الجنسُ و راهبة الكنيسة (1)......
    الجمعة 9 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 20:20
    هاتف بشبوش
    المتشرد ، فلم درامي رائع (the homesman) وهو أقرب الى أفلام الويسترن ، من تمثيل كل من المشاكس( توم لي جونز) ، الحزينة (هيلاري سوانك) ، والساحرة الجميلة حتى اليوم رغم تجاوزها الستيني (ميريل ستريب).
    دراما حزينة مع اللون الرمادي لشاشة الفلم مما يعطينا مسحة الحزن الحقيقية والشفقة على إمرأة راهبة عظيمة إنتهت حياتها بالذل والفشل نتيجة العطش الجنسي الغير متوقع لديها وهي الراهبة العفيفة الماجدة.
    [[article_title_text]]
    فلم يتناول قضية راهبة مسيحية أفنت عمرها في التضحية والفداء في سبيل اعلاء كلمة الله ولم تتزوج ولم تعرف معنى الرغبة الجنسية والرعشة الناجمة منها، لقد أغلقت فرجها وجسدها الجميل وقبرتي صدرها وأفخاذها البلوط ، وشفتيها الورديتين على كل من يحاول التقرب منها ، لقد منعت أي شخص يريد التقرب من كفلها المكوّر واللحمي الفيّاض حسناً وبهاءً . فإذا ماقامتْ تراهُ مثنى تنفرد فردتاه بشكل يثير شهوة الموتى ، وإذا ماقعدتْ تراه فرداً واحداً لدناًّ يثير شهوة الحمقى .
     وفي مهمةٍ صعبةٍ للغاية ، إتخذت لها خادما صعلوكا وسخا وعفنا خلقا وأخلاقا . أنقذته من حبل المشنقة إذ وجدته معلقا بها في طريقٍ صحراوي فوهبته الحياة مرة أخرى ووجدت له عملا براتب مغرٍ لكنه جازاها بالدنائةِ والخسّة . إتخذته كمساعدٍ لإيصال بعض المرضى الى كنيسة بعيدة  تشرف عليها راهبة أخرى وقد مثلت دورها الممثلة القديرة ( ميريل ستريب) . فتوجب عليها قطع الصحراء القاحلة والمخيفة بعواء ذئابها ، فلابدلها من إيجادِ رجلٍ معها في أداء هذه المهمة الصعبة وهي المرأة التي ليس بمستطاعها فعل ذلك وحدها  .
    إتخذت هذا الصعلوك المتشرد الناضح بالعفونة شريكا لها في أداء مهمتها الكنسية . وفي الطريق الذي يتطلب أن يستريحوا ليلا أو لأكل طعامهم ، توقفت عربتهم التي يجرها حصانين ، وهذه هي وسائل النقل لتلك الأيام قبل التكنلوجيا والحداثة في معظم أمور الحياة ، وفي خلفها الكابينة الخشبية التي إحتوت المرضى ومعظمهنّ من النساء المتخلفات عقلياُ نتيحة التحرش الجنسي أوالضرب المبرح من أزواجهنّ ، أو عدم إشباع الرغبة الجنسية نتيجة إحتقار الأزواج الخونة والمنحطين أخلاقيا وعدم إحترامهم لزوجاتهم .
    في الليل الأسود هذا حيث توقفت العربة ، بدأت تستفحل بها الرغبة الجنسية فتنظر الى حالها بعد انْ تجاوز بها العمر عتيا ، الليل .. وما أدراك ما الليل ...هذا الجالب لكل مصادر الشهوة حيث هدأة الكون بنجومه الساطعة والفناء الذي يضمنا ، وثنائية الرجل والمرأة والجنس والشهوة التي تتغلغل في الروحين ، الليل هو الأب الشرعي للجنس فأحيانا هذا الإبن ( الجنس)  يجد نفسه مضطرا لتنفيذ أوامر هذا الأب الليلي الرومانسي والمتجبر في نفس الوقت ، حتى وإن كانت أوامره خاطئة .
    بدأت ( الراهبة هيلاري سوانك)  تستميل لخادمها وتسوقها نارها المشتعلة في جسدها الطاهر والبتول لسنين عديدة ، إنها اليوم الراهبة الثرية ، لها من السمعة التي تحسد عليها في الشرف والعفة . الصمت الليلي الكالح يأخذها الى الماضي وكيف مرّ دون أن تلمس كف رجل أو تتعرّف على قضيب رجل وهذه سنة الحياة بما خلقها الرب فلماذا نحاول التصوف إتجاهها والتنحي عن جمالاتها رغم كل مافيها من أذى وظلم وقهر .
     في الليالي التي يأخذون فيها قسطا من الراحة في عمق الصحراء وعواء ذئابها تنتفض غرائزها بشكل عجيب وكأنها بركان قد تفجر في قرارة نفسها الثكلى ، ولاتعرف كيف السبيل لإيقافها ، بركان وقد هاج ولسوف يدمر ماحوله حتى وإن إتخذنا التدابير اللازمة للوقاية منه . زلزال ناري حلّ بفرجها وروحها الطاهرة لأعوام في رهبنتها وتقربها الى الله . الشلال الجنسي الهائج في أسفلها لم يجد سدا منيعا ينقذه غير هذا الصعلوك العفن والقذر خادمها الذي جاءت به للعون في مهمتها الربانية . حاولت إغرائه بشتى الوسائل لكنه الثعلب الماكر والخبيث . لم يستجب لها على الإطلاق ، لقد مثل هذا الدور القبيح بعفونته وخسته العجيبة التي لانجدها لدى أي كائنٍ بشري الممثل القدير ( توم لي جونز)  . عرضت له مالها الوفير مقابل الزواج منه ولم يقبل ، عرضت عليه أن يمنحها قبلة واحدة ، لم ينفع معه ، توسلت وتوسلت به في ذلك المكان الذي لايجمع سواهما ، فلم ينفع معه ، إنه عبارة عن صعلوك مجبولُّ من القسوة  ، انه اللارحمة واللاشفاعة ، والذي ينطبق عليه المثل الشائع (إتقي شرّ من أحسنت إاليه ) أو أنه عضّ اليد التي إمتدت اليه وأنقذته من الموت المحقق وهو معلّق في حبل المشنقة .

    يتبـع في الجـزء الثاني

    هــاتف بشبــوش/عراق/دنمارك/9/12/2016
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media