بعد تزايد القلق لدى المؤسسة العسكرية الأميركية.. دعاة الحروب يحرّضون للرد على النجاح الروسي في سوريا
    الأثنين 8 فبراير / شباط 2016 - 06:26
    واشنطن (الصباح الجديد) - في تقرير تم رفعه الى موقع مركز الابحاث الاميركية اشار فيه عدد من المحللين السياسيين الى ان « المؤسسات الاميركية، الرسمية والنخبوية والاعلامية، انشغلت في تسليط الاضواء على «خطر الارهاب،» ورفعه الى صدارة قائمة الاولويات الاستراتيجية, ووقع الاختيار مرحليا على «خطر داعش،» بكل ما يمثله من «تهديد للقيم الغربية،» خاصة بعد بروزه الدموي على الساحة الاوروبية. وتم حشد القوى والامكانيات الاقليمية تحت لافتة فضفاضة وجهتها الحقيقية تقويض الدول المستقلة والكيانات القومية، واستحضار مخططات التقسيم والتفتيت بعناوين مموهة.»
    كما اضافوا الى ان « احدث تلك التعبيرات جاءت على لسان مدير وكالة الأمن القومي، جيمس كلابر، قائلا من دون مواربة ان «روسيا» تشكل العدو الرئيس لأميركا «العدو الشرس والخطر المميت للولايات المتحدة ليس تنظيم « داعش « ، الذي باستطاعته الحاق الضرر وقتل مواطنينا.» واردف كلابر ان «تنظيم « داعش « لا يمتلك الامكانيات المدمرة التي تتوفر لروسيا،» منوها الى الترسانة النووية الروسية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والقاذفات الاستراتيجية. واستدرك كلابر لطمأنة الجمهور الاميركي قائلا ان الاجهزة الاستخباراتية الاميركية «تستبعد توفر النية لدى روسيا استعمال ترسانتها النووية لالحاق الضرر بالاراضي الاميركية.»
    كما اضافوا « يمضي الجدل في المؤسسة العسكرية الاميركية حول أفضل السبل لتنشيط المؤسسة وامدادها بأفضل المعدات. واتسم عهد الرئيس اوباما ونظرته للمؤسسة العسكرية بالإقلاع بعض الشيء عن الاستثمار في المعدات الميكانيكية التقليدية واستبدالها بوحدات قتالية اصغر حجما تتمتع بقدرة اوفر على الحركة ورفدها بوحدات من القوات الخاصة.
    ايضاً في ظل التواجد العسكري «غير المتناسق» في منطقة بحر البلطيق يرى المحللون أن هناك قلقاً يسود داخل المؤسسة العسكرية الاميركية لتعزيز روسيا حضورها المسلح في جيب كاليننغراد على بحر البلطيق، المنطقة الواقعة بين بولندا وليتوانيا، كما لنوايا روسيا انشاء قاعدة جوية جديدة في روسيا البيضاء المجاورة، جنوبي حدود الجيب المذكور.»
    كما اشار المحللون ان « لواء الجيش المتقاعد، بوب سكيلز، أطلق تصريحات قاسية العام الماضي يصف فيها القوات العسكرية الروسية بأنها «ضعيفة جداً خارج نطاق الترسانة النووية، في حين تمتلك الولايات المتحدة قوة عسكرية قوية ذات بأس.» و بالطبع لم يكن ينطق اللواء سكيلز عن هواه الشخصي بقدر ما كان يعكس نظرة متأصلة داخل المؤسسة العسكرية الاميركية.»
    كما اوضحوا ان « سرعان ما اضطرت المؤسسة العسكرية الاميركية الى «تعديل» تقييمها للقوات الروسية التي كانت بمنزلة مقياس للقوات الاميركية عينها خلال فترة الحرب الباردة، واضحت تشكل «تهديدا قويا» لمخططات حلف الناتو. الفضل يعود الى الاداء البارز والمميز لروسيا في سوريا، او بعضه في الاقل، منذ شهور اربعة.»
    كما نوه المحللون الى أن معهد راند، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الاميركية، أجرى دراسة مقارنة بين قوات حلف الناتو والقوات الروسية، بين عامي 2014-2015، خلصت فيه الى القول بأن قوات الحلف «اضحت غير فعالة امام القوات الروسية.. بل ان جهداً مشتركاً للقوات الاميركية ودول البلطيق يدعمه سلاح الطيران الاميركي سيجد نفسه عديم الفعالية لوقف أي تقدم روسي.»
    كما اشاروا الى ان « راند استمرت في استفزاز المؤسسة العسكرية الاميركية قائلة انه باستطاعة القوات الروسية «اكتساح مشارف عواصم دول البلطيق في غضون 36 الى 60 ساعة واحتلال قواتها المدرعة عاصمتي ايستونيا ولاتفيا.. خاصة وان قوات حلف الناتو البرية لا تشكل نداً للقوات المدرعة الروسية.»
    بالمقارنة، بدأت تتضح معالم الاستراتيجية الاميركية وحلف الناتو والتحالف الدولي في الزعم بمحاربة داعش وتمدد تنظيم داعش الذي لم يصمد امام انجازات التدخل الروسي، بقوات محدودة عددياً، وتطور اداء حلفائه السوريين والقوى الرديفة.»
    في هذا السياق أشار المحللون الى ان المرء يستطيع تلمس مصادر قلق الغرب، وحلف الناتو بالتحديد، كما جاء في دراسة معهد راند، التي ذكرت بعدم قدرة قوات الحلف على المواجهة او الصمود امام قرار روسي بالتحرك نحو دول البلطيق، ان تطلب الأمر، من دون ان يلقى مواجهة فعالة.»
    كما اردفوا بالقول الى ان «هناك اعتقاداً جازماً يسود بين اوساط كبار المؤسسة العسكرية ان «تردد الرئيس اوباما،» في اتخاذ موقف اكثر تشدداً حيال ازمة اوكرانيا والاسلحة الكيميائية السورية شكل عاملا «حافزا لعدوان بوتين.. الذي يدفعه في نهاية الأمر قناعته باستطاعته اعادة احياء موقع القوة العظمى لروسيا – في اوروبا والشرق الاوسط.»
    وامعاناً في طمأنة النفس، اضاف اولئك «في تلك الاوضاع، فان نشر الدبابات، وتخصيص مزيد من الاموال، والزج بمزيد من القوات لن يكون كافياً. يتعين على اوباما تحدي بوتين بقسوة والتوضيح له انه عازم على تصعيد التحدي وتعزيزه بنشر مزيد من الكتائب المدرعة في اوروبا الشرقية.. وامداد دول اوروبا الشرقية بأسلحة حديثة.» يشار الى ان ايستونيا تلقت معدات وصواريخ مضادة للدروع من طراز «جافلين» لتعزيز قدراتها على التصدي لهجوم روسي مدرع.
    على ضوء ما تقدم، يرى المحللون « باستطاعة المرء قراءة تصريحات وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر بمنظار ادق، خاصة لنيته الاستثمار في الاسلحة الثقيلة والعربات المدرعة لاستبدال المخزون الحالي في دول اوروبا الشرقية، بغية التوصل لإعداد مجموعة من لواءين مسلحين بمعدات ثقيلة للحفاظ على الحدود الشرقية لحلف الناتو.
    كما اكد المحللون الى ان « القادة العسكريين الاميركيين، والصقور منهم بوجه خاص، يحبذون مراجعة بلادهم لأولويات الانفاقات العسكرية لحلف الناتو، لا سيما بعد انضمام ونية انضمام دول اوروبا الشرقية سابقاً الى مظلة الحلف، وتخصيص موارد كافية لإقامة منشآت جديدة داخل حدود تلك البلدان على تخوم الحدود المشتركة مع روسيا، واغلاق بعض المنشآت القائمة في الشطر الغربي من القارة الاوروبية.»

    *عن مركز الابحاث الاميركية  ترجمة: سناء البديري
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media