بينما عراقنا ينتصرعلى اعتى ارهاب في العالم ... نجده منهزما ومخذولا... تحت سطوة كتل سياسية فاسدة...فيا لهول المصيبة!!!
    الأحد 4 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 21:34
    أ. د. حسين حامد حسين
    لوكان الاحرار من شعبنا يعيشون على ألاماني وانتظار المعجزات ، ولم ينهضوا للنداء الجبار الذي اطلقته المرجعية الدينية العليا لاية الله العظمى السيد علي السيستاني "حماه الله" ، لوجدنا داعش الساقط المندحر اليوم يمارس الزنا واللواط في مدننا المقدسة علانية ، وعابثا بأضرح اولاياء الله في كل بقعة من العراق ، تماما كما عبث في مساجد النبي يونس والنبي شيت , عليهما السلام ، واهان المساجد والجوامع والكنائس والاديرة وغيرها من مقدساتنا الاسلامية والمسيحية  واستعبد الايزيديين والشبك في الموصل والانبار والفلوجة وصلاح الدين وأذل أهلها. ولكن ، لولا تخاذل الرئاسات الثلاثة ، ومساوماتهم على كراماتهم من اجل البقاء على الكرسي ، وارتضائهم لحمل عناوينا كبيرة لكنها خالية من القرار  السياسي الوطني المفترض ، يبقى هؤلاء دمى وبيادق شطرنج لما يخص كل تغيير مطلوب مرتجى من اجل العراق وشعبنا .  اذ لم يعد خافيا ان الحكم السياسي الفعلي ومنذ ثلاثة عشر سنة لا يزال بيد الولايات المتحدة من جهة ، وايران من جهة اخرى ، فهما يتنافسان على جعل طوق محكم حول عنق عراقنا ، وبتنسيق واضح بحيث لا تتداخل المصالح فيما بينهما ، ولا يحصل "ارتطام" من شأنه فضح "المستور" بين بعضهما البعض . ويبقى وجود هذه الرئاسات الثلاثة، كما يقول المثل العراقي , (حديدة عن الطنطل) لا غير.
    هذه الرئاسات الثلاثة الصورية تتلخص مسؤولياتها في تنفيذ القرارات السياسية والادارية التي تسمح بها ايران والولايات المتحدة فقط ، فنجد رئاساتنا "الموقرة" تتسم بألجبن والتخاذل ان تجرأ على المساس بالفساد المستشري ، وتبقى امينة على دوامه. فهل وجدنا مثلا في يوم ما في الماضي القريب او البعيد ، ان قرارا قد صدر ليدين الفساد لكصالح "الارانب السمان" في الكتل السياسية الرئيسية مثلا؟ فمن يعتب على حيدر العبادي كونه "ضعيفا" ، ان حدث واصبح هو رئيسا للوزراء في الانتخابات القادمة ، فاننا لا نعتقده "هو أو غيره" ان يكون من القوة بحيث يجعل من نفسه قدوة للعراقيين ومثلا أعلى في الاطاحة برؤوس الفساد ، مهما كان. فقدر العراق ، ان من يأتي كرئيس للوزراء عليه ان ينزع سلاحه قبل دخوله لمتكبه ، وأن يرتضي منذ البداية ان يكون اداة للتنفيذ فقط ، وإلا فلا....!
    فلا العبادي ولا غيره يستطيع ان يقول "لا" لارادات الولايات المتحدة وايران ، والرئاسات الثلاثة هي الاخرى لا اعتقدها "ستغضب" اذا ما قرأت ما نكتبه عنها الان ، لانها تعلم انها الحقيقة فقط. اننا لا نريد التقليل من قيمة الرئاسات هذه ، فبودنا ان نكتب عن الاخرين كما كتبنا دائما عن ابطال الحشد الشعبي وانتصاراتهم المذهلة. لكنا ، لا ولم ولن نكن منافقين  بحيث نحمد من لا يستحق حمدنا . لكننا قد علمنا الحقيقة ان هذه الرئاسات تستطيب كثيرا عدم تحملها المسؤولية ، بحيث انها اذا ما تمت مسائلتها يوما من قبل شعبنا ، فانها ستعترف انها كانت مجرد رموز لاصنام لا تشبع من جوع ولا تغني من لهب. بدليل ، انه لم تجرأ هذه الرئاسات الثلاث ، الى الان ان تقول "لا" لأي كتلة سياسية تعيث بالارض فسادا سواءا من التحالف الوطني او اتحاد القوى او غيرها ، او تقف ضد أي مبادرة سياسية ، او "تسوية" من اجل اعادة احياء البعث وازلامه ، او "لتطبيع" الارهابيين الذي ذبحوا شعبنا وهربوا الى الاقليم او الاردن او تلك الانظمة التي تتسم بالكراهية الشديدة لعراقنا . بل نجدهذه الرئاسات  اول من يطبل باسم "التوافقات" السياسية ، وما هي بتوافقات سياسية مع الارهاب وازلامه. كما وان هذه الكتل ، لا تجرأ هي الاخرى بمبادراتها تلك إلا من بعد اخذ موافقة تلك "الادارتين"، حتى وان كانت بحجة "التسويات" ولكن لاعادة هؤلاء المجرمين  و"الارهابيين" الذين صدرت بحقهم احكام القضاء العراقي. وتلك التسويات تقوم دائما على حجج جلبهم الى "جادة الصواب" ، ولكن في الحقيقة ، لكي تتاح لهؤلاء فرصا ليعيدوا تكرار الماسي العراقية الواحدة تلوا الاخرى ، والابقاء على الازمات السياسية ومنح اولئك الاشخاص المجرمين فرصا جديدة لتعيث في العراق فسادا، وبالتالي ، فان أكثرية هذا الشعب المطيع الداجن ، يبقى يعيش واقعه المأساوي أمام نفسه وأمام العالم ، بلا حول او قوة. وهكذا تستمر ممارسات الكتل السياسية الشريرة التي برهنت على مدى ثلاثة عشر سنة ، أنهم لايعبهون أو يستنكفون من نذالاتهم وخياناتهم وفسادهم ولصوصيتهم ، فقد وجدوا في زرع الطائفية والشرور والاحقاد والضغائن والنزاعات بين ابناء الشعب الواحد ، وسائلا مضمونة من اجل ثرائهم ، بينما يبقون هم "سالمون غانمون" من ملاحقة ألقضاء والعدالة لهم ، بينما يبقى ابطالنا الميامين يسقون الثرى العراقي بدمائهم الطاهرة كل يوم من اجل هؤلاء وغيرهم!
    وهكذا ، ومن خلال هذا الفهم العملي لما يدور في فلك العراق من سياسات مظللة ، سوف لن يتخلص المجتمع العراقي من الفساد الضارب اطنابه أبدا. ففي كل زاوية ومكان من العراق يمكن ان يراد له التطوير، فانه سيكون عرضة لهيمنة الفساد عليه . وسيأتي يوم قريب ، ستتم اعطاء تخريجات من اجل هؤلاء الفاسدين في الكتل السياسية ، وسيتم غض الطرف ونسيان هؤلاء المجرمون . أليس هؤلاء المجرمون هم اليوم من يدعون "الوطنية" ويتبنون "مشاريعا" للتسويات من اجل اعادة المجرمين والارهابيين؟ الم نسأل انفسنا عن اسباب هذه المبادرات التي يتبناها مثلا السيد عمار الحكيم وهو الغارق بالفساد والاستحواذ على مساحات كبرى في بغداد وعلى ضفاف دجلة؟ وهل سألنا انفسنا أيضا، لماذا ان التحالف الوطني ، ومن بينهم قيادات في حزب الدعوة مثلا ، كنا نأمل ان نجدها اكثرة شراسة من اجل ضرب الفساد في عقر داره ، لما لهذا الحزب من مواقف وطنية مشرفة ومعروفة ضد النظام المقبور،  ولكننا وجدناهم اليوم ، هم ايضا ضالعون في الفساد؟ ووجدنا كيف "تلتئم" توافقاتهم مع عمار الحكيم ومجلسه "الاعلى"؟
    ألا يذكرنا عمار الحكيم بلصوصية وشراهة المقبور "عدي" للمال والابهة؟ هل هذه الابهة من شأن المؤمنين المتدينين؟ وهل سمعنا يوما من حكومة او برلمان او رئاسة الجمهورية  من فتح فمه ونطق عن ما جنته ايدي عمار الحكيم او مقتدى الصدر او بعض اعضاء حزب الدعوة او اسامة النجيفي او اياد علاوي او صالح المطلك او ظافر العاني او ميسون الدملوجي او اخرون؟ وهل سيعتقد هؤلاء ، اننا  من نعيش في الخارج ، غير معنيين بعراقنا وشعبنا، فنترك الامور تسير على عواهينها ويصبح كل منا شيطان أخرس؟   
    وهل هناك من يعتقد اننا سوف نسكت عن حياة ترف فساد اللصوص والفاسدين وادعياء الدين والتدين ، بينما أن ملايين العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ، وتجول اطفالهم في الشوارع تبيع الماء و اللبن وينامون على الارصفة؟ هل هذا هو عراق الديمقراطية؟ هل هذا عراقنا المأمول بعد القضاء على الدكتاتورية ، لتحل محلها دكتاتورية لمجموعات من الصوص والادعياء؟ أليس هؤلاء هم خونة الوطن العراقي؟ وهل نرضى ان يبقى شعبنا الوثاب هكذا والى الابد يأتمر بأوامر دول خارجية تحاول سلبه ثرواته ومستقبل شعبه ويسوده حالك الظلام وازمات ونزعات طائفية ، ونظل ننتظر"معجزة" لكي تتغير الاوضاع وتصبح الرئاسات الثلاثة جديرة بالمسؤولية ، بحيث تحترم وجودها وارادة شعبها ، وتنمحي الهيمنة الخارجية على عراقنا ؟
    فحتى متى تظل هذه الحكومة ضعيفة بائسة وبرلمان متحارب مع بعضه البعض ، ورئاسة لجمهورية نجدها تنزوي عند كل ازمة سياسية؟ وحتى متى تبقى القوى السياسية الفاسدة  مصانة من قبل هذه الرئاسات ومستمرة تحت مظلة القوى الخارجية في تحدي كرامة ومشاعر شعبنا ؟
    أن استئساد هذه الكتل الساسية التي تتسم بنوايا الشر من خلال لامبالاتها في استمراراثارتها الازمات السياسية ، وسماحها لتبني تسويات تسئ لوجود شعبنا واصرارها على اعادة البعثيين والارهابيين الذين يتبنى ابطالنا اليوم دحرهم وابادتهم ، أمرا يجعلنا نسأل الخيرين في كتلة "الاصلاح البرلمانية" من اجل التصدي لمشروع هذه التسوية التي يراد منها فقط "نجاحات" سياسية لعمار الحكيم والمجلس الاعلى على المستوى الشخصي.
    فعراقنا يمر بمرحلة حساسة جدا ، وان هذه التسويات التي يتبناها التحالف الوطني وبقيادة عمار الحكيم ، انما باعتقادنا ليست سوى توقا  لتحقيق احلاما شخصية بلهاء وتغطية لعناوين الفساد . فالاحلام الضحلة المستوحات من اوليائهم في الخارج هي كل ما تبقى لهؤلاء من صدى لحياتهم السياسية الافلة قريبا باذن الله تعالى . فخسارتهم للمواقف الوطنية ووجودهم المؤقت سياسيا والاجتماعيا ، بعد ما منيوا به من هزائم مريرة بشهادة الرأي العام العراقي عليهم، يحتم على الخيرين في البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية، الخروج عن صمتهم ، وتبني موقفا لردع هذه الكتل التي لا تمثل المواقف الوطنية المفترضة...
    حماك الله يا عراقنا السامق...   
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media