الإنكار المتبادل لمصلحة مّنْ ..؟؟؟
    الأربعاء 7 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 19:49
    حاجي سليمان
    كفى ياكوردو كفى استهتاراً وتلاعباً وتخفيفاً بمصير شعبنا الكوردي ....؟
    قبل الولوج في هذا الموضوع الذي شغل آراء وافكارالكثيرين من المحللين السياسيين المخلصين ، لابد من القول بان الانكار وعدم الاعتراف بالاخر المخالف ليس من شيم الانسانية بقدر ما هو شيّم العنصريين والحاقدين والراديكاليين الذين لايهمهم الا نفسهم ، ولم تدخل المفكرين بهذه الطريقة العوجاء إن كان شخصاً او مجموعة او حركة في نهاية المطاف إلا بخانة الخونة واعداء الانسانية .
    لا يخفى على اي متابع للأحداث بان شعبنا الكوردي تعرض منذ قدم التاريخ الى الانكار وعدم الاعتراف بحقوقه ووجوده كشعب يعيش على ارضه التاريخي ، نتيجة انسانيته والتزامه بوعوده وإخلاصه لمبادئه وخدمته اللامحدودة للغير، ودفاعه المستميت عن الحقيقة مما شكل لقمة صائغة واداة سهلة للاستغلال بسبب تمسكه بالدفاع عن الجميع وعدم تلاعبه بالمواثيق والوعود التي أبرمت بينهم وبين من يخالفهم الرأي سواء كانوا غريباً او صديقاً ، فاستغل العدو هذه النيات الصافية لدى شعبنا ونقاوة قلوبهم في ضربهم ببعض ،وتقسيمهم الى فصائل وتيارات متضاربة اضافة الى شراء الكثير من الكورد الذين لا يهمهم القضية ولا الشعب ، بقدرما يبحثون عن العظام والمصالح والمكاسب ولو على حساب أبريائهم وجماجم شعبهم ، مما اصبح الشعب ومصالحه لقمة صائغة لدى المتربصين والمتلاعبين على الاحبل ، في هذا المنحى انقسم شعبنا طواعية الى مؤيد ومعارض بهذه الطرق الملتوية ، مما سارع المتربصين في إقناع الجماهير بهم سواء كانوا أفراداً او حركات وأحزاب فيما بعد ، مع احترامي الفائق للمخلصين والمناضلين الحقيقيين الذين  يعملون كالجندي المجهول لخدمة شعبهم ووطنهم بخلاف الجواسيس والعملاء الحقيقيين الذين يناضلون ضمن الأحزاب والحركات الكوردية ويتبارزون في النضال والتضحيات لاقناع الناس بهم ، وينقلون للعدو كل ما يحدث داخل البيت الكوردي ، مع تقديري البالغ  للأحزاب والحركات التي اتسمت بالشعور القومي والوطني وعملوا ليل نهار من اجل اخلاص شعبنا الكوردي من الاضطهاد والقهر الجبري المطبق بحقه  ، فليس هناك احصائية دقيقة بمجازر الكورد ولا بعدد شهدائه الذين دفعوا ارواحهم رخيصة في سبيل خلاص شعبهم من براثن الحقد والكراهية والإنكار الوجودي من قبل الأنظمة التي اغتصبت ارض كوردستان وقسمتها الى اشلاء متنوعة ، ولا يستطيع احد إحصائهم نتيجة العدد الزائد منهم ، حيث لم يبقى شبراً من الاراضي الكوردستانية الا واستشهد فيها أكثر من شهيد انها تراجيديا التاريخ والحاضر ،تستمر وتلاحق الكورد اينما شاؤوا ، فعمدوا الاباطرة والرؤساء والحكومات التي تضطهد الكورد الى  تجزئتهم وتقسيمهم الى اجزاء وتيارات وأطراف متنازعة فيما بينهم ، وليس غريباً بان العدو اشترى الكثير من قادات الكورد انفسهم وضمهم الى جانبهم وسمح لهم بإشهار قوميتهم ونضالهم ضمن الأحزاب الكوردية ووصولهم الى ارفع مراتب القيادة ليكونوا في مصادر القرار  ويمنعو ما يسيئ للعدو، الا انهم كانوا ولا زالو في الخفاء مع العدو ويعملون لصالحهم يخترعون الاساليب الخداعية بمساعدتهم ويصنعون الحجج في اتخاذ المواقف المعادية لمنع حدوث اية وحدة كوردية .
     فلا نذهب بعيداً وانما نود تسليط الضوء ولو  قليلاً على واقع شعبنا الكوردي الحالي وانقسامه الى قسمين متخاصمين سواء كان بالاتفاق مع العدو او تلبية لرغبة القادة الذين هم في مصادر القرار الكوردي ، وأغلبيتهم يبيعون الوطنيات  ويتاجرون باسم البارزانية والابوجية والاثنين منهم براء ، وهكذا على حسب المقولة انصر أخاك ظالماً او مظلوماً يسيرون  .
    نتمنى من  الطرفين الكورديين المتخاصمين رغم علمنا الاكيد بان الأمنيات  والتمني لأنجد نفعا ، راجياً من  المجلس الوطني الكورد وما حوله من الأحزاب والحركات الصغيرة ، وحزب الاتحاد الديمقراطي وما حوله ، ان يتفقوا على صيغة مبدئية واستراتيجية كوردية مشتركة حيال الوضع السوري العام والكوردي بصورة خاصة ، وهذا مطلب شعبنا وجماهيره ومؤيديه وكافة الأمة الكوردستانية .
    وللعلم لم يستغل ولم يستنفذ كافة السبل بعد لتقارب الطرفين الكورديين لتفادي اية مواجهة كوردية كوردية ، رغم نداءات البعض من المتربصين والمعادين لطموحات شعبنا الكوردي واخر تلك المحاولات هي محاولة رئيس الائتلاف السوري الحالي المدعوم تركياً في زيارته الى اقليم كوردستان ، ومحاولاته لاقناع قيادة الاقليم برأيه  ومعه بعض الكورد السوريين الذين لايقدرون الوضع بقدر ما يوضعون شهرتهم ومكاسبهم في مقدمة اي عمل يقومون به ، نتيجة تسارع الأحداث في سوريا  والكل يبحث عن موطئ قدم لهم على حساب الدم السوري ودماره .
    والكل يدرك خطورة الموضوع السوري الذي يخضع لتجاذبات وتنافر الصراعات الدولية والإقليمية ، وأصبح حكومة الملالي بطهران والطورانية التركية بثقليهما السياسي جزءان من الصراع الدائر ومشاركاً حقيقياً في قتل الشعب السوري ودماره وتشريده الى المجهول ، في ظل التلاعب الواضح في مصير التسوية وفق المصالح بين كل من الامريكان والاتحاد الأوربي من جهة والروس والصين ومن معهما من الجهة الاخرى ، فليس أحداً من الجميع يفكرون بالقضية الكوردية في الوقت الذي تقاسم فيه الشارع الكوردي الى قسمين متخاصمين دون بوصلة كوردية ينسجم مع احداثيات دولية في إطار المستجدات وتداخل المصالح وتعقيداتها .

    لذا لا بد من القول بان شعبنا الكوردي ابتلى بتيارين متخاصمين ضمناً رغم كورديتهما  الخالصة ودفاعهما المستميت عن القضية والشعب ، ولا يخفى بان الاثنين اي التيارين قدموا آلاف الشهداء قرباناً للقضية والشعب ، ولكن للاسف كل منهما ينكر الطرف الاخر بوسائله المتوفرة بسياساته وممارساته ومواقفه علناً ويحاول كل طرف القضاء على الطرف الاخر بشتى السبل عنوة ام سياسة ، لذا نراهم يستنجدون بكل ما يستجيب لإستنادهم بغية طمس الاخر المخالف ، والشعب الكوردستاني انقسم بدوره الى قسمين احداهما يتبع هذا الطرف والآخر يتبع الطرف الاخر .
     طرف يعمل بالقوة العسكرية ولديه ما يملك من العتاد والجنود والسلاح ويستخدمهما دون تردد ضد خصمه لا بل يحاول إمحاء وجوده من الساحة مثله مثل سياسات الأنظمة الغاصبة لكوردستان ويزيد بعض الأحيان عن سياسة الأعداء نفسه تجاه بن جلدته حيث النفي من ارضه وبيته وإخراجهم بالقوة الى خارج كوردستان روج افا ، ويعتقل قياداتهم ويحرق مكاتبهم تحت مسؤوليته كونه الآمر الناهي في كوردستان روج افا رغم نفيهم المستمر لتلك الأحداث والأخطاء القاتلة  وهذا بحد ذاته يضعهم امام المسؤولية الكاملة عن جميع الأحداث التي تحدث في المنطقة .
    بينما الطرف الاخر اي المجلس الوطني الكوردي وتوابعه يعملون ايضاً من اجل تقليص وجود الطرف النقيض والحد من ممارساته وانكار وجوده أساساً لا بل اتهامه باشد التهم والعمل على تشويه  سمعتهم ليس فقط لدى الكورد وانما لدى الأعداء والاصدقاء ايضاً ، وفي أوربا يعمل أنصاره بكل ما يملكون لوضع اسمه على قائمة السوداء الاٍرهابي ليجبر كل من يحارب الاٍرهاب العالمي ان يحاربهم ايضاً ، ولا يعترفون بقراراتهم ولا بوجودهم وهناك من يقول بانهم يعملون لأجندات خارجية ومرتيطين مع النظام السوري  وليس لهم شيئ متعلق بالكوردايتي وان اسمهم خالية من اية إشارة تشير الى الكوردايتي  ولا برنامج حزبهم يوجد فيه ما يشير الى ذلك  ، في الوقت الذي نرى ونسمع من منظمات حقوقية عالمية ومن ما تسمى نفسها بالمعارضة ايضاً بإدانة حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعبية الكوردية بتدمير بيوت العرب ويقومون بالتصفيات العرقية لصالح القضية الكوردية ، فان هذه الاتهامات رغم كذبها تدحض ما تذهب اليه الطرف الكوردي الاخر في اتهامهم بعدم كورديتهم ، فلولا قوتهم ودفاعهم عن المناطق الكوردية لكانت مناطقنا تحت سيطرة الدواعش وغيرهم من أنصار اردوغان الان.
     هناك طابور خامس عاطلين عن العمل وليس لديهم شيئ يذكر سوى انهم يعيشون على تعكير الأجواء وخلط الأوراق بين الكورد انفسهم ، وخاصة في الآونة الأخير في ظل اقتراب الكورد من تحقيق حلمهم التاريخي كبقية شعوب المعمورة إلا ان وسائل التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر وبعض المواقع الانترنيتية تلعب دورها في خلط المواقف وزيادة اتساع رقعة التباعد بين الكورد انفسهم  ، فنرى ونسمع بان جيش المرتزقة تتحرك وتنشر الأخبار الكاذبة بين الطرفين لزيادة الهوة بينهما ، وتضخم كل صغيرة الى درجة التخوين بصورة مفبركة ومخططة لخدمة اعداء الكورد والإنسانية  لعل وعسى ان تعلق بينهم ، ولا تصدر هذه الممارسات والأعمال إلا من إناس لاتهمهم مصلحة الشعب والقضية وأغلبهم  جالسين خارج دائرة المسائلة هم الان يديرون هذه المهمة بامتياز وفق ما يريدون ومزاجهم العفن .
    وشعبنا الكوردي في كوردستان روج افا  انقسم بين هذه التجاذبات المتناحرة الى :
    -       قسم من كوردنا يستفيدون من هذا الوضع ، يتعاملون مع اعداء الكورد، وهم بدورهم منقسمين الى قسمين ، قسم يستفيد من الأعداء مادياً ومعنوياً ويحميهم العدو من كل مكروه ويقدم لهم كل شيئ، علماً ان العدو يعرف حقيقتهم ومدى قيمتهم ولا يتعامل معهم الا بصفة وقتية على وفق القول من نقل إليّ سينقل عني ،  بينما القسم الاخر المتعاملين مع العدو يستفيدون فقط  معنوياً ، القسمين معاً لا يتجاوزون صفة الخونة والعملاء والجواسيس ، ويبقون خارج الدائرة الوطنية الكوردية .
    -       هناك قسم اخر من تلك الشلة الفاسدة يستفيدون كوردياً بنفس المعنى والمضمون من الناحية المادية والمعنوية ، وقسم اخر فقط يريدون تعكير الأجواء لأنهم يستفيدون من هكذا اجواء  ، وهم ايضاً في نهاية المطاف لاتتطبق عليهم الا صفة الأعداء والخونة والجواسيس .
    -       هناك شريحة واسعة من المنتميين الى الطرفين وما حولهما لايدركون معنى الصراعات الدائرة ولانتائجها وانما يركبون الموجه وكل منهما يدافع عن ما يصدر من اسياده دون التمعن فيه .
    -       شريحة اخرى غير قليلة من الطرفين وغيرهما مخلصين يريدون المصلحة الكوردية والتقارب الكوردي الكوردي ، لكنهم لايستطيعون عمل شيئ كونهم ليسوا في مصادر القرار وما عليهم الا زيادة نشاطهم واتصالاتهما مع الجميع .
    -       شريحة المثقفين والكتاب والسياسيين والفنانين تحولو الى طبقة غير مفيدة ، انهم انتهازيون  وأنانيون  مع احترامي الفائق للمخلصين منهم ، منقسمين الى قسمين ايضاً رغم رفضهما الخجول لهذه المهزلة الكوردية ، وقسم منهم منسجم مع هذا الطرف وقسم مع الطرف الاخر يؤيدون  السياسات والممارسات التي تصدر من كل منهما ضد الاخر دون اية اعتراض او نقد .
    -       فئة قليلة جداً انني مصر على كلمة  قليلة  ضائعين بين الطرفين في قولهم  للحقيقة ونقد كل عمل سلبي من كائن من كان ، وهؤلاء لايحبون الا كلمة الحقة والمنطق ، لا يهمهم سوى المصلحة الكوردية  لا يبحثون عن المراكز ولا المكاسب والمصالح كغيرهم ، نراهم لا قيمة لهم  ولايحترامهم احد من الذين يبحثون عن العظام والمكاسب خاصة لدى الحزبيين والانتهازيين .
    فالحقيقية بحد ذاته تضحية لا احد يحب نطقه ولا التركيز عليه  خوفاً على شعبيتهم ومراكزهم الهشة ، وهؤلاء المنتقدين للسياسات والممارسات الخاطئة رغم قلتهم  يتعرضون للإهانات والنقد من قبل المتربصين والانتهازيين الحزبيين وغيرهم لتبيض صفحتهم عند من هم يدعمهم ، الا ان المستقبل لرؤيتهم .

     .. لذا نناشد الرئيس مسعود البارزاني الفاضل للعب دوره الكوردي في تقارب الطرفين الكورديين وكما نناشده لمعرفة ودراسة الموضوع بجدية فائقة والتمعن في ممارسات ومواقف الذين يدعون البارزانية نهجاً والابوجية ايديولوجية  ليجد بنفسه كل التجار باسم البارزانية والابوجية وفصلهما عن الكوردية الخالصة ..
    .. ونناشد عقلائنا من القيادات الكوردية الواعية في الطرفين حيث هم كثر ، وقد تكون القرار في اكثر الأوقات ليس بيدهم الا انهم يستطيعون التأثير على مجريات الأحداث  والمواقف التي تصدر ولو بشكل بسيط ، ورجائنا من قيادة الحزبين الشقيقين ادراك الموضوع وتوعية أنصارهم في تحريم اي اُسلوب تهجمي وعدم اتهام احد من المخالفين معهم في الرؤى والسياسة مهما كانت الاسباب ..
     كما نناشد الوطنيين والسياسيين والمثقفين والكتاب والفنانين والمبدعين وكل الغيورين على مصلحة شعبنا من الضياع بالتحرك السريع تجاه بوصلة الكوردايتي ، وعدم السماح لكائن من كان بالتهجم او اتهام احد .
     نناشد كل الأساتذة الاداريين الأفاضل في المواقع الكوردية وغيرها بعدم نشر اي موضوع يمس كرامة الطرف الاخر او يزيد من التوتر ويعكر الأجواء بينهم .
    كما نناشد جمهور الفيسبوك وتويتر بعدم نشر اي موضوع يزيد الهوة بين الكورد انفسهم ، وعدم نشر اي موقف إن لم يكن واثقاً منه مائة بالمائة .
    هكذا سنكون في خانة الوطنية وقيمها العليا إذا تجاوزنا المألوف الحزبي والتهجم العشوائي الغير مبرر ، وليعلم الجميع بان موضوعي هذا ليس ضد احد من التيارين المتخاصمين كوردياً ، ولا خارجهما ايضاً من المثقفين والسياسيين والكتاب والفنانين والمبدعين وعامة الناس  بقدر ما هي حرقة القلب على هذه التراجيديا الكوردية التي باتت لانستفيد منها شيئ بقدر ما تقرّبنا يوم بعد اخر من المعارك الكوردية القاتلة .
    أكرر رجائي من الجميع بان نكون يداً واحداً لمواجهة القادم المجهول حيث المؤامرات تحاك ضدنا في السر والعلن لإنكار وجودنا ومنعنا من حقنا الطبيعي ..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media