25 عاما على زوال الاتحاد السوفيتي
    الجمعة 9 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 09:22
    [[article_title_text]]
    موسكو (RT) - أعلن في مثل هذا اليوم في الـ8 من ديسمبر/كانون الأول 1991 عن زوال الاتحاد السوفيتي الذي قام سنة 1922 على أنقاض الإمبراطورية الروسية في أعقاب ثورة أكتوبر الاشتراكية سنة 1917.

    وفي ميثاقه لعام 1922 أكد الحزب الشيوعي الروسي أن "الاتحاد المعلن يمثل خطوة حاسمة على طريق اتحاد الكادحين في العالم في جمهورية اشتراكية عالمية"، وشرعت روسيا الاشتراكية في استقطاب الحلفاء الجدد إلى الاتحاد السوفيتي الذي نص دستوره على حق أي جمهورية فيه بالانسحاب منه، وضم حتى تفككه 15 جمهورية.

    البوادر الأولى لتفكك الاتحاد السوفيتي بدأت تلوح في الأفق منذ شتاء العام 1988، الذي شهد ما سمي بحركة "استقلال البلطيق" التي أرغمت مجلس السوفيت الأعلى على تبني وثيقة منح السيادة لجمهوريات البلطيق الثلاث وهي إستونيا ولاتفيا ولتوانيا بما أتاح لها إعلاء التشريعات المحلية على السوفيتية.

    وفي ربيع العام التالي حذت أذربيجان حذو جمهوريات البلطيق وتبنى مجلس السوفيت فيها، أي البرلمان قانون السيادة على أراضيها، لتمثل وثيقة أذربيجان سابقة فتحت الباب على مصراعيه أمام باقي جمهوريات الاتحاد السوفيتي لتعلن جميعها الواحدة تلو الأخرى خلال العام 1990 سيادتها على أراضيها وضمن حدودها الإدارية داخل نطاق الاتحاد السوفيتي.

    مجلس السوفيت الأعلى في موسكو، تبنى من جهته وعلى خلفية وثائق السيادة المحلية في الجمهوريات، تبنى في الـ3 من أبريل/نيسان قانون "تسوية القضايا المتعلقة بانسحاب الجمهوريات من الاتحاد السوفيتي" الذي اشترط إعلان الاستقلال بموجب الاستفتاء الشعبي عليه في كل جمهورية على حدة.

    جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية تعلن سيادتها

    تبنى مجلس السوفيت الأعلى بقيادة بوريس يلتسن في روسيا في الـ12 من يونيو/حزيران 1990 وثيقة السيادة الوطنية، وأعلن في وقت لاحق من نفس العام عن منح الحكومة والوزارات والمؤسسات الروسية استقلالا موسعا عن الاتحاد السوفيتي الذي صار وتركته يشبه الرجل المريض.

    كما أعلنت روسيا ملكيتها على جميع المؤسسات والبنوك السوفيتية على أراضيها، في خطوة اعتبرها سيرغي شاخراي، مستشار يلتسين أنها كانت حاسمة لتفادي هيمنة السلطة السوفيتية على القرار الروسي ومنح الجمهوريات والأقاليم الروسية استقلالا محليا بما يضعف روسيا ويعرقل عملية تفكك الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي لو تحقق، لأفقد روسيا نصف أراضيها و20 مليون نسمة وحرمها من معظم ثرواتها الباطنية ومواردها الطبيعية.

    اتحاد جديد بمبادرة من غورباتشوف

    تبنى الحزب الشيوعي السوفيتي بمبادرة من الرئيس الأول والأخير للاتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف في الـ3 من ديسمبر/كانون الأول 1990 مشروع وثيقة إعلان اتحاد جديد يحل محل الاتحاد السوفيتي ويمنح الجمهورية العضو فيه صفة دولة مستقلة ضمن نطاق الاتحاد السوفيتي، على أن تبقى بيد عاصمة الاتحاد شؤون الأمن والدفاع وتحديد نهج السياسة الخارجية واستراتيجية التنمية الاقتصادية.

    واقترح غورباتشوف في الـ17 من نفس الشهر إعلان الاستفتاء العام في سائر الجمهوريات السوفيتية لتقول شعوب الجمهوريات كلمتها وتقرر مصير اتحادها، وأجري الاستفتاء على بقاء الاتحاد أو حله في الـ17 من مارس/آذار 1991 في 9 جمهوريات من أصل 15 بما فيها روسيا وأوكرانيا وبلدان البلطيق، صوت فيه 76,4% من مواطني الجمهوريات على بقاء الاتحاد و21,7% منهم على فك رباطه.
    ميخائيل غورباتشوفميخائيل غورباتشوف

    اتحاد دول ذات سيادة عوضا عن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية

    واستنادا إلى ما خلص إليه الاستفتاء العام، استمرت المفاوضات في منتجع نوفو-أوغاريوفو في ضواحي موسكو حتى تموز/يوليو 1991 بين رؤساء الجمهوريات الـ9 ورئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف حتى أجمع المتفاوضون على قيام اتحاد الدول المستقلة، واتفقوا على تبني جمهورياتهم له في الخريف من نفس العام.

    ميخائيل غورباتشوف، وفي أعقاب الإجماع على الاتفاق المذكور بين اتحاده والجمهوريات الـ9، أجرى سلسلة من المفاوضات المغلقة في يوليو/تموز مع زعيمي روسيا بوريس يلتسين، وكازاخستان نورسلطان نزاربايف، اتفق فيها وإياهما على إبرام اتفاقية الاتحاد الجديد بين بلديهما والاتحاد السوفيتي في أغسطس/آب، وذلك تفاديا لتصويت مجلس السوفيت الأعلى، أي برلمان الاتحاد السوفيتي ضد اتفاقية الاتحاد الجديد التي تعني فك الاتحاد السوفيتي وقيام دولة كونفدرالية تحل مكان الاتحاد السوفيتي.

    [[article_title_text]]


    بدء تقويض الهيئات والأجهزة السوفيتية

    وفي أعقاب أحداث أغسطس/آب 1991 ومحاولة الانقلاب الفاشلة على رئيس الاتحاد السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف لثنيه عن جميع الاتفاقات التي أبرمها مع زعماء الجمهوريات الـ9، أخذت الجمهوريات التي وقعت على اتفاق اتحاد الدول المستقلة تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي الواحدة تلو الأخرى.

    جميع المحاولات لقيام اتحاد جديد يحل مكان السابق باءت بالفشل، ولم يتوصل غورباتشوف وزعماء الدول الجديد المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي إلى اتفاق يبقي على الاتحاد السوفيتي بشكل أو بآخر، حتى اتفق قادة روسيا بوريس يلتسن، وأوكرانيا ليونيد كرافتشوك، وبيلاروس ستانيسلاف شوشكيفيتش في الـ21 من ديسمبر/كانون الأول 1991 على قيام رابطة الدول المستقلة وفك الاتحاد السوفيتي.

    الرئيس الروسي الحالي، فلاديمير بوتين وفي حديث سابق أدلى به لقناتي CBS و PBS، اعتبر أن تفكك الاتحاد السوفيتي تحول إلى مأساة كبيرة تجسدت في المشاكل التي تلته، مما جعل الشعب الروسي أكبر أمة مقسمة في العالم.

    وقال بوتين آنذاك، إن هناك دائما من يتوقع من روسيا تبني طموحات معينة، وهناك من يحاول دائما إساءة تفسير ما تقوله بلاده أو التوقف عند نقطة أو أخرى، مشيرا إلى أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان أكبر مأساة يشهدها القرن العشرون، وذلك لأن 25 مليون روسي أصبحوا فجأة خارج حدود الاتحاد الروسي. ويؤكد الرئيس الروسي أن الناس اعتادوا على العيش في دولة واحدة، وكان يطلق على الاتحاد السوفيتي بشكل تقليدي اسم روسيا.. روسيا السوفيتية، وكان يمثل روسيا العظيمة، ثم وجدوا أنفسهم بشكل مفاجئ في الخارج، وما تمخض عن ذلك من تشتت العائلات، ومشاكل اقتصادية واجتماعية. هذه لائحة لا تنتهي، يختم الرئيس بوتين.

    المصدر: "تاس"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media