لا تسوية إلا بإستفتاء شعبي
    الأربعاء 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2016 - 22:38
    حسن الخفاجي
    انفرد البعض من ساستنا بأفعال لم يفعلها غيرهم عبر التاريخ، يريدوننا ان نعتذر من قاتلينا، لان دماء قتلانا  لطخت سمعة القتلة قبل ان تلطخ ثيابهم. منذ زمن بعيد كان مطلوب منا ان نعتذر من السراق والقتلة. خير من كتب عن  هذه الحالة  الراحل الكبير كاظم اسماعيل الكاطع: "حرامي يحلف المبيوگ والمبيوگ يتعذر من الباگه".

      وحدهم ساسة  في العراق يفاخرون بعمالتهم للاجنبي ولا تشملهم عقوبة ولا يخشون من حساب. سرقاتهم فاقت سرقات كل لصوص التاريخ وظلوا دون حساب وعقاب. اكثر من سنة مضت على حملة العبادي على الفاسدين وللآن لم نر فاسداً واحداً من الكبار استدعي  للتحقيق او نرى احدا من اللصوص خلف القضبان ولم نسترد اموالنا المسروقة لغاية الآن .

    العفو والتسوية: عفا عبد الكريم قاسم عمن حاولوا قتله  ومن تامروا عليه وبعد حين نجحت مؤامرتهم وقتلوه. في كل مختبرات العالم تجري التجارب على الفئران الا في العراق  فتجارب حكامنا تجري على البشر. جرب صدام غازاته السامة على السجناء وبعدها جربها على حلبجة وعلى سكان الاهوارثم ضرب الإيرانيين بها. يعود ساستنا اليوم لتجربة المجرب. جربنا من تريدون التسوية معهم او ذيولهم  مرات عدة ، الاولى كانت في العام ١٩٦٣وكان عام مذابح بامتياز. والثانية في العام ١٩٦٨ بانقلاب البعث الذي دام اكثر من ٣٥ عاما. التجربة الثالثة  ظلت مفتوحة منذ سقوط صدام لغاية الان وهم يذبحون شعبنا بمسميات عدة والجاني واحد مرة تنظيم القاعدة ومرة البعث تحت مسميات النقشبندية والسيبندية وحماس وثورة العشرين وثوار العشائر وأخرهم داعش.

    لماذا يريد ساستنا تجربة المجرب؟.

    كم ستحصد تجربة  المجرب وتسويتكم من ارواح  جديدة بعد طَي صفحة داعش؟. اسألوا السيد المالكي عن أموال صرفها لوزارة المصالحة الوطنية واسألوا السيدين أكرم الحكيم  وعامر الخُزاعي هم تناوبوا على الوزارة ويعرفون ما صرفوه من مبالغ فاقت مئات  الملايين من الدولارات ذهبت اغلبها لجيوب مشايخ وتجار الحروب من أمثال على حاتم سليمان واحمد أبو ريشه ومن على شاكلتهم من مشايخ يمشون وراء من يدفع اكثر ولا يهمهم الوطن والمواطن.

    يا لرخص دماء العراقيين !.

    نصيحة للمهتمين بالتسوية, ارسلوا موفدين عنكم الى مخيمات ومناطق لجوء المهجرين من المناطق السنية، ستعرفون حينها ان المهجرين لا يودون مشاهدة وسماع اسماء ساستهم, وستعرفون مدى كرههم لساستهم، وهم يحّمِلون ساستهم مسؤولية ما جرى لهم وما ارتكب بحقهم من جرائم. مشاهدة واحدة لفديو استقبال  الشيخ احمد ابو ريشه من قبل أهالي الرمادي بعد تحريرها من داعش تكفي لتكوين نظرة شاملة عن رأي اغلب نازحي السنة ومهجريهم عن ساستهم ، هذا بالاضافة الى الكم الهائل من السب والشتم الذي يملأ صفحات  مواقع التواصل الاجتماعي لأغلب ساسة السنة من جمهورهم الانتخابي دليل اخر على مدى  كره السنة لساستهم .

    الغريب ان التحالف الوطني يريد رمي طًوْق نجاة لساسة غرقوا في بحر فسادهم وكراهيتهم .

      كنّا نظن ان الفبركة والصاق التهم الباطلة  هي سمة من سمات حزب البعث وصدام ، لم نعرف ان اغلب أهل السلطة لا يختلفون عن حزب البعث وبعضهم نزل الى حضيض أرذل من حضيض البعث وصدام .

    للخصومة اخلاقيات وللكتابة والإعلام ضوابط اخلاقية حري بمن يدعي الأخلاق والوطنية ان يكون اول الملتزمين بهذه الضوابط .

    ثمة بديهيات يعرفها من يعملون في السياسة والإعلام واحدة منها: لا قدسية لطروحات من يمتهن السياسة. بعد نشر مقالي الموسوم: (رفض النجيفي التسوية .. ماذا سيفعل السيد عمار الحكيم) وصلتني رسائل كثيرة جدا, منها رسائل اعتدت عليها سب وشتم وتهديد. الذي لم اتوقعه ان ينشر احدهم مقالا وينسبه لي في المقال إساءة للحشد الشعبي واعتراض على سن قانون الحشد. المقال المذكور وزع مع مقالي (رفض النجيفي التسوية ماذا سيفعل السيد عمار الحكيم).

    موقفي من الحشد واضح للجميع ويعرفه قادة الحشد قبل غيرهم. كتبت مقالات كثيرة تشيد بالحشد ورجاله وانتصاراته. اخر هذه المقالات مقال نشرته قبل ايام بعنوان (ابطال الحشد ومخانيث الساسة). الاساليب الرخيصة والملتوية والفبركة والصاق التهم صفات المهزوم حتى وان كان صاحب سلطة  ومال وقوة. من يُفَبركون ويلصقون الاتهامات الباطلة  نسوا ان اعظم الأفكار تنتج من اختلاف وجهات النظر وتلاقح الأفكار بالحوار والنقاش لا بالتشهير والتزوير والتسقيط .

    لمن طالبني  "بطرح حلول واشعال شمعة بدل  شتم الواقع ولعن الظلام". اقول: الحلول والبدائل عن التسوية واضحة: أولها تجمد كل محاولات التسوية لحين تحرير الارض والقضاء على داعش والارهاب وعودة معظم المهجرين.

    ثاني الحلول: ان تستمر الصحوة البرلمانية وتشرع القوانين بالاغلبية البرلمانية وركل مبدأ التوافق ، هذا الوضع كفيل بأخراس المعترضين الذين يريدون تعطيل العملية السياسية .استمرار العملية السياسية بوضعها الحالي الذي عشنا تحت ظله لمدة ١٣ سنة. فما الذي تغير وتستعجلون التسوية الان؟.

    الحل الثالث: ننتظر نتائج الانتخابات القادمة ، لان أمورا كثيرة تغيرت وانكشفت أوراق الكثير من الساسة بعد سيطرة داعش على اجزاء واسعة من الاراضي العراقية وحدوث موجات هجرة لم تألفها المناطق السنية منذ ان تأسست الدولة العراقية الحديثة. هذه الحالة كفيلة بتغيير الكثير من الوجوه والقناعات. لم الاستعجال وتقييد مستقبل العراق والجيل الجديد من الساسة باتفاقات ستكون عبئا على العملية السياسية.  تجري الانتخابات القادمة كي يعرف كل طرف حجمه الانتخابي بعد كل الكوارث والسرقات المفضوحة. ان أصررتم على التسوية. لا تسوية دون استفتاء شعبي لتاخذ تسويتكم مشروعيتها من العراقيين. 

    على المرجعية الرشيدة ان توضح موقفها من تصريحات النائب محمود المشهداني للسومرية: "كشف رئيس مجلس النواب الأسبق النائب الحالي محمود المشهداني، الأربعاء، أن المرجعية الدينية في النجف "فرضت" أهم نصوص "التسوية" التي طرحها التحالف الوطني مؤخرا.

    يتسأل الكثير من العراقيين هل سنسعد يوميا ويتولى حكمنا زعيما نزيها  اخر مثل عبد الكريم قاسم وحكومته النزيه ، او يأتينا زاهدا مثل رئيس الأورغواي السابق خوزيه موخيكا الذي قال عن السلطة قولا بليغا لم يقله غيره من ساسة العالم:
    " السلطة لا تغير الأشخاص فقط تكشفهم على حقيقتهم "

    "إذا صدأ الرأي أصقلته المشورة"


    حسن الخفاجي
    1/12/2016
    hassan_a_alkhafaji@yahoo.com


    رابط فديو طرد جماهير الرمادي للشيخ احمد ابو ريشة
    https://youtu.be/VG6O6UR-Jls
    التعليقات
    1 - لا تسوية مع الارهابين وحواضنهم ومموليهم
    زهير    30/11/2016 - 23:47:1
    تسوية من مع من ؟؟ هي محاولة لاعادة نفس الوجوه الكريهة التي نبذها كل السنة المساكين الذين يسكنون الان في المخيمات والنازحين بالمدن العراقية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال وهاهم المتاجرين بهم وبنا من امثال المنحطين عمار والمطلك والنجيفي وعلاوي هؤلاء العارات يجب ان يسكتوا والى الابد
    2 - حلو جميل جدا ان يلقنوه درسا
    باسم    01/12/2016 - 00:15:3
    احنا هم يرادلنا هيجي نسوي بعمار ومقتده
    3 - لا تسوية الا بسحق حيدر الملا وبعثيو حيدر الملا
    متابع 1    01/12/2016 - 18:52:3
    البعث طاعون العراق ومن يخطط لاي تسوية خارج خارج هذا المفهوم لا بد انه طرطور او مصاب بشلل نفسي او بعثي مندس..نعم انه البعث ودولة المنظمة السرية..رغد وقوادها خميس الخنجر مشروع لنزيف مجزرة سبايكر والحبل عالجرار ـ
    4 - من يبيض الوجه القبيح هو اقبح منه
    داخل السومري    02/12/2016 - 14:40:3
    مسيرة قيادات حزب الدعوة والحزب الاسلامي والتيار الصدري واصحاب العمائم المنحطة خلال فترة تسلمهم الحكم لعقد من الزمن قد بيضت وجه الفايروز البعثي البشع.فهذه النمايم الاسلاموية قد اعطت الدليل القاطع على فسادهم وسوء اخلاقهم وخلوهم من اي مبدأ انساني، شبعوا على حساب جوع الغلابة، وأثروا على حساب فقر ابناء الرافدين. فبينما اغلبية الشعب العراقي يتضرعون جوعا تجد ابراهيم الجعفري يبدد 60 مليون دولار على سفرات الأنس خلال العام الحالي وهو لايساوي دولارا واحدا. اني غير متفائل بأن هذا الشعب الذي اثقله الاسلامويون بالجهل والتخلف قادرا على التخلص من هذه الفايروزات التي تفتك به في الأنتخابات القادمة، لأنه لو وعي ما يفعله به هؤلاء المنحطون لثار عليهم ورماهم في المزابل التي يستحقونها. تحياتي لك استاذ حسن وامنياتي لك بدوام الصحة والعافية وعاش العراق دوما وأبدا سومريا اكديا بابليا آشوريا.
    5 - والحمد لله
    رياض    02/12/2016 - 17:50:1
    اخي داخل حزب الدعوة الشرفاء مالهم اي يوجود حقيقي لانهم ليسوا رخاص وبقوا متكترين ومحترمين حالهم تماما في غياهب النسيان للذين استولوا حتى على اسم حزب الدعوة المجهاد وحاولوا الاساءة له عبر دنائة النفس حالهم حال الاخرين اصبحوا مليارديرة بالحرام ومفلسين شعبيا والحمد لله
    6 - مساومة باسم تسوية على حساب دماء الابرياء العراقين
    ابراهيم    03/12/2016 - 00:10:4
    فعلا لان التطوع للحشد المقدس كان شعور وقرار الشعب بعد فتوى المرجعية العليا لسيد السيستاني اعزه الله ذخرا للعراق وللعالم ..... اما التسوية فهي حيلة بايخة المراد منها الحفاظ على المناصب لسحيلات السياسيين الفاشلين والارهابيين من اهل منصات العار والخزي الذين ادخلوا داعش للعراق وشردوا الى اربيل وعمان وقطر والسعودية وحتى الى اميركا
    7 - لا تسوية إلا بإستفتاء شعبي ,ولكن متى؟؟؟؟؟
    ابوخلدون    03/12/2016 - 09:13:0
    شكرا جزيلا للاستاذ حسن على كل ما تكتبه من مقالات قيمة ومتابعة للاحداث. عنوان مقالك اليوم لا تسوية الا باستفتاء شعبي. ومن هنا اريد ان اترك كل الساسة العراقيين واتوجه اليك والى الشعب هل وصلنا الى مرحلة النضوج الكافي لكي نقوم بالاسفتاء ؟؟؟ .اذن لماذا لدينا هؤلاء الساسة اذن من اللذي اتى بهم اليس الشعب .من صوت على الدستور المعاق اليس الشعب.نحن كلنا نملك من التخلف الفكري والسياسي يغطي لاجيال كاملة ونحتاج الى عشرات السنين لكي نتوازن ونعي جيدا كيف دمرت البلاد على يد هؤلأء الساسة عندما اتخذو من المحاصصة الطائقية نظاما سياسيا معاقا لا يصلح بل جاء ليدمر عقل الانسان وبناء الحقد والكراهية والدسنور موجود واللذي صوت عليه هو الشعب.اليس كذلك؟؟ اذن علينا ان نصل الى الوعي الكامل بتحمل المسؤلية في كل قضايا البلد ونبدا من تغير المناهج الدراسية لمواكبة العصر وبناء الانسان من يوم نشاته الى اتمام دراسته بمنهج سليم بعيد عن الخرافات وووووو.كما يحصل اليوم.ندعي نحن كسياسين ومثقفين ولكن لا نعرف اي شئ عن خيرات البلد.والله صفر بحيث اليوم عندما ارتكبت داعش اجرامها في العراق ونهبت النفط من بلادنا واي مواطن لم يسمع عن هذه الابار النفطية من قبل الا بعد تحريرها من داعش تصورو كل العراق فية نفط وجميع النظم السياسية من يوم تاسيس الدولة العراقية يسرق الشعب والشعب نايم .والسياسيون لا يثقفون اعضائهم عن خيرات بلدهم لنهم جهلة واعني الاحزاب التقدمية وما بالك عن الاحزاب الاخرى .هل الامر مقصود.هل سمعتم يوما ان طلاب المدارس يقومون لهم سفرات للاطلاع على خيرات بلدهم عن اثارهرها حضارتها لكي يعرف دور الحكام اللذين يقودونهم ماذا يفعلون بكل هذه الخيرات وكل هذا التراث الغني واللذي عمره اكثر من سبعه الاف سنة ونحن لا نعرف اي شئ عن بلادنا. للاسف نحن نحتاج لسنوات طويلة بشرط العمل بجدية من اجل توعية الانسان لا من اجل تسويف عقلة بمضوع الاسفتاء.. تحياتي لكل المعلقين والكاتب. عذرا ايها الشعب الكريم اني لا اقصد الاساءة لكم ولكن جميع من حكموا العراق يتحملون المسؤولية لانهم هم من قصروا ببناء او تخريب البلاد لان التعليم والصحة والعمل ونشر دور الثقافة منل دورالسينما والمسارح وجميع الفنون وجميع الفعاليات من مسؤولية الدولة. لاتاحة الفرصة للشعب لممارستها من خلال البرندامج المدروسه لخدمة الوطن..
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media