وفد التحالف الوطني في الاردن..الدعم والتعطيل
    الجمعة 9 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 20:13
    عبد الله الجيزاني
    منذ التغيير عام ٢٠٠٣ استعر العداء بين العراق وجواره العربي، اسباب هذا العداء طائفي بأمتياز تفرعت منه اسباب ثانوية، منشأها حوار الطرشان بين الطبقة السياسية  التي كانت معارضة للنظام السابق وجوارها، الذي كان هو الاخر يعادي النظام السابق، وقام بعزلة اقليميا ودوليا، وحرض وساعد على اسقاطه، لكن ليس ببديل شيعي" ايراني" كما يجزم الجوار العربي واغلب دول الغرب، لذا استثمر هذا الجوار لوبياته الفاعلة في الغرب، مما ترك الباب واسع امام البعثيين من بقايا النظام البائد والطائفيين لنقل الصورة التي تعمق حالة الرفض والعداء للنظام السياسي الجديد.
     تحولت بقايا البعث والطائفيين الى سماسرة لاجندات الجوار في اسقاط النظام الجديد في العراق، ومنعه من السيطرة على اوضاعة الداخلية، تعزز هذا ايضا بظروف المنطقة واهميتها بالنسبة للغرب واهمية حفظ امن الكيان الصهيوني المهدد من عدد من دول المنطقة كسوريا وايران ولبنان ممثل بحزب الله، لذا فأن هذه الدول متوجسة من وجود امريكا في المنطقة وعلى حدودها تحديد كما هو حال سوريا وايران، اذن اصبح الزاما عليها ان تعمل على عرقلة الوجود الامريكي واشغاله بإمنه وامن جنوده في العراق كي لايفكر بفتح اي جبهة اخرى قد تكون سوريا وربما ايران، لتحقيق هذا الهدف دعمت هذه الدول مجاميع داخل العراق للتصدي للامريكان.
     الجوار العربي الموالي للوجود الامريكي بنفس الوقت معادي للحكم الشيعي، عند هذه النقطة التقت مصالح الاعداء ليصبح العراق ساحة صراع اجندات تتضارب في جهة وتلتقي في جهة اخرى، هذا التصادم انعكس على وضع العراق الداخلي وطبقته السياسية التي غدى معظمها مجرد ادات لتنفيذ احد الاجندات وانتعش سوق السمسرة لهذه الاجندات، لتلجه اصناف واشكال مختلفة من مكونات المجتمع العراقي، لذا تجد شيوخ عشائر ورجال دين واساتذة جامعات وتجار كلهم تحولوا الى ساسة يحملون قضية ويدافعون عن اجندة خارجية يلبسوها لباس وطني او طائفي، واصبح الشعب العراقي"اطرش بالزفة"، فمن يحمل الاجندة الخليجية يدعم ويقتل ويذبح بالشعب العراقي تحت عنوان الدفاع عن "السنة"، رغم ان للسنة النصيب الاكبر من القتل والهتك والذبح!  والاخر بعنوان الدفاع على حقوق الاغلبية"الشيعية" والشيعة يجزرون في الاسواق والشوارع وجبهات القتال،ضاعت الحقيقة وكتم صوتها وسط ضحيج وشعارات اصحاب هذه الاجندات.
     اليوم بعد ان تكشفت الاوراق وفضحت اغلب الاجندات، وبدأت الصورة تتضح، لابد لاصحاب الحقيقة ممن ادركوا الحلول ووضعوا العلاجات من الاعلان بصوت عالي واضح، عن هذه الحقيقة التي تكمن في وضع النقاط على الحروف، لتحديد الواجبات والحقوق بما يخدم العراق بعيد عن اي اجندة، وايصال صوت الحقيقة هذا الى اللاعب الخارجي في الساحة، فالدول التي دعمت دفاعا عن السنة عليها ان تعي ان دعمها انتج دمار وتدمير للسنة، والمصاديق مازالت ماثلة في الساحة السنية، وان كل ماكان يصلهم من معلومات واخبار ماهو الانتاج لمصالح شخصية او دوافع طائفية لاتنمو ولاتعيش الا وسط الفوضى وهذه لاتصنع ولاتستمر الا من خلال الدس والكذب والحصول على الدعم، والدول التي دعمت وساندت لغرض وضع حد للتوسع الامريكي في المتطقة لضمان امن اسرائيل وتعزيز قوتها في المنطقة، ثبت لها ان امريكا حركت مخالبها التي دمرت العراق لتعيث في بعض هذا البلدان كسوريا قتل ودمار وتدمير،لذا فأن دعمها لاستمرار الفوضى في العراق اصبح عبث يدفع ثمنه الشعب العراقي الذي لايشك احد بحرص هذه الدول على امنه واستفراره، ايضا ربط الورقة العراقية بأوراق المنطقة الاخرى والسعي لحلها مرةواحدة لا يثمر الامزيد من التعقيد، لخصوصية الساحة العراقية وتعدد عناصرها، واختلاف حالات التصادم والصراع فيها، على خلاف ساحات اخرى كالساحة السورية.
    ماسبق يؤكد ان طرح ورقة التسوية الوطنية من قبل التحالف الوطني، والتحرك الحالي على الدول المؤثرة في المنطقة كلها خطوات تهدف الى فك طلاسم الساحة العراقية ومايجري فيها، وتغيير بوصلة دعم تلك الدول من الفوضى التي فضحت روؤسها الى دعم عراق واحد مستقر متعايش، يبنى على اساس العدل بين مكوناته، هذا يفسر للمتابع سر التهجم والتشويش الذي يصدر ضد ورقة التسوية وجولة التحالف الوطني في المنطقة، فأصحاب اجندة الفوضى والظلام لاتقاوم عيونهم النور لانهم يصابون بالعمى، وليس امامهم الا المقاومة والتطبيل بقوة عسى ان يستمر الظلام.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media