كان قد هدده بالقتل , امام الجميع . وحلف اغلظ الايمان بانه سينفذ الامر يوم الجمعة القادم , وان عليه ان يكتب وصيته , وان يتفقد عائلته قبل ذالك اليوم الذي سيفارق به الحياة . وكان احمد قد دخل الرعب الى اعماق اعماقه , واخذ يرتجف خوفا ويكاد لا يسيطر على قدمه من السقوط على الارض . فهو يعرف [حسن حديدة]   بانه  قاتل محترف , لا يخاف الله! ولا عباده , وان الناس تخافه وتحسب له  الف حساب  . وقد شكى امره الى الله ! القوي القدير , والى شيخ المحله الذي قال له [ اتكل على الله ! ] فهو خير المتوكلين . فاخذ احمد يدعو الله ! عز وجل ان يخلصه من هذا الظالم . الذي قتل من الناس الكثيرين . وما ان وصل يوم الخميس , حتى استسلم [ احمد ] ولم  يعد يستطيع السير على قدميه , من الخوف والرعب , وسلم امره الى الله وهو يكتب وصيته الى والدته التي تبكي , وليس لها , لا حول ولا قوة . وما ان انتهى من كتابته , حتى طرق الباب , وعندما فتحت والدته , دخل صديقه امجد مسرعا وقال : اين احمد واتجه الى حيث غرفته , فوجده ممددا اصفر اللون , كانه من الاموات .
فهجم عليه .. يقبله ويقول : البشرى البشرى يااحمد . ان الظالم [ حسن حديدة ] قد مات ! . فقال له بصوت الغير مصدق : كيف اخبرني . فقال : لقد قتله [ ابن بسيمة ] وهو الاخر من الاشقياء , وله ثار عنده .
فحمد الله وشكره وقال : لقد اتكلت على الله ! وان الله! العلي القدير قتله ...

عباس طريم / اريزونا