يوم 12 ربيع ألاول ويومُ مولدهِ بهذا التحديد منقولٌ عن بعضِ  الصحابة  البعثيين ولم يرِدْ إلاّ في روايةٍ واحدةٍ مأخوذةٍ من أولئك الصحابة،  بينما لدى أتْباعِ المذهبِ الثاني فهو قدْ وُلِدَ يوم 17 ربيع ألاول وهذا التأريخ مُثبَّتٌ مِنْ قِبَلِ أهلِ بيتِ النبيِّ محمدٍ(ص) وصاحبُ البيتِ أدرى بالذي فيه. ونجِدُ لدى أتباعِ المذهبِ الأوّل أنَّ ( والدَه كافرٌ ) و(والدتَه كافرةٌ ) و( عمَّه كافرٌ ) رغم أنّ القرأنَ يؤكد ( وَتَقَلّبك في الساجدين ) أيْ أنَّ جميعَ آباءِ وأجدادِ النبيِّ مؤمنون وموحِّدون. وإنّهُ رجلٌ عاديٌّ كبقيَّةِ البشَرِ مِنْ حيث الوقوعِ في الخطَأ ( غير معصوم ) ويمكن أن يخطأ  !! بينما هو لدى أتباعِ الثاني نبيٌّ معصومٌ مِنَ الخطأ كبقيةِ الأنبياء، بلْ إنَّهُ معصومٌ بالعصمةِ الكبرى التي تعني عدمَ دخولِهِ باب ترْكِ الأْوْلى(بفتحِ الألف). كما أنّهُ لدى الأوّل ( لايورِّث ) ولايجوز لورَثتِه التصرُّفُ بما ترَكَ!! مع العلم أنَّ 124 ألف نبيٍّ قبْلهُ قد ورَّثوا ابناءَهم مِن بَعدِهم ( وَوَرِثَ سليمانُ داوودَ ). كما أنَّهُ لايوصي عند مماتِه بلْ يترك الأمورَ على حالِها بينما نجدهُ(ص) لدى أتباعِ المذهبِ الثاني قدْ أوْصى لعليٍّ بن أبي طالب بأكثر مِنْ ألف حديثٍ وروايةٍ منقولةٍ عنْ كلِّ المصادرِ الإسلامية حتى قالَ في خطبةِ حجَّةِ الوَداع (مَنْ كنْتُ موْلاه فهذا عليٌّ مولاه). وفي المذهبِ الأوَّل نراهُ قدْ تزوَّجَ مِن امرأةٍ (عجوز) كانتْ قدْ تزوَّجَتْ قبْلهُ برجُليْنِ وهي أكبر منه بعشرين عاماً، فيما هو لدى الثاني قدْ تزوَّجَ مِن امرأةٍ ( عذراء ) لمْ تتزوَّجْ قبْلهُ وتكبرُهُ بسنَةٍ واحدةٍ فقط حيث كانتْ سيِّدُتُنا الجليلةُ خديجةُ الكبرى سلامُ اللهِ عليها بعُمْرِ السادسةِ والعشرين ونبينا الكريم كان في الخامسة والعشرين مِنْ عمره الشريف. وهو لدى الأوّل ( عبَسَ وتولّى أنْ جاءّهُ الأعمى ) !! بينما هو لدى الثاني (وإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عظيم) بنَصِّ القرآنِ الكريم. وإنّهُ لدى الأوّل يغَنّي ويحبُّ الغناءَ كما جاء في رواية عائشة حينما رأى في يدِها ( دفّاً ) فقال لها ناوليني فناولتْه إيّاه وأخذ يضربُ بالدفِّ وعائشةُ ترقصُ ( صحيح البخاري ) !! أمّا عند الثاني فهوَ المتعبِّدُ الكثير الذكرِ للهِ وحدَه ولايمْكِنُ أنْ تصدُرَ عنْه مثلُ هذه الأفعال لعِصْمِتهِ. كما أنّهُ عندَ أتباعِ المذهبِ الأوّل ( يتبوَّلُ وقوفاً) !! ( صحيح البخاري )، بينما هو عند الثاني طاهرٌ نظيفٌ على الدوامِ ودائمُ الحفاظِ على الوضوءِ وهو القائل( تنظَّفوا فإنَّ الإسلامَ نظيف) كما أنَّ أتْباعَه على المذهبِ الأوّلِ يُكثرون مِنَ الصلاةِ عليه صلاةً بتراء كما سماها هو ، حيث قال : لاتُصلّوا عليَّ الصلاةَ البتراء ، قالوا يارسولَ الله وما الصلاةُ البتراء ؟ قال : تقولوا صلى الله عليه وسلم : وتتوقفوا !! والصحيح أن تقولوا صلّى الله عليه وألِه وسلم،مُسْتَنِداً إلى قوْلِهِ تعالى(أللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ). كما أنّهُ يُلَقَّبُ في السماءِ ( بالذبّاح ) مثلما هو مرويٌّ عن بعضِ الصحابةِ على شاكلةِ أصحابِ الفيلمِ المُسيء في عصرِنا الراهن، فيما هو عند أتباعِ الثاني( رؤؤفٌ رحيم )، (وماأرسلْناكَ إلاّ رحمةً للعالمين). وهو عند الكثيرين مِنْ أتباعِ المذهبِ الأوّل (كذّاب) كما لقَّبَتْهُ قريش ولازالتْ على ذلك !! بينما هو عند أتباعِ الثاني ( الصادقُ الأمين ) ، وعند الأوّل (يقول مايحلو لهُ) ( صحيح البخاري )، أمّا عندَ الثاني فهو ( لاينْطقُ عنِ الهَوى إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحى ). ولدى الأوّل هوقَتّالُ العرَب !! فيما هو لدى الثاني  قتّالُ المنافقين والمشركين. وعند الأوّلِ أنّهُ لمْ يوصِ بأهْلِ بيتِهِ ولمْ يُعِرْ لهُم أيّة أهِّميَّة !! بينما يسْتنِدُ أتباعُ الثاني إلى النَصِّ القرآنيِّ ( قُلْ لاأسألكُمْ عليْهِ أجْراً إلاّ المودَّة في القُرْبى )، وإلى نَصِّ حديثِهِ(ص) ( إنّي تارِكٌ فيكم الثقَليْن كتابَ اللهِ وعِتْرتي أهلَ بَيْتي ماإنْ تمسَّكْتُم بهِما لنْ تضِلّوا بَعْدي ) فيما يُحَرَّفُ هذا الحديث الشريف لدى أتباعِ الأوّل ليصْبَحَ كتابَ الله وسُنَّتي بدلاً مِنْ أهْلِ بيتي !! ويعتبرُ أتباعُ الأوّلِ جُلَّ أصحابِ الرسول(ص) مِنَ ألمنافقين والكذّابين والجبناء والمنهزمين في الحروب (عدول) !! فيما يعتبرهم أتباعُ الثاني  غير ذلك الا الذين بشرهم الله والرسول بالجنه ومنهم عمّار بن ياسر ، وسلمان الفارسي المحمَّدي ، وجابر الأنصاري ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ،ومالك الأشتر، وعديّ بن حاتم الطائي وغيرهم كثير من الذين حقَدَ عليهم الجاهليّون وقد تمَّ قتلُهم جميعاً من قبل أعداءِ محمد بعدَ وفاتِهِ. أتباعُ الأوّلِ يؤمنون بعدالة كلِّ الصحابةِ- حتّى لوْ كانَ معاوية أو يزيد  بينما أتباع الثاني متمسِّكون بوصية الرسول التي أورَدَها عقبَ نزولِ الآيةِ الصريحةِ والواضحة ( إنّما وليُّكم اللهُ ورسولُهُ والمؤمنون ) إذْ قال الصحابةُ: يارسولَ الله علِمْنا أنَّ اللهَ ورسولَه أولياؤنا فمَنْ همُ المؤمنونَ مِن بَعدِكَ الذين نتولاّهم؟ فقالَ : عليٌّ وآلُ بيتِه ( صحيح البخاري ). هنا أوَدُّ الإستشهادَ بالآيةِ الكريمة بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم( إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَلّونَ على النبيّ ياأيُّها الذينَ آمَنوا صَلّوا عليْهِ وسلِّموا تسْليما)، كما أنّني لمْ أرِدْ مورِدَ الوعظِ في مقالتي هذهِ وإنّما أردتُ تسليطَ الضوء على إثباتِ وحدةِ شخصيّةِ الرسولِ وعدم إيقاعِها في التناقضِ حسب أهواء المذاهب السنيه التي جاءت بعد الرسول بثلاثمئة سنه !! كما لاأودُّ الدخولَ في مواضيع فقهيةٍ كثيرة حول النظرة الضيِّقة الأنانيّة التي تنبع عن حقدٍ دفينٍ لشخصِ الرسول الكريم من قبل شيوخ تلك المذاهب فهي تؤلم جدا وخاصّةً مانسمعه من ( فتاوى ) سلفيةٍ وهّابيّة حاقدةٍ على النبيِّ وأهلِ بيتِه وهمْ يصِفونه -أتباع الوهّابيّة- بصفاتٍ لاأستطيع أنْ أذكرَها حتى أنّهم حرّموا على المسلمين زيارتَه والتبرُّكَ بقبرهِ الشريف، وهم الذين هدّموا البيتَ الذي وُلدَ فيه والغارَ الذي كان يتعبَّدُ فيه وأحاطوا قبرَهُ بسياجٍ حديدي لايستطيع معهُ أيُّ فردٍ الوصول إليه للتبرُّك ومَنْ يرومُ ذلك فهو ملحِدٌ ومجرم وصاحبُ بِدعةٍ وعليه فهو يستحق أنْ ( يُجْلَد ) ، أتباعُ الأوّل يقتلون بإسْمِ الدين ويذبحون مَنْ يشاؤؤن وينتهكون الحرُمات ويسرقون ويزنون ويرتكبون كلَّ المحارمِ  ولايريدون دستوراً يوقف أفعالَهم الإجراميّة ولاقانوناً يحاسبهم بلْ ويطالبون بإطلاقِ سراحِ كلَّ المجرمين والخونة والإرهابيّين.  ألسلام عليك يارسولَ اللهِ وعلى أهلِ بيتِك الأطهار الذين أذهبَ اللهُ عنهم الرجسَ وطهَّرَهُم تطهيراً ، واللعنةُ الدائمة على مَنْ أعطى الحُجَّةَ الدامغةَ للرسّامِ الدنماركي الخَرِف الذي قال: (إنني رسمتُ هذا الرسمَ بوَحْيٍ من قِراءتي لصحيحِ البخاري ). ألسلامُ عليكَ يارسولَ اللهِ في وحدةِ شخصيَّتِكَ الكريمة التي لمْ ولنْ تنالَ منها أهواءُ المذاهب البعثيه المنحرفة ...

    جابر الشلال الجبوري 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media