الرئاسات تحث على تعزيز التماسك المجتمعي ونبذ الكراهية
    الأثنين 8 فبراير / شباط 2016 - 05:16
    بغداد: عمر عبد اللطيف (الصباح) - اتفق المشاركون في المؤتمر الوطني لحماية التعايش السلمي وحظر الكراهية ومكافحة التطرف والارهاب على ضرورة دحر العصابات الارهابية التي تحاول النيل من وحدة الشعب، والعمل على تعزيز التماسك المجتمعي، ومثلما اشارت الى ذلك كلمات الرئاسات الثلاث، التي  شددت على مواصلة جهود المصالحة المجتمعية وغلق اي نافذة للكراهية. واوصى المشاركون في المؤتمر، الذي نظمته لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب
    وعقد امس تحت شعار «من اجل مجتمع امن وسالم ومتعايش» باهمية توحيد الخطاب السياسي من اجل كسب الدعم الدولي وتجنب الخطاب الطائفي والانفعالي الذي يضعف حجم هذا التأييد.

    تماسك الشعب

    وقال رئيس الجمهورية في كلمته التي القاها نيابة عنه مستشاره، قحطان الجبوري: ان «المعاناة المريرة والشجاعة النادرة التي واجه فيها شعبنا الارهاب والتطرف والعنف تؤكد هذه الخلاصة التي تجتمعون من أجلها، وتؤكد أن لا خيار أمامنا جميعاً سوى تعزيز تماسكنا ووحدتنا وتمتين قوة جبهتنا الموحدة ضد إرادات الارهاب والتطرف» مؤكدا ان تلك الخطوات، هي «السبيل الوحيد من أجل النهوض بالعراق وبتقدمه وحفظ أمنه وسلامته ووحدته». كلمة رئيس الجمهورية، اشارت الى «تصاعد حدة الهجمة الارهابية ضد بلدنا وشعبنا خلال السنوات الماضية، وتأمل حجم المعاناة، سواء في المحافظات التي تعرضت لاعتداءات واحتلال «داعش» الارهابي أو في المحافظات الأخرى التي وقفت بعزة وإباء مع المناطق المبتلاة بالمجرمين، جميعها امور تقودنا الى نتيجة مهمة تؤكد أن شدة الهجمة الارهابية وبرغم مآسيها زادت شعبنا تماسكاً وتوحداً وأسهمت في عزل قوى التطرف والارهاب والكراهية».

    تضافر جهود قلع الارهاب

    بدوره، حث رئيس الوزراء، حيدر العبادي، خلال كلمته في المؤتمر، التي القاها نيابة عنه، نائب رئيس لجنة الاوقاف والشؤون الدينية البرلمانية، علي العلاق، على اهمية "تضافر جهود الحكومة وجميع مؤسسات الدولة لقلع الارهاب من جذوره ولحماية النسيج المجتمعي من التطرف” لافتا الى ان "العراق حظي بتنوع وتعدد ديني وقومي، وكان الاندماج الاجتماعي السمة المميزة لهذا الشعب”.
    واوضحت كلمة رئيس الوزراء، ان «البعث المقبور اعطى العراق فرصة ذهبية لاستثمار ثرواته على اساس دستوري» مشيراً الى ان «مهمتنا تحشيد الطاقات والامكانيات لمواصلة الانتصارات التي يحققها مجاهدونا الابطال وطرد «الدواعش» وتوحيد الخطاب السياسي من اجل كسب الدعم الدولي وتجنب الخطاب الطائفي والانفعالي الذي يضعف حجم ذلك التأييد».

    ظواهر هجينة

    من ناحيته، عد رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري «النعرات الطائفية ظاهرة هجينة وغريبة على كينونة شعبنا».
    وقال الجبوري: ان مما لا يختلف عليه راشدان، ان النعرات الطائفية، التي كادت تعصف بالسلام المجتمعي لشعبنا وتهتك وحدته، واحدة من الظواهر الهجينة الغريبة على كينونة شعبنا، فلم يشهد في اي مرحلة من مراحل دولته الحديثة ان تنابز بها، او استحكمت بسلوكه، او حددت نظامه الاجتماعي، او اثرت في تكوينه، او باغضت بعضه على بعض.
    ولفت رئيس مجلس النواب، الى ان الاعوام التي تلت العام 2003، ونتيجة لبعض «المواضعات الداخلية والخارجية» كادت تحيد بشعبنا عن وحدته، مشيرا الى ان «فراسة الشعب المدببة ووعيه المكين، مزقت بعض صحائفها ومازال عليه ان يزيل ما تبقى من بثورها كي يستعيد عافيته والقه ووحدته التامة ويستعيد العراق دوره الريادي في المنطقة والعالم».
    واضاف الجبوري « لقد اريد من اثارة النعرات الطائفية التي كان من اهم نتائجها الارهاب، تأليب العراقيين على بعضهم، كي يتمكن الاخر المتربص الطامع ان يعبث بوطنهم وينهب ثرواتهم ويحولهم الى شتات متناحر ضعيف هزيل تأخذه الريح حيثما تشاء وتسوقه العواصف حيثما تبتغي». وشدد رئيس مجلس النواب، على ضرورة عدم الاكتفاء بالدعوة الى تحريم الدم المسلم وغير المسلم وتحريم النيل من عقائده وشعائره، وتحريم التمييز بين العراقيين بكافة اديانهم واعراقهم ومذاهبهم، بل ان نذهب الى تقنين عقوبة كل من يسفك الدم الذي حرم الله ومن ينتهك دار العراقي وجامعه ومسجده وكنيسته ودار عبادته وجامعته ومكان عمله، وكل من يسعى الى بث سموم الطائفية والفرقة والارهاب والبغضاء والكراهية، وألا تأخذنا رحمة او شفاعة بمن يريد ان يجعل شعبنا شراذم ومللا تتصارع في ما بينها».

    مناهضة الارهاب والتطرف

    من جانبه قال رئيس ديوان الوقف السني، في لقاء اجرته معه «الصباح»: ان «مثل هذه المؤتمرات تحقق نتائج ايجابية» داعياً الجميع الى مناهضة الارهاب والتطرف، واقتلاع جذورها.
    فيما عد، وكيل ديوان الوقف الشيعي، الشيخ علي الخطيب، مثل هذه المبادرات ضرورية لمواصلة المبادرة السابقة التي كان همها وهدفها تعزيز معاني التعايش السلمي، مشيراً الى ان المؤتمر يحتاج الى لجنة لتتابع وتواصل اعمال تنفيذ التوصيات التي ذكرت والمعول على المواطنين العراقيين الاستجابة لـــها. ونوه الخطيب، بأن ديننا يدعونا الى وحدة الصف وفعل التسامح، ليس بين ابناء الدين او المذهب الواحد فحسب، وانما بين ابناء البشرية جمعاء، مستشهدا بما ذكره أمير المؤمنين، علي ابن ابي طالب «ع» حينما قال: «الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق».

    ترحيب أممي

    الى ذلك قال رئيس الدائرة السياسية في بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق: ان مثل هذه المؤتمرات، مفيدة في ترسيخ مفاهيم الحوار ومحاربة التطرف ونبذ الكراهية في المجتمع العراقي.
    واعرب عن اعتقاده بانها جزء اساسي من ستراتيجية العراق في محاربة الارهاب،  ويجب تشجيع مثل تلك النشاطات والحوارات لتكون جزءا من تلك الستراتيجية.

    تطبيق توصيات المؤتمر

    عضو المجمع الفقهي، حسين غازي السامرائي، دعا الى تطبيق توصيات المؤتمر على ارض الواقع، من خلال تجريم من يفجر المقدسات والمساجد ودور العبادة ويسرق اموال الدولة، مشددا على ضرورة ان تكون هنالك زيارات متبادلة بين المرجعيات الشرعية لجميع المكونات، فضلا عن تفعيل الزيارات العشائرية بين اهالي الوسط والجنوب والشمال، وعقد مؤتمر موسع للقنوات الفضائية العربية والاسلامية للحد من اشعال الفتنة بين المسلمين ولبث روح المحبة والتعاون في ما بينهم. الى ذلك، وصف الشيخ سعدون فندي العبيدي، احد وجهاء محافظة كركوك، المجتمع العراقي بانه عشائري بحت، داعيا الى ان يعزز دور العشائر في قضية التعايش السلمي.
    واضاف العبيدي ان، العشائر في المحافظة تمثل قمة التعايش السلمي، وهي الوحيدة القادرة باخلاقها وثوابتها واسسها على تحقيق هذا المبدأ في العراق.
    فيما أكد محافظ بابل صادق مدلول، ان التعايش موجود اساسا في البلد، بدليل نزوح العوائل من محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين، واحتضانها من قبل اهلهم في محافظات الوسط والجنوب. ودعا مدلول، الكتل السياسية الى اعادة النظر بالتعايش السلمي الحقيقي والرؤى ولغة الخطاب من اجل ان تجسد تلك التجربة على ارض الواقع، وان تكون هنالك معايشة حقيقية للساسة بعيدا عن المحاصصة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media