قادة الدواعش في قمتهم 37 في البحرين ......
    الأربعاء 7 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 19:50
    جابر الشلال الجبوري
    من الأمور العجيبة والغريبة أن تدافع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوربي عن حكومة البحرين الفاقدة للشرعية ولكلّ معاني الإنسانية، إذ أنّها حكومة دكتاتورية متخلفة وبعيدة كلّ البعد عن مظاهر ومقوّمات الحضارة والتمدّن، وقد أثبتت ذلك من خلال قمعها للشعب البحريني المسالم الذي يطالب بأبسط حقوقه المدنيّة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. تحت رعاية بريطانيا انطلقت مساء الثلاثاء رسميا اعمال ( قمة الدواعش ) في البحرين بنسختها ( 37 ) وبحضور جميع قادة الدواعش  الرسميين ومموليه وداعميه بالمال والفتاوى والمقاتلين !! اضافة الى الحضور البريطاني ممثلا برءيسة الوزراء ( تيريزا ماي ) التي أخذت على عاتقها مسؤلية الدفاع عن الدواعش في المحافل الدولية بحجة حقوق الانسان ،

    بريطانيا ًتقول زوراً وبهتاناً: إن حكومة البحرين قامت بالعديد من الاصلاحات في مجال حقوق الانسان، ممّا جعل منظمة حقوق الانسان العالميّة تقف مذهولة إزاء مثل هذا التصريح البريطاني المغالِط، لكون بريطانيا تتحدّث بعيداً عن الواقع المزري المرّ الذي تعيشه البحرين على كافة الأصعدة، فالاعتقالات مستمرّة بين صفوف السياسيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني، حتّى امتلأت بهم السجون والمعتقَلات، كما تمارس السلطات القمعيّة في البحرين القتل على الهويّة، وتقوم بتجريف وتهديم المنازل والحسينيات والجوامع في تكرارٍ قائم على قدم وساق، والاتهامات جاهزة لكل من يطالب بالحريّة، فيما تجنيس المجرمين والارهابيين مستمرٌّ على حساب السكان الأصليين، فعن أيّ تقدّم تتحدّث بريطانيا وامريكا والغرب في هذا المجال؟

    إنّ حكومة البحرين الإجراميّة هي عبارة عن عائلة مشبوهة أخلاقياً واجتماعيا وغير شرعيّة قانونيّاً، لكونها فاقدةً لكلّ مقوّمات الحكومة التي تخدم شعبَها وتدافع عن مصالحه، فهي من استقدمت مرتزقة آل سعود الدواعش  في سابقة خطيرة لم تحدث في كلّ أنحاء العالم، فهل هناك حكومة دولة تقوم بالاستعانه بالمرتزقة والارهابيين لقمع شعبها لمجرّد أن يطالبَ بحقِّهِ في الحريّة لاغير؟ وكذلك فإنّ تلك الحكومة هي من تؤوي الارهابيين من فدائيّي المقبور صدام المشبوهين من ابناء المناطق ( الثوريه جدا ) وهي من تقوم بتغيير ديمغرافية البلد على حساب الشعب البحريني، كلّ ذلك وأمريكا  وبريطانيا تضفي على حكومة البحرين الشرعيّة من خلال حضورها لاعمال مؤتمر الدواعش في المنامه ، وتقوم بدعمها ومساندتها على حساب الشعب البحريني.

    ترى لماذا يحدث كلّ ذلك؟ ومن هو المسؤول؟ ولماذا تقف أمريكا  وبريطانيا  مثل هذا الموقف؟ في التحليل التاريخي نجد أنّ تبرير ذلك يأتي من منطق المصالح على حساب الضحايا الذين هم أبناء الشعوب المغلوبة على أمرِها، ولأنّ الحكومات العربية والاسلامية التي تدين بدين الأمويّين فهي حكومات ذليلة وخانعة ومجرمة وعميله ممّا يحيلها إلى العمالة لكل مصدر صهيوني، وعلى رأس هذه الحكومات كما أثبتت وقائع الأحداث هي الخليجية بالذات، تلك التي يترأسها حكّام نفضوا أيديهم من كلّ القيم والأخلاق بالضدّ من مصالح شعوبهم، لذلك نجد أن أمريكا وبريطانيا والغرب يدافعون  عنهم بكلّ قوّة إذعاناً لمنطق تغليب المصالح على القيم والأعراف الإنسانيّة، ولو تفحصنا ذلك لوجدنا أنّ دعم أمريكا وبريطانيا  لهذه الحكومات يأتي بعد أن تتأكد أمريكا والغرب من سقوط تلك العوائل والحكومات الأخلاقي والاجتماعي، وإلّا بأيّ حق يتمّ استقبال الدكتاتور القمعي سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية في البيت الأبيض متزامناً ذلك مع الذكرى السنويّة الأليمه في الحادي عشر من سبتمبر؟ والشعب الأمريكي يستذكر تلك الجريمة التي أقدم عليها سعوديون مئة بالمئة وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف إنسان أمريكي بريء. وباي منطق يُستقبل الملك البحريني المجرم في بريطانيا وهو الذي يقتل شعبه بكل قسوه ،

    فبدلاً من أن تزاح العوائل المتخلفة التي تحكم دول الخليج يُستقبل حكّامها في البيت الأبيض  وبريطانيا والاتحاد الأوربي ، ومن هنا أليس من العار على أمريكاوالغرب  أن يقيموا علاقات مع حكومات هذه الدول المتخلفة الداعمة لكل ماهو إرهابي في العالم؟ وفي المقابل ألا يلحق مثل هذا السلوك السياسي العار على الشعب الأمريكي  والبريطاني والغربي الذي يدّعي المدنيّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان؟ ثمّ أليس من العار أن يبقى الشعب الامريكي والبريطاني والغربي  صامتاً على مثل هذا الموقف المخزي لحكوماتهم إزاء حقّ الشعوب ضحايا الإرهاب في البحرين واليمن والعراق وسوريا؟ أليس من العار أن تبقى أمريكا وبريطانيا والغرب يخدعون شعوبهم ويقفون ضدّ الشعوب لحماية الأنظمة المتخلفة باسم المصالح؟ لماذا لم يدعى العراق لحضور هذه ألقمه ؟ هل لكونه يقاتل الدواعش حقا وحقيقه ؟ أليس من المنطق ان يكون العراق هو رءيس هذا الموتمر لكونه يعتبر الخط الاول لمواجهة الاٍرهاب الداعشي الممول من قبل قادة الدول الخليجيه   ؟ لماذا لاتدعم دول الخليج العراق بالمال والسلاح ؟ العار لكل الملوك والامراء ولبريطانيا ولكل من حضر ( مؤتمر الدواعش ) في المنامه ،

    وسيسجّل التأريخ وقفة أمريكا وبريطانيا هذه، الخارجة عن إرادة شعبها والانسانيّة، بحمايتها ودفاعِها عن الأشرار، وممارسة الدجل والكذب من خلال الدعوة إلى مؤتمرات ضدّ الارهاب ثمّ نكتشف ان تلك الدول هي ًالداعمة له في سابقه خطيرة لم تحدث من قبل على مرّ التاريخ، بينما حكمة التأريخ تقضي بأن لابدّ من أن ينزاح كابوس الطغاة عن الشعوب، ومنهم آل خليفة وآل عيسى وآل سعود وآل ثاني وآل نهيان وغيرهم من قتلة أبناء شعوبهم، مثلما يقضي بأن لابدّ من أن تشرق شمس الحريّة رغماً عن كلّ أعداء الشعوب وهذه هي إرادة الحياة وقوانينها المستمَدَّة من الإرادة الإلهيّة، ألم يقل ربُّ السموات والأرضين (قُل جاءَ الحقُّ وَزَهقَ الباطلُ إنّ الباطِلَ كانَ زهوقا).....

    جابر الشلال الجبوري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media