حروب الشيعة والسنة والبترول بعيدا عن أمريكا
    الأحد 4 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 21:43
    ملهم الملائكة
    بعد ترامب لن تكون الولايات المتحدة عراب التغيير في الشرق الاوسط وما حوله . وقد مرت في ريف دمشق، رغم جميع الأمم، ضربة كيمياوية أخرى، بينها وبين حلبجة ربع قرن، وبينها وبين حلبجة شعب يَقتلُ نفسه ، وبينها وبين حلبجة، أنّ الأخيرة صارت جزءا من وطن ينهض في خاصرة بلاد العرب الشمالية ، وبينها وبين حلبجة جمهوريات وراثية.

    بعيدا عن لغة المثقفين الصعبة، قُتل في سوريا أكثر من ألف سوري وغير سوري بغاز السارين، ويقُتل في العراق في شهر واحد أكثر من ضعف هذا العدد بالقنابل والإنتحاريين والسيوف والسكاكين، ويأتي الرد فيُقتل عراقيون بالكواتم وبالاغتيالات وبالسيارات المفخخة وبالسيطرات الوهمية الطيارة انتقاما لقتل السوريين بالغاز؟
    صار العراقيون شعبا معدا للقتل بمناسبة وبدونها، ولا ينتظرون عونا حتى من السماء.
    يُقتل السوريون لأسباب تتعلق بالبعث وبقاء الأسد في السلطة و"نزاع القاعدة مع العلويين" هل يمثل الأسد العلويين أم البعث؟  
    وكيف تدعم أحزابٌ إسلامية نظام الأسد على أساس طائفي بوجه أحزاب إسلامية من الطائفة الأخرى؟
    ويُقتل العراقيون لأسباب تتعلق بعودة البعث الى السلطة و"عداء القاعدة للشيعة"، هل يمنع الشيعة عودة البعث الى العراق؟ وهل تُمثل الأحزاب الشيعية شيعة العراق أم تمثل الاسلام السياسي بنسخته الشيعية؟ 
    وهل هي مواجهةٌ بين أحزاب إسلامية شيعية وبين أحزاب إسلامية سلفية وسنية؟
    وهل حلت هذه المواجهات الإسلامية الإسلامية محل الصراع بين الأحزاب الشيوعية والأحزاب القومية منتصف القرن الماضي؟ 

    يتحتم علينا اليوم أن نضع الأسئلة كالتالي:
    هل ضعفَ مليار و400 مليون سني الى درجة بات فيها بضعة آلاف من تنظيم القاعدة واحزابٌ سنية إخوانية يمثلونهم؟
    وهل قويَ التشيعُ السياسي الى درجة بات يهدد فيها مليار و400 مليون مسلم قد يغيرون مذهبهم السني ويصبحون شيعة؟
    في هذا الجزء من العالم، لاتُستخدم أسلحة الدمار الشامل إلا للقضاء على الشعوب، ولو إمتلك صدام حسين قنبلة نووية بعد غزو الكويت لألقاها على المنتفضين في شمال وجنوب العراق سنة 1991 وقتلهم عن بكرة أبيهم. 
    ولو امتلك بشارالأسد قنبلة ذرية لقضى بها على القاعدة والمدن التي تستضيفها في سنة 2013 ، (أليست مفارقة أن تحارب القاعدة نظام البعث في سوريا؟) .
    في هذا الجزء من العالم ، صارت الشعوب لاتقاتل دفاعا عن حقها، بل تُقاتل وتُقتل مجانا نيابة عن أحزاب وقوى سياسية "ترفل بالدمقس وبالحرير"، وتنعم بمليارات خيالية من أموال النفط وغيره.

    منطقة البترودولار
    واذا كانت القاعدة تمثل كما تروج أدبياتها "فقراء السنة المجاهدين الذين لا يمتلكون شيئا" ، فإن خلاف كبيرهم المليونير الغامض القتيل مع أمراء السعودية قد بدأ بالنفط، فانتهى الشيخ قتيلا به.
    وفي زمن داعش، ما برحت رائحة البترودولار تختلط بدماء الناس في الشرق الأوسط، ويفضّل البعضُ أن يعزوَ ذلك الى أطماع أجنبية، وكأنّ ما في المنطقة من أطماع يحتمل منافسة أجنبية!
    الغريب، أنّ نيرانَ صراع الشعب المسلم ضد الشعب المسلم، تمتد لتحرق المكونات غير المسلمة وغير العربية وغير البترولية. وفي النهاية، قد تجد المكونات غير العربية وغير المسلمة وغير البترولية في الشرق الأوسط لنفسها أوطانا ، بعد أن يُعادُ رسم خرائط المنطقة خارج حدود سايكس بيكو وما تبعها من اهتزازات وتوضع حدود جديدة لحقول البترول. وقد تكون رئاسة دونالد ترامب مقدمة لتغير الدور الأمريكي في المنطقة، فهو"لا يريد تفكيك الأمم ولا بناء أمم" على حد وصفه، فمن سيتولى ذلك؟   
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media