نسمع بين الحين والآخر بقيام ذوي مريض او مصاب بحادث بالاعتداء على الطبيب المعالج
- وهذا التصرّف  وان هو مدان بكل المعايير - لكن والعلّة في الاستثناء .. حين يتصرف الطبيب المعالج بما يتنافى وهذه المهنة الانسانية الكبيرة ويضع أمامه الطمع او الجشع المادي لكي يبهض كاهل المريض بما لا يُطاق من اجور عملية جراحية اوحتى اجرة المعاينة الاعتيادية او يتعامل معه بتعالي يجرح كرامته ويثير فيه عدوانية ثأرا لها او يتفق البعض مع صاحب الصيدلية او عيادة السونار مقابل نسبة معينة عن كل حاله يرسلها الطبيب الاختصاص وان هي لانحتاج لذلك  .. هذه الحالات ليس من محض الخيال وإنما هي واقع يساهم به البعض من ضعاف النفوس من العاملين بهذه المهنة الانسانية العظيمة ... لقد تفاجأت من رقم المبلغ الكبير الذي طلبه الجراح (ع) مقابل غرزتين في جبهة طفلة لجرح بسيط ذهبت للعيادة الخاصة ليس لقطع النزف حيث عالجته في البيت وإنما لكي لايترك اثرا في وجه  طفلتي الجميلة بعد شفائه   ... دفعت له ما طلب وخرجت وانا العن اليوم الذي فيه طال الانحدار الاخلاقي هذه المجالات الانسانية في حياتنا وأبكي على حال الفقير الذي لا يملك اجرة باص المراجعة للمستشفى العمومي .. ونحن نعيش أزمة اقتصادية خانقة طالت شرائح ذوي الدخول البسيطة من اجراء ومتعاقدين او موظفين في ملاك الدولة .. أيها الأطباء إرحموا أبناء شعبكم في هذه الأيام العصيبة التي تمر على العراق واتقوا الله في المرضى وجرحى معارك الشرف والكرامة .. وأذكرّكم في قول الصحابي الجليل ابي ذَر العقاري ..عجبت لمن لايوجد قوتا في بيته ولا يخرج على الناس شاهراً سيفه .. أقول والذي لايجد من يداوي طفله او جراحه او جراح عزيز له سوف يهد الدنيا على مجتمعه وهو محق في ذلك .. وختاماً علينا ان لا نبخس حق البعض من الأطباء ذوي الرقي الإنساني في التعامل والاستعلاء على الدنيئ من الأمور المادية .. واعرف من يدفع للمريض الفقير ثمن الدواء من جيبه الخاص وبدون أخذ اجرة المعاينة او منهم من يتفق على تخفيضات في الأشعة والسونار والمختبر مع الأطباء في هذه الاختصاصات لمرضاه  الذين يرسلهم لهذه العيادات .. حمى الله العراقيين من جشع الأطباء فاقدي الشعور الإنساني .. من الذين همهم الاول والأخير السعي لتورّم رصيده المادي !

المهندس حسن أحمد