رداً على عادل مراد
    السبت 6 فبراير / شباط 2016 - 23:55
    ناظم أمين
    تحت عنوان(( رسالة الى شعب كردستان الصابر المحتسب))، كتب السيد عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني:((لا اعرف كيف ابدأ حديثي ومن اين ابدأ وهل بقي للكلام من معنى، في ظل المأسي والويلات والمعاناة اليومية التي يشهدها المواطنون في اقليم كردستان، بعد ان فقدت الاحزاب والحكومة ومؤسساتها الحق في التبجح باسم الشعب وادعاء تمثيله)). بهذا الكلام ينفي السيد مراد شرعية جميع الاحزاب الكردستانية وحتى حزبه الذي ينتمي اليه، وهو الاتحاد الوطني الكردستاني، غافلاً عما يكتب!!  أما فيما يخص الحكومة، فقد نسى السيد مراد عن عمد أو غير عمد بان حزبه هو شريك أساسي في حكومة الاقليم. فهو بهذا الكلام لايعترف بوزراء ومسؤولي الاتحاد الوطني في الحكومة! كلام السيد مراد واضح، لايقبل الشك. أما محاسبته على هذا الكلام، فهي من شأن قيادة الاتحاد الوطني التي لايعترف بها، لانه يعتبر نفسه الكل في الكل!!
     يقول السيد مراد في رسالته:((لم نكن نعلم حين ذاك باننا سنتحول في عيون الشعب الى تجار حرب انتهازيين يبنون قصورا وفللاً في كردستان واوروبا واميركا..........)). اذا كان السيد مراد يتحدث عن نفسه، فهذا شأنه هو، أما اذا كان يقصد الآخرين، فلماذا لايذكرهم باﻷسماء ويبدأ من أعضاء حزبه؟
     وفي جزء آخر من الرسالة، يكتب السيد مراد: ((اين نحن من ابناء شعبنا الذي يسطر يوميا اروع ملاحم البطولة ونكران الذات، ويتصدى ابناؤه البيشمركة الى داعش وتهديداته الارهابية ببطون خاوية وجيوب خالية )). نعم أين السيد مراد من أبناء شعبه؟ هل زار يوماً جبهات القتال أو قام بزيارة لعوائل الشهداء؟ كل مايفعله هو استقبال الضيوف في مكتبه وإلقاء محاضرات والمزايدة على الآخرين وحتى على قيادة حزبه.
     يتطرق السيد مراد الى قضية حفر الخنادق، قائلاً: ((يوم قلنا بأن حفر الخنادق بين اجزاء كردستان يتنافى مع شعارات دعم الثورة في شمالي وغربي كردستان وهو محاولة يائسة لمصادرة قرار اخوتنا الثائرين في شمالي وغربي كردستان لتقرير مصيرهم، قالوا بان رسم سياسة الاقليم الخارجية واستراتيجيته خط احمر وحكر على حزب محدد، يوظفه لمحاباة تركيا ومعادات اخوتنا في اجزاء كردستان الاخرى)). الخندق لايأتي لمعاداة أخوتنا الاكراد في شمال وغرب كردستان كما يدعي، بل لمنع تسلل داعش وحماية المدن والقرى الكردستانية. ان مشاركة البيشمركة الابطال في التصدي لداعش في كوباني والتي جاءت بتوصية من السيد مسعود البارزاني، تُبطل هذه الادعاءات.
     المتتبع لتصريحات السيد مراد، يلاحظ ان انه يُشير فيها دائما الى مظلومية الشعب الكردي في كل من تركيا وسوريا وشرعية نضاله. وهذا من واجب كل كردي غيور على أبناء شعبه في جميع أنحاء كردستان. لكن أين هو الشعب الكردي في أيران من تصريحات السيد مراد؟! لماذا لايتحدث عنه؟ لماذا لانسمع منه شيئاً بهذا الخصوص؟ هل ان أوضاع اﻷكراد هناك أفضل من أوضاع أكراد تركيا وسوريا؟ أم ان علاقاته مع ايران لاتسمح له الحديث بهذا الخصوص؟
     لقد كتبتُ في مقال سابق بانني أتحدى السيد عادل مراد أن يتطرق ولو بكلمة واحدة الى أبناء شعبنا الكردي في ايران والذين هم أقرب منه مسافةً من أبناء شعبنا في تركيا وسوريا،اللهم إلا اذا كان قد نسى وجود شعب كردي هناك!!!
     المصيبة ان السيد مراد يصف كل من لايتفق مع مواقفه أو يردُ على تصريحاته بأُناس يعرف خلفياتهم ومشاربهم من حارقي البخور للسلاطين حسب تعبيره. يعني بصريح العبارة، ان له الحق في ان يقول مايعجبه وعلى الآخرين السكوت. يالها من فلسفة بائسة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media