الرحيل الى الله تعالى
    الأربعاء 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2016 - 18:54
    د. نوري الوائلي
    الحبُ يلهبنا والصبرُ يضنينا  ***   والعشقُ يغلبنا شوقاً ويكوينا
    للغيب يأخُذنا بحثاً ويُبحرنا  ***  في النفسِ عمقاً وفِي الأكوانِ يُعلينا
    فالنفسُ فيها من  الآياتِ  مبهرة   ***  والكونُ يحوي عظيمَ الخلقِ مُوزونا
    يهفو الفؤادُ لغيبٍ من دلائلهِ  ***   في كلّ شيء يراه العقلُ مقرونا
    يسعى  أليه بوقتٍ لا قياس له ***  والبعدُ صفر من المقصودِ يحوينا
    ألعقلُ يدركُ أن الحق مُوجدنا  ***  والكونُ يسعى بأمرِ الله مرهونا
    بالفطرةِ الخلقُ مشدود بخالقه  ***  والعلمُ  لله  يطوينا  ويدنينا
    فوق العقولِ  فلا وصف يقاربه  ***   والفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونا
    لا يوصف العقلُ إلا في مقارنة  ***   والعقلُ للوصفِ يستقري الموازينا
    بمنْ  يُقارن لا شيء يشابهه  ***   فوق الصفاتِ علا معنىً ومضمونا
    ألحقُ أنزل أوصافًا لندركها  ***   حتّى نكون لقدرِ الله واعينا
    ألعقلُ يحبو لفهم الكونِ مفتقراً   ***    قد يدركُ البعضَ أو يكتال تخمينا
    إنْ يرتق العقلُ للأَكْوانِ مُقْتَرِبَاً   ***  يرتدْ الى الذاتِ مخسوءاً ومَوْهُونا
    عبر الزمانِ أُنادي والوجودُ صَدىً   ****   رحماك ربي فنادى الكَوْنُ آمينا
    حَتَّى كأنّ مدى الأَكْوان مئذنةٌ   ***  و النَّفْسُ تملؤها ذكراً و تدوينا
    يا منْ بِرَحْمَتِه الأَكْوان قائِمة   ***  و مُنْعُمَ الخَلْق في الآلاءِ غافينا
    ومُنْشِئَ النَّشْأَةَ الأولى وبارَئها  ***  وهادي الخَلْقَ أن تقفو القوانينا
    وساقي الطفلَ ألباناً مطيبة  ***  ومُخرج الزرعَ من صخرٍ أفانينا
    وكَاسِي الظُّلْمةَ اَلأنْوارَ دافئة  ***  ومُنْزَلَ الروحَ والمِيزانَ هادينا
    وخالقَ النحلَ إذ يشفِي بلسعته  ***  ومُبْرئ الداءَ بالأعْسالِ يشفِينا
    ومُبْتَلِي النَّفْس إن ساءتْ وإن حسنتْ  ***  لَعَلَّه عن جحِيمِ النارِ  يغنينا
    ومُنْقِذَ النَّاسَ من جوعٍ ومن فزعٍ  ****  والمُرْتجَى كرماً بالدّيْنِ يحيينا
    أَنْقِذْ بمنّك غرقاناً بغفلته ***  طالَ  الكبائِرَ  تنويعاً  وتَلْوينا
    واشفِ المواجعَ فالآلام مبرحة   ***  ما بات فيها جميلُ الصبرِ مضمونا
    وبسْمك الأَعْظم الأشجان سائلة  ***  أن تَكْشِف الداءَ والإمْلاقَ والحَينا
    أن تُبْعِد النَّاسَ عنّا في مَساوئهم  ***  أن تَسْتَجِيب الدعا جوداً و تحمينا
    زادي قَلِيل ومكرُ النَّاسِ أَدْركني   ***   حتّى سقاني خداعُ الناسِ غسلينا
    إن بان رِزْقي أطال النَّاسُ نعمته  ***  حَتَّى غَدَوْتُ بعين السْوِء مَعْيونا
    ألصبرَ ربّي أُنادِي صبرَ  مُحْتَسَبٍ  ***  قد جاءك الدّهرَ مَكْروباً و محزونًا
    ما كان حُزْني بأيّام البِلى جزعاً   ***   أو كان دَمْعِي بها يأساً وتَأْبِينا
    بل كنتُ فيها دعاءاً صاغني  جملاً  ***   أجني من الجدبِ رغم الضيقِ زيتونا
    أيْنَ المِفَرُّ  ونفسي ما لها أمل   ***   إلاَّ بعَفْوك يوم الحَشْرِ  يُنجينا
    نَسْعَى إليكَ بحالٍ بات يُخْجلنا   ***   كَيْفَ الوصول وثِقْل الذَّنْبِ يطوينا
    نَسْعَى لك الدَّهْرَ ما هانت مراشِدُنا  ***  نُحيي لك اللَّيْلَ عبّاداً مُناجينا
    لولا الرَّجَاءُ بمن لا نوم يأْخُذه  ***  ما طابَ عيشٌ بها والموتُ داعينا
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media