الموصل: شروق ماهر, بغداد (الصباح) - كشفت قيادة العمليات المشتركة عن خطة جديدة لمفاجأة الدواعش في الموصل خلال الأيام المقبلة، تراعي ضمان سلامة الاهالي وتعجل بتحرير المدينة، منها توسيع سلاح الجو العراقي لمهماتة القتالية بشن طائرات الـF16  غارات ليلية على مخابئ الدواعش لاول مرة، تزامنا مع تشكيل هيئة الحشد الشعبي قوة بمستوى لواء من غيارى ابناء نينوى لمسك الارض المحررة ضمن القاطع الممتد من القيارة وصولا الى الموصل.

تعجيل تحرير نينوى
المتحدث باسم قيادة العمليات العميد يحيى رسول قال امس الاثنين: ان «التقدم لا يزال مستمرا داخل الساحل الأيسر لمدينة الموصل، حيث تسيطر قوات جهاز مكافحة الإرهاب، الفرقتان التاسعة والسادسة عشرة، على معظم احياء هذا الساحل، مضيفا ان الايام المقبلة ستشهد تطبيق خطة جديدة لمفاجأة عصابات {داعش} باتباع ستراتيجية تتناسب مع كون قطعاتنا تقاتل داخل الاحياء السكنية في وجود مدنيين، يتم استخدامهم كدروع بشرية من قبل ارهابيي داعش».   
وتابع ان «القيادات الميدانية تستطيع استخدام تكتيك مختلف وتغيير ستراتيجيتنا من اجل تعجيل انجاز عمليات تحرير وتطهير المدينة بالكامل، وهذا يعتمد على معطيات الميدان وظروف المعركة، التي لابد من ان تخدم العمليات العسكرية لتقدم قطعاتنا»، لافتا الى ان «ما يعيق سرعة التقدم داخل الموصل، هو تواجد المدنيين بكثافة كبيرة في الأحياء السكنية بالساحلين الأيسر والأيمن».

الأولوية لسلامة الأهالي
كما اكد القائد بجهاز مكافحة الارهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، في تصريح لمراسلة «الصباح» ان «السبب الرئيس لبطء سير معركة تحرير الموصل يرجع الى حرص قواتنا على ضمان الحفاظ على أرواح المدنيين وتجنيبهم المخاطر وسط الاشتباكات الجارية في شوارع احياء المدينة التي  تخوضها قواتنا ضد ارهابيي «داعش» الذين يعمدون يوميا الى القصف العشوائي لمنازل العائلات الباقية في الاحياء السكنية وللاسواق وحتى الجوامع».   
وشدد الساعدي على ان خطة قيادة عمليات (قادمون يا نينوى) وضعت في مقدمة اولوياتها وجوب الحفاظ على ارواح المدنيين الذين يقطنون الموصل والذين يبلغ تعدادهم اكثر من مليون ونصف المليون نسمة، مبينا ان القوات العراقية ومنها جهاز مكافحة الارهاب تعمل في آن واحد على مواصلة محاربة {داعش} وتمشيط الاحياء المحررة وتفكيك العبوات والمنازل المفخخة وانقاذ المصابين من المدنيين ونقل الشهداء الذين راحوا ضحية القصف بقذائف {الدواعش} الى جانب توزيع المساعدات والمؤونة من الغذاء والماء بين الابرياء الذين حرمتهم تلك العصابات من ابسط صور الحياة واساليب العيش.  

المشهد بالساحل الأيسر
وبشأن اخر مشهد لمسرح المعركة ضمن الساحل الايسر، اوضح الساعدي ان «قواتنا تنتشر الان في منطقة تلول الزهور ووصلت الى مشارف مركز هذا الساحل اذ تفصلها عن جسور الموصل الرابطة بالساحل الايمن مسافة قليلة وان الايام القليلة المقبلة ستشهد اعلان انتهاء تحرير الساحل الايسر، لاسيما ان احياء جهتيه الشمالية والشرقية محررة بالكامل»، مؤكدا «وصول تعزيزات عسكرية قادمة من العاصمة بغداد الى مدينة الموصل لمسك الارض في الاحياء المحررة».
وفي خبر عاجل بثته قناة العراقية الاخبارية اكد الساعدي مقتل مايسمى (وزير نفط داعش) الارهابي (اسعد ابوعزام).     
من جهته، افاد العميد ذنون السبعاوي في حديث لمراسلة «الصباح» بان «قواتنا عثرت على ثاني مركز اعلامي {لداعش} في حي البكر شرقي الموصل يضم اجهزة حاسوب واتصالات وشرائح الكترونية واختاماً، اضافة الى العثور على اذاعة متنقلة داخل منزل يعود لداعش في حي الامن».
في غضون ذلك، ذكر بيان لخلية الاعلام الحربي ان فرقة المشاة 16 والقوات المتجحفلة معها حررت امس قرى النوافلة الأولى والثانية وتقاطع حي التحرير واورطة خراب تربشك وداري سيماق ومحطة وقود زكريا ومسجد الرسول المطلة على حي التحرير ضمن المحور الشمالي لساحل الموصل الايسر.
كما فككت معملا لصنع العبوات الناسفة في قرية السيماق ودمرت 4 أنفاق كان إرهابيو «داعش» يستغلونها للهروب عبرها، واستولت على اعتدة الهاونات وما خلفه الدواعش من اسلحة بعد انهيار خطوط الصد الأمامية لهم في تلك المناطق.

قصف جوي ليلي
وشهد مساء امس الاول الاحد، تنفيذ مقاتلات الـF16  التابعة لسلاح الجو العراقي، ولاول مرة ضرباتها الليلية ضد مخابئ الارهابيين بالموصل، بحسب فني الطائرات بقاعدة بلد الجوية، احمد حسن، الذي اوضح ان هذه الطائرات بدأت لأول مرة بالاقلاع ليلا من القاعدة لشن غارات على مواقع عصابات «داعش» داخل المدينة، كاشفا عن ان بدء عمليات القصف الليلي لهذا الطراز من المقاتلات جاء بعد تنصيب الجانب الأمريكي اجهزة الهبوط والإقلاع الليلية في القاعدة، مذكرا بان سلاح الجو العراقي يمتلك 14 طائرةF16   من اصل 36 طائرة تعاقدت بغداد على شرائها العام
2011.

الموصليون ينضمون للحشد الشعبي
واسهاما في تسريع انجاز عملية تحرير نينوى، وافقت هيئة الحشد الشعبي، على تشكيل لواء جنوب الموصل بالتنسيق مع نواب من المحافظة.
ونقل اعلام الحشد الشعبي عن النائب احمد الجبوري قوله امس: انه بعد التصويت على قانون الحشد الشعبي اصبح واجبا تنظيم الحشود المقاتلة في عموم مناطق نينوى لذلك حصلت الموافقة على تشكيل هذا اللواء الذي قوامه اكثر من 4 الاف مقاتل.
وبين ان المقاتلين حاليا يمسكون القاطع من القيارة وصولا الى الموصل، إذ صدر الامر بذلك وبدأ الاتصال بشكل مباشر.
ولفت الجبوري الى عدم وجود تسمية حشد محلي او عشائري بعد اليوم وانما يعمل الجميع تحت عنوان هيئة الحشد الشعبي حصرا. 
وزاد «لقد ذهبنا الى ان تنتظم الحشود في جنوب الموصل في لواء واحد له قيادة وضباط وله واجبات ويرتبط مباشرة بقيادة هيئة الحشد اضافة الى التنسيق مع الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات نينوى، وبالتاكيد فان هذا اللواء يعمل تحت اشراف القائد العام للقوات المسلحة».
ميدانيا، ابلغ الضابط في الحشد الشعبي، النقيب علي حيدر، مراسلتنا ان ابطال الحشد احبطوا امس الاثنين، محاولات لعصابات «داعش» للتقرب من مواضعهم في قاطع غرب الموصل باكثر من عجلة مفخخة وانتحاريين قرب مطار تلعفر، ما اسفر عن قتل نحو 12 داعشيا على مشارف المطار.