الجبوري يدعو إلى تقنين عقوبات بحق الساعين لبث الفرقة والكراهية
    الأحد 7 فبراير / شباط 2016 - 12:53
    بغداد (أين) - دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، إلى ضرورة تقنين عقوبات، بحق كل من يسعى لبث الطائفية والفرقة بين ابناء الشعب.
    وقال الجبوري في كلمته خلال المؤتمر الوطني لحماية التعايش السلمي وحظر الكراهية والإرهاب ومكافحة التطرف والإرهاب: "مما لا يختلف عليه اشدان ان النعرات الطائفية التي كادت ان تعصف بالسلام المجتمعي لشعبنا وتهتك وحدته، واحدة من الظواهر الهجينة الغريبة على كينونة شعبنا، فلم يشهد في اي مرحلة من مراحل دولته الحديثة ان تنابز بها، او استحكمت بسلوكه، او حددت نظامه الاجتماعي، او اثرئت في تكوينه، او باغضت بعضه على بعض"، مستدركا "لكنها بعد العام 2003، وبسبب مواضعات بعضها داخلي وبعضها خارجي، كادت ان تحيد بشعبنا عن وحدته، لولا فراسته المدببة ووعيه المكين، فمزق بعض صحائفها ومازال عليه ان يزيل ما تبقى من بثورها كي يستعيد عافيته والقه ووحدته التامة ويستعيد العراق دوره الريادي في المنطقة والعالم".
    وأضاف "لقد جاء الاسلام واحدا غير متعدد، وسيبقى واحدا غير متعدد بقوة ايمان المؤمنين به رسالة ربانية واحدة انسانية تسامحية شاملة كلية كاملة لا غنى للبشرية عنها في اقامة عالم تسوده العدالة والاخوة والمساواة والتكافل، ولم تكن في الاسلام، نصا مقدسا ورسالة محمدية شريفة، طائفية من اي نوع كان، وان عمد مزيفو التاريخ الاسلامي الى دس الغلو والتطرف اللذين استحالا ارهابا متوحشا ونزعات دموية، وتحويل الاسلام من رسالة ربانية الى احداث ووقائع شخصانية بالغ المزيفون في اضفاء البغضاء والكراهية في متونها، فانهم لم يشوهوا الاسلام وقد حفظه الحافظ الحفيظ الى يوم يبعثون، انما شوهوا تاريخا لا يجد العاقل المتبصر اي عناء في كشف زيف بعض مدوناته وكذبها".
    وأوضح رئيس مجلس النواب "لقد اريد من اثارة النعرات الطائفية التي كان من اهم نتائجها الإرهاب، تأليب العراقيين على بعضهم، كي يتمكن الأخر المتربص الطامع ان يعبث بوطنهم وينهب ثرواتهم ويحولهم الى شتات متناحر ضعيف هزيل تأخذه الريح حيثما تشاء وتسوقه العواصف حيثما تبتغي".
    وبين اننا "حين نتصدى هذا اليوم وعبر هذا المؤتمر الكريم وبجهود لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النيابية بهذه النخب الفاضلة للطائفية والغلو والتطرف والإرهاب فإنما نتصدى للدفاع عن وجودنا وعن اجيالنا المقبلة وعن وطن اختاره الباري عز وجل مهبطا للنبوات والرسالات ومنبعا للحضارة والمدنية الاولى".
    وأكد "يتوجب علينا ونحن نرى ان الاجتهاد في الإسلام مصدر ثراء له لا مصدر إضعاف وان الاختلاف في امة محمد رحمة ونعمة من اجل التنوير والتطوير والتجديد، ان لا نكتفي بالدعوة الى تحريم الدم المسلم وغير المسلم وتحريم النيل من عقائده وشعائره، وتحريم التمييز بين العراقيين بكافة أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم، بل ان نذهب الى تقنين عقوبة كل من يسفك الدم الذي حرم الله ومن ينتهك دار العراقي وجامعه ومسجده وكنيسته ودار عبادته وجامعته ومكان عمله، وكل من يسعى الى بث سموم الطائفية والفرقة والارهاب والبغضاء والكراهية، وان لا تأخذنا رحمة او شفاعة بمن يريد ان يجعل شعبنا شراذم ومللا تتصارع في ما بينها، فيما العالم كله ينشد الوحدة ضمانا للتقدم والرخاء والقوة والرفعة".
    ودعا الجبوري لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النيابية إلى العمل من توصيات المؤتمر "نصوصا قانونية"، مبينا ان "التجربة علمتنا ان النيات الطيبة لا تكفي لدرء المخاطر والسيئات، وان القانون وحده هو الذي سيزيل عن شعبنا غاشيات الطائفية والغلو والتطرف والارهاب والسلاح الخارج عن سلطة الدولة والقانون".
    وتابع ان "السلم الاهلي الذي تنشدون وضع بعض اسسه في هذا المؤتمر لن يتحقق الا بسلة قانونية حازمة حاسمة تعتمد على مبدأ التعايش السلمي جوهرا لها والحاجات الاجتماعية التي افرزتها التجربة اطارا لتوصيفها ومعالجتها".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media