لماذا جرى تغيير حميد مجيد فقط؟
    السبت 10 ديسمبر / كانون الأول 2016 - 06:14
    مازن الحسوني
    -    أتفق الجميع قبل المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي على فشل سياسة الحزب في الكثير من المجالات لأعوام ما بعد سقوط الصنم بسبب إمكانية الحكم على هذه السياسة
    -    في ظل العمل العلني (يعني موكل سياسة الحزب بأيام العمل السري جمره وربيع).  نادى الجميع إلى ضرورة التغيير لأجل تطور الحزب وأخذ دوره الصحيح بالوضع السياسي العراقي قبل المؤتمر وكان هذا النداء من قبل جميع من يهمه مصلحة الحزب سواء كانوا رفاقا أو أصدقاء.                                                     
    -     انتهى المؤتمر ونحن بانتظار الوثائق للحكم على هذا التغيير بصورة حقيقية، ولكن في أي تغيير لابد من تكامل ثلاثة أجزاء.
    * الجزء الأول -هو نهج الحزب أي طبيعة التفكير السياسي لدى الحزب وقيادته.
    * الجزء الثاني- البرنامج التطبيقي لتنفيذ هذا النهج.
    * الجزء الثالث - أداة التنفيذ لهذا البرنامج (قيادة الحزب واللجان الأخرى وقواعد الحزب).
    - بما أن الوثائق لم تطرح لحد الآن فعليه لا أناقش الجزئين الأولين وإنما فقط الجزء الثالث.
    - إذا اتفقنا أن الحزب هو مجموعة لجان وهيئات تعمل بشكل مشترك لتنفيذ هذا البرنامج والنهج وهو ما هو معلن من حيث وجود عدد من اللجان ومنها – لجنة التنظيم المركزية - لجنة العمل الفكري – لجنة العمل الإعلامي – لجنة إدارة الانتخابات وغيرها من اللجان.
    * السؤال الآن هو إذا كان الجميع متفقين على فشل سياسة الحزب بالفترة الماضية وكل هذه اللجان تقاد من قبل رفاق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، لماذا لم يتنحَ أي مسؤول لهذه اللجان مثلما فعل أبو داود؟
     * هل يتحمل أبو داود كل الفشل الذي أصاب جسم الحزب؟
    * هل نحن حزب الشخص الواحد أم حزب اللجان والهيئات والمسؤوليات المشتركة؟
    * هل كان الضغط الكبير الذي جرى قبل المؤتمر والمطالب بتغيير أبو داود هو السبب؟ ولأنه لم يشمل الآخرين نفس الضغط عليه لم يتنحوا من القيادة؟
    - أطرح هذه الاسئلة وأنا لست بمتشائم من الوضع الجديد للحزب ولكني أحاول أن أنظر بعمق وعقلانية لطبيعة التغيير الذي حصل على صعيد قيادة الحزب ولماذا بقي أشخاص عديدون كانوا مساهمين في هذا الفشل الذي أصاب الحزب وهم يعملون منذ سنين عديدة.
    *ألم يمتلك المؤتمر الجرأة لطرح أخطاء هؤلاء واكتفى بخروج أبو داود؟
    *هل جرى طبخ كل هذا في أروقة اللجنة المركزية قبل المؤتمر وبالتالي لم تثر أي قضية أخرى تمس الآخرين؟
    - أخشى (والعياذ بالله من هذه الخشية) أن يكون التغيير هذا يشبه تغيير 1993 يوم جرى تبديل عزيز محمد بحميد مجيد وبعض فقرات النظام الداخلي التي تكرس الديمقراطية إثر الدعوات الكثيرة كما هو الحال الآن والمنادية بالإصلاح والتغيير والتي سرعان ما جرى نسيانها والالتفاف عليها ليقاد الحزب من جديد بشكل مركزي صرف بل وأحادي فقط مثلما بينت نتيجة المؤتمر لحد الان.
    - قضية التغير الكبير والتي يضع الكثيرون وجود شباب جدد في اللجنة المركزية كمثال عليها.  بخصوصها لي وجهة نظر مختلفة! كيف؟
    - هؤلاء الرفاق العشرة الجدد الذين دخلوا إلى قوام اللجنة المركزية هم لم يحلوا محل عشرة أزيحوا منها. بل جاءوا نتيجة اتفاق بين حشع وحشك لإنهاء وجود العشرة الذين يمثلون حشك في قوام اللجنة المركزية لحشع سابقا(ليكتمل الانفصال التام بين الحزبين) ولهذا ملأ هؤلاء هذا الفراغ. أتمنى أن يكونوا عند حسن ظن الجميع ويقدموا ما ينتظر منهم .
    - كذلك لاحظوا لم يخرج من قوام ل.م لحشع أي عضو سابق والذين خرجوا مع أبو داود لم يدخلوا للترشيح بسبب حالات خاصة لكل واحد منهم (أثنين لست متأكد 100% من موقفهم) أي المؤتمر انتخب جميع قيادة الحزب السابقة. (لماذا انتخبوا جميعا سيكون موضوع المقالة القادمة).
    *ما جرى في المؤتمر العاشر يمكن الارتكاز عليه لبناء مستقبل أفضل للحزب والوقائع بينت أننا نمتلك قيادة لا تغادر مكانها بالسهولة التي يجب أن تكون بمؤسسات ديمقراطية بل تتشبث بكل ما تملك من قوة للبقاء في مكانها وبنفس الوقت أثبت الضغط الذي مارسه كل من تهمه مصلحة الحزب جدواه بشكل كبير وإذا أراد أعضاء الحزب وأصدقاءه رؤية الحزب يتطور ويزدهر، لابد من مواصلة الضغط لأجل تصحيح الأخطاء ودعم الأصوات المنادية بالإصلاح وخاصة من قبل الرفاق القياديين والذين يجب أن يرتفع صوتهم لأنهم في مركز القرار وأشكال الضغط أثبتت جدواها في وضع اللبنات الأولى للتغيير وعلينا جميعا مواصلة هذا النهج لأجل تعزيز هذه اللبنات.
    - حزبنا يستحق أفضل مما هو عليه الان. لنعمل سوية لرؤيته معافى مزدهرا وفق نهج الإصلاح والديمقراطية والمسؤولية المشتركة.

    مازن الحسوني                    9/12/2016
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media