السيادة الوطنية الضائعة في عهد حيدر العبادي
    الجمعة 9 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 20:33
    أياد السماوي
    حين يكون الكذب والخداع منهجا لتضليل الرأي العام , فلا بدّ للأقلام الوطنية والمنصفة أن تتصدّى لكشف هذا الزيف والخداع وتقوم بتعريته أمام الرأي العام العراقي , ففي الوقت الذي يوجب على رئيس الوزراء حيدر العبادي الاعتذار لسلفه وزعيم حزبه نوري المالكي عمّا فعله بحقه , والذي لولاه لما استطاع أن يكون نائبا في مجلس النوّاب العراقي ورئيسا للوزراء بعد ذلك بفعل المؤامرة والاستسلام للقرار الأمريكي , يوعز وبأوامر أمريكية أيضا بشّن حملة ظالمة وقذرة ضد سلفه وزعيمه تستهدف تسقيطه أمام الشعب العراقي وتشويه منجزاته الوطنية , من خلال الإيعاز لبعض وسائل الإعلام التي تبحث عن السحت الحرام لمهاجمته وتحميله مسؤولية المؤامرة الدولية التي قادتها الولايات المتحدّة الأمريكية والتي أدّت إلى سقوط الموصل وصلاح الدين في الأيام الأخيرة من ولاية نوري المالكي الثانية , وبعد أن حقق فوزا كاسحا في الانتخابات النيابية وأصبحت رئاسة الوزراء مضمونة له بموجب الدستور , ويبدو أنّ دوائر وأجندات دولية قد أقنعت العبادي أنّ ترك نوري المالكي يتواصل مع أبناء شعبه , سيطيح بمشروعهم وسيرمي به خارج رئاسة الوزراء والمعادلة السياسية , فلا بدّ من توجيه الرأي العام العراقي بأنّ حقبة نوري المالكي هي حقبة للهزائم والفساد وضياع المال العام , ولا بدّ من طي صفحة نوري المالكي للأبد , فكان الضوء الأخضر لمسلّة نفايات الصوفي القذرة أن تبدأ بهذا المشروع القذر .

    ومن أجل فضح هذا التوّجه القذر الذي يتبّناه العبادي شخصيا , لا بدّ للعراقيين أن يقفوا على حقيقة هذا الرجل الذي باع سيادة العراق إلى أمريكا مقابل كرسي رئاسة الوزراء الكبير جدا عليه وعلى إمكاناته وقدراته السياسية , بمؤامرة قادتها الولايات المتحدّة الأمريكية لإزاحة نوري المالكي , والتي بدأ فصلها الأول بتسليم الموصل وصلاح الدين لداعش , وفصلها الثاني المكّمل بالانقضاض على الشرعية الانتخابية , فقد رضخ العبادي للمشروع الأمريكي ووقّع لهم على بياض متعهدا لهم بتنفيذ كلّ ما يملوه عليه من قرارات وأوامر , فكان القرار الأمريكي الأول بعودة القوّات الأمريكية من جديد إلى العراق وبناء قواعد عسكرية ثابتة في العراق , والسماح لطائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكا بالتحليق في الأجواء العراقية بأي وقت وبأي مكان , فماذا أبقى حيدر العبادي من سيادة للعراق وطائرات 63 دولة تجوب سماء العراق ليلا ونهارا وشمالا وجنوبا , وإنشاء أكثر من قاعدة عسكرية كبيرة وثابتة مع أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي من خيرة قوّات النخبة الأمريكية الخاصة ؟ , إنّ كرسي رئاسة الوزراء الذي جلس عليه حيدر العبادي كان ثمنه التنازل عن السيادة الوطنية العراقية إلى الأمريكان وعودة الاحتلال الأمريكي للعراق من جديد , فأي من الحقبتين أحق أن توصف بحقبة الهزائم ؟ حقبة نوري المالكي الذي أخرج قوّات الاحتلال الأمريكي من العراق بالكامل ؟ أم حقبة حيدر العبادي الذي أعاد قوّات الاحتلال الأمريكي من جديد للعراق ؟ وهل يستطيع قائد ( التحرير ) إخراج القوّات الأمريكية من العراق بعد القضاء على داعش ؟ سؤال أتركه للعبادي فقط للإجابة عليه .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media